مصر: مؤتمر عالمي يقر استراتيجية للحوار بين جميع الأديان

حضره وفود تمثل الأديان السماوية الثلاثة من 92 دولة

TT

اتفق علماء ومفكرون وباحثون من 92 دولة ينتمون إلي الديانات السماوية الثلاثة على تنفيذ إستراتيجية للحوار بين دول العالم الإسلامي ودول الغرب بهدف استعادة الثقة وتعزيز جسور التواصل ونبذ التعصب والكراهية. جاء ذلك خلال افتتاح الملتقى الدولي الرابع لخريجي جامعة الأزهر الذي نظمته الرابطة العالمية لخريجي الأزهر تحت شعار «الأزهر والغرب.. ضوابط الحوار وحدوده»، وتستمر فعالياته على مدى ثلاثة أيام ويشارك فيه علماء دين وباحثون ومفكرون من 92 دولة أبرزهم جاكوب بندر (يهودي أميركي)، والباحث الأميركي جون اسبيزيتو، وكارين ارمسترونغ، والأب بولا من الفاتيكان والدكتور محمد نخعى رئيس جمعية الدعوة الإسلامية في ماليزيا، والدكتور محمد بشارى رئيس المؤتمر الإسلامي الأوروبي وغيرهم. ودعا الدكتور أحمد الطيب رئيس جامعة الأزهر إلى ضرورة علاج ظاهرة الخوف من الإسلام «الإسلاموفوبيا» المنتشرة في الغرب والتي أدت إلى خلق العداء والتعصب ضد الإسلام وانتشار دعاوى الصدام بين الحضارات.

وأكد الدكتور الطيب في مقترحه خلال الكلمة التي ألقاها في افتتاح الملتقى أهمية إجراء حوار مباشر على مختلف الأصعدة السياسية والدينية والثقافية واحترام الخصوصيات والتعددية الدينية والثقافية للشعوب والحضارات، وأن ينطلق هذا الحوار تحت لواء «لتعارفوا» تأكيدا على الدعوة القرآنية التي تستبعد فلسفة الصراع وما يتبع هذه الفلسفة من قهر وظلم وتعصب أعمى وحمل الناس على دين واحد يحتكر الحقيقة ولابد أن يتوخى الجميع التركيز على القواسم المشتركة والإخاء الإنساني.

أضاف الدكتور الطيب في حديثه أن الأزهر يرفض النظريات التي تعتنق مبدأ القوة وينحاز إلى كل فلسفة تؤمن بالحوار في رحاب الفكر، منتقدا موقف بعض الجماعات الدينية في العالم الإسلامي التي تضع الغرب كله في سلة واحدة وتعتبره شرا مستطيرا وكذلك توجس الغرب من تنامي الجاليات المسلمة في بلدانه واتهامه للإسلام واتهامه بالإرهاب والعنف مطالبا الجاليات المسلمة في الغرب باحترام عادات وتقاليد وقوانين المجتمعات الغربية وان يدركوا أنهم ضيوف على تلك المجتمعات.

ومن جانبه شدد الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر على أهمية تعاون الجميع واثبات حسن النوايا لبدء حوار جاد وبناء تختفي على اثره دعاوى الصدام والكراهية والتعصب الأعمى، وقال خلال كلمته في المؤتمر «إننا نرحب بأي حوار يقوم على شرف المقاصد ونبل الغاية والتسامح والشجاعة ولا يفرق بين الناس على أساس الدين أو العرق أو الجنس أو اللون، مشيرا إلى أن الأزهر يؤمن بأن ميزان العلاقة بين الناس جميعا يقوم على الأخوة الإنسانية، وان العقائد لا يمكن الإكراه عليها وان اختلاف العقائد لا يمنع من التعاون.

ودعا شيخ الأزهر المسلمين إلى أن يتحلوا بصفات الرحمة والتسامح فيما بينهم وأن ينبذوا الطائفية والتعصب المذهبي والفرقة القاتلة حتى يكونوا قدوة لغيرهم وان يبرهنوا على أن دينهم دين سماحة ورحمة وسلام ليس فيه تعصب.

ومن جانبه دعا الدكتور مأمون عبد القيوم رئيس جمهورية المالديف السابق الغرب إلى عدم اختزال الإسلام في فكر الجماعات المتطرفة والخارجة على الالتزام بمبادئ الإسلام الصحيح، مطالبا حكام العالم الإسلامي وأولياء أمور المسلمين بالأخذ على يد هؤلاء الخارجين على الالتزام بنهج الإسلام الصحيح لكي نقضي على الأصوات التي تقف عقبة في طريق الحوار وتقدم الأمة الإسلامية ريادتها وقيادتها بين الأمم والشعوب.

ومن جانبه شدد الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف المصري على أهمية العمل على نشر ثقافة الحوار بين الإسلام والغرب باعتباره السبيل الوحيد لحل المشكلات وإزالة سوء الفهم المتبادل بين الطرفين وإيقاف دوامة العنف العبثي لإنقاذ البشرية من خطر التعصب والعداء وانتشار ثقافة الصدام بين الحضارات، وأكد أن خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي وجهه للعالم الإسلامي من القاهرة يعد بداية مشجعة لحوار هادف بين الإسلام والغرب بشرط أن تترجم ما جاء في هذا الخطاب من أقوال إلى أفعال على ارض الواقع لإعادة الثقة المفقودة بين الطرفين.