وزير الأوقاف المصري: ضرورة الانتقال بحوار الأديان من القمة إلى القاع

نفى دعوته حاخامات من إسرائيل لمؤتمر تجديد الفكر الإسلامي

جانب من أحد مؤتمرات حوار أتباع الديانات التي انتظمت في العديد من الدول الإسلامية وغير الإسلامية (أ.ف.ب)
TT

نفى الدكتور محمود حمدي زقزوق، وزير الأوقاف المصري ورئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، في القاهرة، توجيه الدعوة لحاخامات من إسرائيل للمشاركة في فعاليات المؤتمر السنوي العام الحادي والعشرين، الذي نظمه المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في مصر أخيرا. وقال الوزير لقد وجهنا دعوات لكل الدول ولم نستثن أي دولة بما فيها إيران والفاتيكان، مشيرا إلى أن المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية قد وجه 166 دعوة إلى 95 دولة و10 منظمات عالمية. وأضاف أن الوزارة لم توجه أية دعوات خصيصا إلى حاخامات من إسرائيل ولم تطلب الحوار معهم، موضحا في لقاء مع «الشرق الأوسط»: «لن نقبل الحوار معهم حتى إذا طلبوا منا ذلك إلا بعد أن يتم تحقيق سلام فعلي بين الدول العربية جميعا وإسرائيل ويعلن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وينتهي الاحتلال» مؤكدا انه «فيما عدا ذلك لا يوجد حوار بيننا وبينهم».

وقال الوزير: «نحن لسنا معادين لليهود واليهودية كديانة، بالعكس نحن المسلمين مطالبون بالإيمان بموسى عليه السلام وما أنزل إليه من التوراة، ونحن نرحب بأن نتحاور مع اليهود الذين هم ليسوا من الإسرائيليين، من منطلق قبول الآخر».

وأضاف: «أنا شخصيا أعرف بعض الحاخامات اليهود في أوروبا والغرب ومن أساتذة الجامعات وفيهم عقلاء وغير متعصبين ويرفضون الأفعال القبيحة والعدوان الوحشي الذي يرتكبه جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد أبناء الشعب الفلسطيني ونحن نرحب بأن نتحاور معهم وليس لدينا مشكلة في ذلك».

وأوضح أنه «لدينا يهود يقطنون في مصر ولهم معابد يتعبدون فيها وهم مصريون ولهم حقوق المواطنة كاملة، ومسألة الديانة مسألة شخصية والوطن للجميع، إننا يجب أن نفرق بين ما تقوم به إسرائيل وبين اليهودية كديانة سماوية». وشدد الوزير على أنه لم تصدر عن وزارته أية تعليمات إلى أئمة المساجد التابعة لوزارة الأوقاف بعدم التطرق إلى ما جرى من أحداث دامية في غزة، كما أن الوزارة لم توزع خطبا مكتوبة على الأئمة «بل على العكس فموقفنا واضح تماما من هذا العدوان الأثيم، الذي تنفذه إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في غزة». وقد قدمت وزارة الأوقاف تبرعا بقيمة نصف مليون جنيه لأهالي غزة. وشدد على أن الأمن المصري لم يتدخل في عمل الأئمة، ولا يلجأ إلى منع أحدهم من الخطابة. واستطرد موضحا أن القانون رقم 238 لسنة 1996 يمنع اعتلاء المنابر من قبل أي فرد ليس معينا إماما أو خطيبا من جانب الوزارة المخولة بمنح التراخيص من بالخطابة، وينص القانون على معاقبة مخالفي قواعده الواضحة.

وتطرق الوزير إلى أن الحوارات التي تتم بين المسلمين وأتباع الديانات الأخرى يشوبها عيب واضح أدى إلى عدم إثمارها، ويتمثل في أنها دوما ما تركز على مستوى النخبة ولم تصل نتائجها للقاعدة العريضة من الشعوب.

وأشار الوزير إلى عقد عدد من ورش العمل تحت عنوان «السلام والعدل» على هامش المؤتمر الذي عقد بالقاهرة أخيرا تحت شعار «تجديد الفكر الإسلامي»، موضحا أنه شارك 20 مفكرا وباحثا من أميركا وأوروبا من غير المسلمين و20 باحثا وعالما مسلما من الغرب والدول الإسلامية لمناقشة مخاطر التطرف دوليا ومواجهته من خلال نشر ثقافة التسامح وحوار الأديان.