كريمان حمزة: تفسيري ليس نسائيا.. بل يخاطب الرجال والنساء والكبار والصغار في شكل «حواديت» حانية

أكدت لـ «الشرق الأوسط» أنها ليست أول امرأة تقوم بتفسير القرآن الكريم

TT

أكدت الإعلامية المصرية كريمان حمزة إنها لم تكن أول امرأة تفسر القرآن الكريم، بل سبقها كثير من المسلمات في عصور الإسلام الأولى إلى هذا العمل، فكان من بينهن المفسرات للقرآن والفقيهات. وقالت في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «إن الإسلام أكد أن طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة، ومن هذا المنطلق عقدت العزم والنية على تقديم تفسير جديد للقرآن الكريم بلغة سهلة وبأسلوب شائق، في شكل الحدوتة، مع الاستعانة بالأحاديث النبوية الشريفة، ومراعاة الناحية التربوية»، نافية ما تردد عن أن تفسيرها موجه للنساء فقط، مؤكدة أن القرآن ساوى في خطابه بين الرجال والنساء، وأن هذا التفسير يخاطب الرجال والنساء والكبار والصغار. وأضافت إن الأزهر أوصى بطبع وتداول هذا التفسير ولم يعترض على أي شيء جاء فيه، وهو ما يدحض الشائعات التي يروج لها البعض من أن هذا التفسير، هو تفسير نسائي للقرآن.. وهنا نص الحوار:

> ما الدافع وراء إقدامك على إنجاز تفسير للقرآن الكريم ومتى بدأت الفكرة لديك؟

ـ نعم، أولاً أنا أعترف بأنني لست متخصصة في دراسة العلوم الإسلامية، لكنني كنت أحلم منذ سنوات بتقديم تفسير سهل للمسلمين يفهمه الإنسان العادي ورجل الشارع، وبعد أن حصلت على قسط وافر من الثقافة الإسلامية طوال فترة عملي بالإعلام الإسلامي، وأحسست بأن هذا القسط من الثقافة الإسلامية يؤهلني لإنجاز مثل هذا العمل، قمت بعمل صلاة استخارة، لأستمد العون من عند الله عز وجل، وعندما كنت أذهب إلى المجلس الأعلى للشؤون السلامية وكنت أشاهد العلماء وهم مجتمعون لإنجاز التفسير الرائع للقران الكريم بعنوان «المنتخب في تفسير القرآن الكريم» كنت أتمنى أن أجلس معهم، لكنني خلال هذه الفترة لم أكن مؤهلة حتى لمجرد التفكير في مثل هذا العمل، ولم أجرؤ على ذلك، ولكني كنت أتمنى أن أقوم بمثل هذا العمل، والجلوس إلى مجلس التفسير مع هؤلاء العلماء والاستفادة من خبراتهم، وكانت البداية عندما قمت بتفسير سورة الفاتحة، من دون أن أقصد، في إحدى الحلقات من برامجي في التلفزيون، كما قمت بتفسير جزءي «عمّ وتبارك» بشكل موجه للأطفال، وبعد أن أديت صلاة الاستخارة كثيرا بدأت في تفسير بعض آيات القرآن بسلاسة شديدة ، وبعد مرور بضعة أيام وجدت نفسي مدفوعة بقوة إلى القيام بهذه المهمة.

> لكن ما هو الجديد الذي أضفته في تفسيرك بالرغم من وجود ما يمكن تسميته بأمهات التفاسير لجهابذة العلماء والمفسرين المتخصصين في التفسير وعلوم القرآن؟ ـ الحمد الله تعالى، فلقد حاولت في تفسيري التبسيط والتوضيح للمعلومة بشكل سهل وبسيط ومحبب إلى النفس من خلال مخاطبتي لكل الأعمار. فالذي تميز به هذا التفسير أنه اعتمد بشكل كبير على التبسيط والوضوح في الشرح والتفسير ولذلك سميته «الواضح في تفسير القرآن للشباب والشبيبة»، أيضا سيطرت علي أثناء قيامي بهذا التفسير روح أم تحكي لأولادها (أي ما يسمى بالحدوتة) عن أسباب النزول والقصص القرآني، وذلك لأن هذا الأسلوب يجعل القارئ أو السامع لا يمل، فأنا لدى أحفاد كنت أطمع في تنشئتهم على حب الإسلام وفهمه فهما صحيحا، فكنت دائما أقوم بجمع أحفادي وأحكي لهم القصص القرآني على شكل حواديت، والحمد لله نجحت في أن أجذبهم نحو القرآن وأغرس فيهم القيم والتعاليم القرآنية التي يجب أن تتربى عليها الأمة وتتمسك بها لكي تنهض من كبوتها، خاصة أنه في ظل الإعلام الوافد وثورة المعلوماتية التي تنشر الغث والسمين أصبحنا بحاجة إلى تحصين النشء المسلم بالثقافة الإسلامية الصحيحة التي مصدرها القرآن والسنة النبوية.

> كونك لست خريجة إحدى الجامعات أو المعاهد المتخصصة في الثقافة الإسلامية، ألم تخشي من انتقادك من قبل المتخصصين في علوم التفسير، أو حتى وقوعك في أخطاء تؤخذ عليك؟

ـ هذا صحيح، لكنني لم اقتحم محراب العلماء، فأنا أحترم التخصص، فلم أتحدث في مجالات تتطلب التخصص كالفقه مثلا، وقلت أنا مفتية، وعندما قدمت هذا التفسير لم أقل إنني متخصصة في التفسير، لكنني والحمد لله استطعت أن أقدم خواطر في التفسير بلغة سهلة وأسلوب شائق، في شكل الحدوتة، مع الاستعانة بالأحاديث النبوية الشريفة، ومراعاة الناحية التربوية، وبالتالي لم يوجه إلى أي نقد، بل وجدت ترحيبا وتشجيعا من كثير من العلماء، خاصة بعد أن أصدر مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر (أعلى هيئة شرعية في الأزهر) قرارا باعتماد هذا التفسير والتصريح بطبعه، وأنه ليس فيه ما يخالف القرآن أو السنة، وبالطبع لم أكن خريجة الأزهر أو المعاهد الدينية، إلا أن حبي للدعوة الإسلامية دفعني لاقتحام هذا المجال، وما قدمته من تفسير للقرآن الكريم هو ثمرة عملي طيلة 35 عاما في نشر الثقافة والدعوة الإسلامية من خلال البرامج الدينية في التلفزيون أو كتاباتي الإسلامية، سواء كانت في شكل مؤلفات أو مقالات في الصحف والمجلات، وهذا أتاح لي فرصة عظيمة لأحصل على قسط وافر من الثقافة الإسلامية، وقد استعنت بعدة مراجع أساسية مثل «المنتخب في تفسير القرآن» الذي تم إنجازه بمعرفة مجموعة من علماء الأزهر، وكذلك تفسير «في ظلال القرآن الكريم» للشيخ سيد قطب، وكتاب «الوجيز» للدكتور شوقي ضيف، و«التفسير الموضوعي للقرآن الكريم» للشيخ محمد الغزالي، و«مختصر القاسمي» لصلاح الدين أرقدان من سورية، و«التفسير المختصر» للشيخ حسين مخلوف، المفتي الأسبق للديار المصرية، وغيرها من التفاسير.

> كونك أول امرأة تصدر تفسيرا للقرآن الكريم، أثار هذا الأمر استغرابا لدى البعض حتى وصفوا تفسيرك بأنه تفسير نسائي للقرآن الكريم، ما تعليقك؟

> أنا لست أول امرأة تقتحم مجال التفسير. وكما قلت في البداية إن هذا التفسير قدمته للكبار والصغار والنساء والرجال ولم يكن تفسيرا للنساء فقط، إذ لا يصح أن يفسر القرآن الكريم لفئة معينة، أو يوظف لخدمة أهداف معينة، فالقرآن الكريم ساوى في خطابه بين الرجال والنساء، فقال «المؤمنين والمؤمنات»، وكذلك ساوى في الأمور التكليفية. أيضا السنة النبوية جاءت بنصوص تمنع التفرقة بين الرجال والنساء، فنجد قول النبي صلى الله عليه وسلم: «النساء شقائق الرجال». وإذا عدنا إلى عصور الإسلام الأولى سنجد أن أمهات المؤمنين والصحابيات كن يتعلمن العلم ويفتين ويفسرن القرآن، فالإسلام لم يحجر على حرية المرأة في أن تتعلم العلم وأن تدعو إلى الله وأن تخدم دينها.