الأمير نايف وحماية الشريعة

TT

نبارك للأمير نايف بن عبد العزيز الثقة الملكية بتعيينه نائباً ثانياً لخادم الحرمين الشريفين، وكلٌ كتب عن هذه المناسبة حسب توجهه ومجاله، فالمسؤولون في الأمن تحدثوا عن الأمير نايف وسجله المشهود في المحافظة على الأمن في الوطن، والساسة تكلموا عن الأمير نايف وتجربته الطويلة في السياسة، ورجال الإعلام كتبوا عن الأمير نايف ومسيرته الإعلامية، وبصفتي من طلبة العلم والدعاة فإن لنا تجربة طويلة مع الأمير نايف في الدعوة والإرشاد والخطابة والتوجيه، وقد وجدناه في كل مجلس يبين بوضوح، ودون لبس، أن أساس شرعيّة الدولة السعودية هو الإسلام، وأن رسالتها في العالم هي الإسلام، وأن الإسلام عقيدة وعبادة ومنهج حياة هو دستور الدولة، وقد حضرت اجتماع الأمير نايف بالدعاة في منزل وزير الشؤون الإسلامية معالي الشيخ صالح آل الشيخ، وحضرت لقاءات أخرى مع الأمير نايف في مكتبه وفي الجامعة وفي مقرِّ جائزة الأمير نايف للسُنة؛ فكان يعلن حماية الدولة للشريعة الإسلامية، وتبنّيها للمشروع الإسلامي في كل شأن من شؤون الحياة، ولا أدل على ذلك من قيام الأمير نايف بإنشاء أكبر جائزة عالمية للسُنة النبوية، واختيار مدينة الحبيب رسول الهدى ـ بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم ـ مقراً لهذه الجائزة، وكان يتابع معنا المحاضرات والندوات والمشاركات الإعلامية؛ مرة بالتشجيع ومرة بالملاحظة، وشأننا شأن من يجتهد فيصيب ويخطئ. وقد ألقيت محاضرة في إحدى المرات بجامع الملك خالد بالرياض عن وسطية الإسلام وسماحته، وأن أول واجبات الدولة حماية الدين والملّة، وبعد الانتهاء من المحاضرة وإذا به يتصل ويثني ويشكر، وقد حصل هذا كثيراً مع غيري من طلبة العلم، ويُسأل في لقاء صحافي زمن أحداث 11 سبتمبر والضغوط التي تتعرض لها السعودية والتهديدات، فقال: نحن لا نخاف إلا من الله، ولا نخشى إلا الله، وهذه الكلمة تشبه كلمة والده مؤسس الدولة وباني الكيان الملك عبد العزيز ـ رحمه الله ـ حيث يقول لأحد الولاة في أقاليم السعودية كما في كتاب (السعوديون والحل الإسلامي): إذا كان الله معك فمن تخاف؟ وإذا كان الله ضدك فمن ترجو؟ والعلماء والدعاة هم بحاجة إلى مَنْ يؤيدهم في مشروعهم الدعوي وفي مسيرتهم الإصلاحية الوسطية المعتدلة على منهج الكتاب والسنة، وهذا الذي نجده من دولة الإسلام، وحرصُ الأمير نايف على حماية الشريعة ونصرة السنة إنما هو من منطلق فهمه للمشروع الحضاري الرباني التجديدي الإصلاحي الذي قامت عليه الدولة؛ بداية من اتفاق الإمامين محمد بن سعود ومحمد بن عبد الوهاب على أن ينصر السلطان القرآن، وتقف القوة مع العدالة، وتؤيد السلطة الشريعة، وهذا هو المأمول والمرجو من كل مسؤول في هذا الكيان، ولقد سعدنا بوصفنا طلبة علم ودعاة بمواقف الأمير نايف، سواء مع العلماء أو الدعاة أو رجال الهيئة أو كل من يحمل الفكر السديد والمنهج السليم، المستفاد من الصراط المستقيم، الذي دلّنا عليه النبي الكريم صلى الله عليه وسلم. إن الدعوة الصحيحة والعلم النافع يحتاجان إلى قوة عادلة، ودولة قائمة، وسلطان مهاب؛ كما سمّى الله أنبياءه عليهم السلام بقوله: (أولي الأيدي والأبصار( أي القوة العادلة والعلم النافع، فباسم كل طالب علم وداعية وعالم وإمام وخطيب، نبارك للأمير نايف ثقة وليّ الأمر، ونسأل الله له ولإخوانه وأعوانه الرشد والسداد والتوفيق والهداية لحفظ الملّة وحماية البلاد والدفاع عن الشريعة وصيانة المكتسبات والمحافظة على الكيان وإكمال مشروع الوحدة والتوحيد الذي جدده الآباء قبل مائة عام بعدما كنا أشتاتاً في الجزيرة العربية فصرنا دولة واحدة ترفع علم (لا إله إلا الله محمد رسول الله).