حسن مادمارن: مسلمو تايلاند بحاجة إلى زيادة الدعم الثقافي والتعليمي من المؤسسات الدينية الكبرى

قال لـ «الشرق الأوسط»: إن مشكلتهم الرئيسية هي الحقوق السياسية

عدد المسلمين في تايلاند نحو عشرة ملايين نسمة (أ ب)
TT

طالب الدكتور حسن مادمارن مساعد رئيس جامعة أميرة ناراثيوات في تايلاند المؤسسات الإسلامية في العالم الإسلامي وعلى رأسها الأزهر بزيادة المنح الدراسية لأبناء مسلمي تايلاند وزيادة الدعم الثقافي والتعليمي لهم من اجل مساعدتهم في نشر الدعوة الإسلامية الصحيحة وترسيخ الوجود الإسلامي في تايلاند.

وقال الدكتور مادمارن في حديث لـ"الشرق الأوسط» على هامش مشاركته في الملتقى العالمي الذي نظمته الرابطة العالمية لخريجي الأزهر أخيرا بعنوان"الأزهر والغرب.. ضوابط الحوار وحدوده إن المسلمين في تايلاند يعيشون عصر الحرية الدينية ولديهم العديد من المشروعات الإسلامية التي تحتاج إلى دعم إسلامي لإنجازها.

ونفى الدكتور حسن مادمارن وجود أي آثار لظاهرة الخوف من الإسلام في تايلاند وهذا مما يعزز موقف الأقلية الإسلامية في تايلاند لتسخير جهودها في خدمة الإسلام والمسلمين، وتطرق في حديثه إلى الوجود الإسلامي في تايلاند والمشكلات التي يعانون منها.

* نريد منكم أن تسليط الضوء على الوجود الإسلامي في تايلاند؟

ـ عدد المسلمين في تايلاند نحو عشرة ملايين نسمة أي ما نسبته 12% من جملة عدد السكان البالغ نحو 63 مليونا حسب تعداد عام 2004 والدين الإسلامي هو الدين الثاني في الدولة بعد البوذية التي يدين بها نحو 87% من إجمالي السكان.

وتايلاند من الدول التي تكفل الحرية الدينية وحرية إقامة الشعائر الدينية للجميع بمن فيهم المسلمون بنص الدستور التايلاندي، ويوجد في تايلاند نحو 4500 مسجد يمارس فيها المسلمون شعائر دينهم.

كما يوجد في كل محافظات تايلاند التي يعيش فيها المسلمون مجلس إسلامي وظيفته الأساسية تولى شؤون المساجد وإدارتها وتنظيم أعمالها في نشر الدعوة الإسلامية، وكذلك الإشراف على كل ما يتعلق بالأحوال الشخصية للمسلمين، وهذه المجالس الإسلامية المنتشرة في جميع محافظات تايلاند تخضع للمجلس الإسلامي الأعلى التابع لوزارة الداخلية التايلاندية، فضلا عن وجود أهم قيادة إسلامية في تايلاند وهو شيخ الإسلام وهو أعلى المناصب الإسلامية في تايلاند لأنه يعتبر رئيس المسلمين في البلاد، والمسؤول عن إدارة شؤونهم الدينية لأنه بحكم منصبه هو رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، كما يوجد في تايلاند جامعة إسلامية أهلية تضم عددا من الكليات مثل كلية أصول الدين وكلية الآداب، وكلية العلوم والتكنولوجيا والمعلومات، بجانب جامعتين بهما قسم للدراسات العربية والإسلامية فضلا وجود أكثر من 400 مدرسة إسلامية تقبل الدارسين من أبناء المسلمين في المراحل الإعدادية والثانوية لكن هذا العدد غير كافٍ لاستيعاب كل أبناء المسلمين ونحن بحاجة إلى دعم المؤسسات الإسلامية في العالم الإسلامي لمشروعات التعليم الإسلامي في تايلاند.

* هل هذا يعنى أن المسلمين في تايلاند لا يعانون من أي مشكلات؟

ـ بالطبع لا، فإن مسلمي تايلاند يعدون أقلية، وهذه الأقلية تعانى من المشكلات كسائر الأقليات الأخرى، وفي مقدمة هذه المشكلات تأتى الحقوق السياسية، فمسلمو تايلاند لا يتولون مناصب في الحكومة، فضلا عن مشكلات الفقر التي يعانى منها المسلمون أكثر من غيرهم نتيجة لانخفاض الدخل ونقص المهارات التي تكسبهم دخولا أعلى لأن معاهد التعليم الفني التي تكسب دارسيها الخبرات يحجم أبناء المسلمين عن دخولها لأنها تعتمد في مناهجها على نشر الديانة البوذية.

* لكن هل تعاني الأقلية الإسلامية في تايلاند من الظاهرة التي انتشرت الآن في معظم بلدان العالم، والتي تسمى بالإسلاموفوبيا أو الخوف من الإسلام؟

ـ لا يوجد أي أثر لهذه الظاهرة عندنا، لأن الأسباب التي تستدعى وجود هذه الظاهرة مثل الفهم الخاطئ للإسلام والذي انتشر في معظم بلدان الغرب غير موجودة لدينا.

* ما مستوى العلاقات التي تربطكم ببلدان العالم الإسلامي؟ وهل تتلقون مساعدات فنية (دعما لتدريس العلوم الإسلامية ونشر الثقافة الإسلامية المعتدلة) من الأقطار الإسلامية؟ ـ علاقة تايلاند بدول العالم الإسلامي علاقة جيدة، وتربطنا بمصر بلد الأزهر علاقات وطيدة وقوية، ومن بين هذه المؤسسات الإسلامية الكبرى في العالم الإسلامي التي تقدم للمسلمين في تايلاند دعما يسهم في رفع معنويات المسلمين وتساعدهم على تقوية وجودهم الإسلامي الأزهر ورابطة العالم الإسلامي في المملكة العربية السعودية وكذلك المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في بمصر وغيرها من هيئات ومنظمات الدعوة والإغاثة الإسلامية في العالم الإسلامي، ومعظم هذه الجهات وعلى رأسها الأزهر قد لعبت وما زالت تلعب دورا مهما في رفع مستوى المسلمين من أبناء تايلاند وتقديم المنح الدراسية لهم وتزويدهم بكتب التراث والعلوم الشرعية.