الشيخ الحافظ جواد شوشيتش: رسالتي للمسلمين أن يقبلوا على كتاب الله ويعلموه لأولادهم

إمام أكبر مسجد في البلقان لـ«الشرق الأوسط»: المسلمون في البوسنة يمرون بظروف صعبة وعليهم ضغوط كبيرة

بوسنية من مدينة فالسينيكا بالجانب الصربي من بوسنيا تبكي الشهر الماضي أثناء عملية إعادة دفن 34 من مواطنيها قتلتهم القوات الصربية ودفنوا في مقابر جماعية في حرب 1992 – 1995 (رويترز)
TT

الشيخ جواد بن وهبي شوشيتش من الأئمة الحفاظ، تخرج من كلية القرآن الكريم بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وحصل على الماجستير في كلية الدراسات الإسلامية في سراييفو، وفيها يعمل محاضرا لمادة قراءة القرآن الكريم، وهو في نفس الوقت إمام أكبر مسجد في البلقان، التقته «الشرق الأوسط» لمعرفة رأيه في القضايا المتعلقة بالقرآن الكريم وحفظه والاقبال عليه.

* الرجاء التفضل بذكر بعض المشايخ الذين أخذتم عنهم علم القراءت والحفظ.. وبعض المواقف التي حصلت لكم أثناء الحفظ أو تعليم القرآن الكريم للآخرين.

ـ أنهيت الحفظ بالمدرسة الإسلامية الثانوية «غازي خسرو بيج»، على يد أستاذ القرآن الكريم حمدي بيجيتش، وتعلمت القراءات بكلية القرآن الكريم في المدينة المنورة، وحصلت على إجازة للقراءات السبع على يد الشيخ طلال بن أحمد دين وكان مدرسي للقراءات بنفس الكلية. الحفظ يحتاج أولا: النية الخالصة الصحيحة، ثم العزم. واجهتني بعض العقبات أثناء الحفظ، ولكن بعون الله ومساعدة محفظي تجاوزتها.

* ما هي العقبات التي تحول دون ازدياد عدد الحفاظ في منطقة غرب البلقان؟ ـ كل ما يتعلق بالمجتمع يؤثر على الفرد، الظروف الاجتماعية والسياسية والتاريخية وحال المسلمين عامة، ففي زمن الشيوعية كان عدد الحفاظ قليلا جدا، وبزوالها والحمد لله زاد العدد بنسبة كبيرة، كذلك عامل اللغة يؤثر كثيرا على إقبال الناس على الحفظ. فعدد الحفاظ بالبوسنة يناهز الـ200 حافظ، كما يوجد في السنجق حافظان لكتاب الله، وفي كرواتيا اثنان أيضا وفي الجبل الأسود حافظ واحد.

* هل أنتم راضون عن النتائج التي تحققت حتى الآن، وكيف يمكن زيادة عدد الحفاظ؟ ـ كما ذكرت بعد سقوط الشيوعية زاد عدد الحفاظ بالبوسنة كثيرا، وهناك إقبال كبير على تعلم كتاب الله، لكن على المؤسسات الإسلامية في البوسنة أن تشجع على حفظ كتاب الله وتحث الشباب خاصة على ذلك. كذلك يجب تشجيع من أتم الحفظ ليعلم غيره تطبيقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم، خيركم من تعلم القرآن وعلمه.

* كم المدة التي يستغرقها إعداد حافظ لكتاب الله؟ ـ في الغالب سنتان، لكن تختلف حسب الشخص وقدرته وظروف محفظه، وأود هنا أن أشير إلى أن طريقة حفظ القرآن بالبوسنة تختلف عن طريقة الحفظ بالبلاد العربية، حيث أن المتعلم للقرآن بالبوسنة يحفظ الصفحة الأخيرة من كل جزء من أجزاء القرآن، ثم يحفظ الصفحة قبل الأخيرة من كل جزء بعد ذلك، يعني مثلا لو أخذنا مصحف المدينة وهو المصحف الوحيد المتداول بالبوسنة والبلقان نجد أن الطالب يحفظ الصفحات رقم 21 ثم 41 ثم 61 وهكذا حتى الجزء الثلاثين، ويسمى هذا الدائرة الأولى، ثم يحفظ الصفحات رقم 20 ثم 40 ثم 60 وهكذا حتى الجزء الثلاثين، وعندما يتم الصفحة يراجع كل ما قبلها من نفس الجزء أمام محفظه، يعني لو أتم الشخص على سبيل المثال الصفحة رقم 75 فإنه يقرأ على محفظه الصفحات التالية لها من نفس الجزء حتى نهاية الجزء، وهي الصفحات رقم 76،77،78،79،80،81 وذلك حتى يثبت القرآن في صدره ويقوم بالعملين معا الحفظ والمراجعة.

* توجد حلقات لتحفيظ القرآن الكريم في المساجد، هل لديكم أي ملاحظات عليها من حيث التزام الطالب بالحضور ومواصلة تعهده من قبل المدرس بالرعاية؟ ـ أغلب حلقات الحفظ في المدارس الإسلامية والكليات وفي المساجد لكن بدرجة أقل.

أهم العقبات هي عدم التزام الطالب، والملازمة تكون بالاتفاق بين الطالب والمحفظ، فالطالب مطالب بالحضور يوميا، أو على الأكثر كل يومين مع إتمام صفحة كاملة من المصحف حفظا مع مراجعة الصفحات التالية لها، ويقوم المحفظ بتسجيل الحفظ وما تمت مراجعته. كما يقوم المحفظ بتشجيع الطالب وحثه على إتمام الحفظ وعدم استسلامه للعقبات التي تواجهه.

* ما هي السبل للارتقاء بجهود خدمة كتاب الله حفظا وتلاوة والتزاما؟ ـ حسن التعامل مع القرآن الكريم باستحضار النية الخالصة لله وبتلاوته اناء الليل واناء النهار، وتفهمه وتعليمه للآخرين، بتعلم أحكام التجويد، كذلك بدراسة معانيه والاعتبار بما فيه، لأن القرآن أنزل ليعمل به ولنتدبره ونطبقه في حياتنا.

* ماذا يعني أن يكون الانسان حافظا وإماما؟

ـ أن يكون المرء حافظا لكتاب الله فإن الحفظ يزينه ويشرفه وهي أمانة ومسؤولية أمام الله سبحانه وتعالى.

* ما هي رسالتكم للمسلمين عامة، وهل لديكم ما تقولونه لهم بخصوص البوسنة وغرب البلقان؟

ـ رسالتي للمسلمين أن يقبلوا على كتاب الله ويعلموه لأولادهم والتمسك بكتاب الله والعيش في رحابه. كما أقول لهم إن لهم أخوانا في البوسنة يحبون الإسلام وحريصين على الارتباط بهم فلا ينسوهم وان يكثروا من الدعاء لهم، لأنهم يمرون بظروف صعبة وعليهم ضغوط كبيرة.