علماء أزهريون: هناك ضرورة للتقنيات الحديثة في شرح الحج

عالم افتراضي على الإنترنت يبين أركانه الشرعية ومناسكه الصحيحة

TT

مع ظهور عالم افتراضي على الانترنت يشرح الحج ومناسكه الصحيحة، أكد علماء أزهريون على ضرورة الاستفادة من التقنيات الحديثة كأشرطة الفيديو والمجسمات والانترنت، من أجل توعية الحجيج وتجنب وقوعهم في كثير من الأخطاء في أداء المناسك، مشددين على أهمية استخدام الوسائل التقنية الحديثة في تعريف الحجيج بكل صغيرة وكبيرة في الحج حتى يتمكنوا من أداء الفريضة على أكمل وجه. وللعام الثاني على التوالي يتبنى مجموعة من العلماء إطلاق برنامج للتوعية الشاملة للحجاج عبر الانترنت أو ما يعرف بعالم «سكند لايف (أي العالم الافتراضي)» بمناسك الحج والعمرة والزيارة على الوجه الأكمل، منذ وصول الحاج إلى الأراضي المقدسة وحتى مغادرته لها. وللتعرف على هذا البرنامج وما يقدمه من جديد قال الشيخ محمود إسماعيل من علماء الأزهر والمسؤول عن الصفحات الشرعية المتخصصة في موقع «إسلام أون لاين» بالانترنت والمستشار الشرعي والدعوي بشبكة المعلومات الدولية، إن عالم «سكند لايف» هو عالم افتراضي يحاكي العالم الحقيقي الذي نعيشه. وأضاف أن هذا البرنامج تم إعداده وفق آليات تسهم في توعية الحاج وتعريفه بما ينبغي من أحكام وما يجب تجنبه من محظورات ومخالفات فقهية طوال رحلة الحج لمعالجة الكثير من السلبيات والتجاوزات التي قد تكون ناتجة عن عدم المعرفة بكيفية أداء المناسك لافتا إلى أن البرنامج الموجود على شبكة الانترنت من خلال موقع إسلام أون لاين يتضمن هذا العام إتاحة الفرصة للحاج لكي يستفسر عن بعض الأمور التي تتعلق بالحج والعمرة ويكون الرد عليه بشكل مباشر من خلال نخبة من العلماء الموجودين في عالم «سكند لايف» مباشرة بالصوت والصورة على مدار الساعة.

وأضاف الشيخ إسماعيل أن البرنامج شمل كذلك تطوير مناسك الحج في «سكند لايف» هذا العام، فضلا عن إعادة تصميم وبناء شبه كامل لجميع المناسك مع مراعاة أن تكون أقرب للواقع، فتم توسعة الحرم المكي الافتراضي، وإعادة تصميمه باستخدام صور واقعية ذات جودة عالية، وتوسعة المسعى بين الصفا والمروة، وأصبح جسر الجمرات شبيها بالجسر الحقيقي وموازيا له في أبعاده، إضافة إلى إعادة بناء كامل لمسجد نمرة، وانتهاء بتجهيز أماكن للحلق والتقصير وذبح الأضحية.

وأوضح أن برنامج «سكند لايف» للتوعية بأداء مناسك الحج والذي يتبناه نخبة من العلماء المتميزين في العالم الإسلامي يهدف أيضا إلى تعريف غير المسلمين على فريضة الحج وخاصة أنهم لا يستطيعون زيارة الأماكن المقدسة للتعرف على أماكن الحج.

وفى تعليقه قال الدكتور عبد الفتاح إدريس رئيس قسم الفقه المقارن في جامعة الأزهر بالقاهرة والخبير الفقهي في المجمع الفقهي الإسلامي بمكة المكرمة: «لما كان الحج من أفضل العبادات، وأعظم الطاعات، ولما كانت مناسك الحج والعمرة من أكثر العبادات التي تقع فيها المخالفات والأخطاء نظراً لطول زمنها وكثرة أحكامها، فينبغي على المسلم أن يكون حريصا، لكي يكون حجه موافقاً لحج النبي صلى الله عليه وسلم، مؤكدا أن الاستفادة من التقنيات الحديثة لشرح معالم الحج وأركانه وآدابه، كأشرطة الفيديو والمجسمات والانترنت لتوعية الحجيج بكيفية أداء المناسك، جائز وشرعي، بل إنه مطلوب حتى يستطيع الحاج أداء الفريضة في يسر ويفوز بثوابها إن شاء الله تعالى. وأكد الدكتور إدريس على ضرورة أن يكون من يقوم على أمر هذه الوسائل التي تعلم الحجيج كيفية أداء المناسك من العلماء الراسخين الذين يستطيعون الخروج من الخلاف الفقهي حول كثير من الجزئيات التي هي محل خلاف بين العلماء، وأن يأتوا بالراجح من الأقوال في مختلف المذاهب الفقهية. ومن جانبه قال الشيخ يوسف البدري عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في القاهرة إن تعليم مناسك الحج عن طريق عالم «سكند لايف» أو أية وسيلة حديثة أخرى جائز شرعا خاصة للإنسان الذي لم يسبق له أداء فريضة الحج بشرط أن يكون القائمون على أمر هذه الوسائل من أهل السنة والجماعة. وأضاف إن الإسلام دين علم ومعرفة وأننا نعيش في عالم متطور فيجب أن يسعى المسلمون للإفادة من المنجزات العلمية فيما أحله الله تعالى وأمرنا به.