عيد الفطر في البلقان يزين السماء بألوان الطيف السبعة

مهرجان كبير تطوف فيه الفرق النحاسية بالشوارع مرتدية الأزياء التقليدية

TT

تحول يوم عيد الفطر المبارك في عدد من المدن البلقانية إلى مهرجان كبير تطوف فيه الفرق النحاسية بالشوارع مرتدية الأزياء التقليدية. ومع كل خطوة تخطوها يتكاثر الناس من خلفها، ولا سيما الأطفال الذين يطربون لدق الطبول وأنغام المزامير، حيث تراقص المئات منهم فيما يشبه الكرنفال الموسمي، وصيحات الفرح تعم أرجاء الأماكن في صباح ندي تنعش نسماته من أبكروا لصلاة العيد، وعادوا منها وقد امتزجت عطورهم مع عطور الآخرين، الذين تبادلوا معهم تحايا التهنئة بعيد الفطر المبارك.

وكانت ليلة الأحد ليلة استثنائية تغير فيها لون السماء لعدة ساعات، ازدانت فيها بألوان الطيف السبعة، حيث أطلق العنان لمئات النجوم المضيئة، والألعاب النارية من مختلف الألوان، وظل العديد من السكان على أسطح المباني، وشرفات المنازل يتابعون انطلاق الشهب الصناعية بألوانها الزاهية في سماء المنطقة.

كما تلقى المسلمون التهاني من الرؤساء ورؤساء الوزراء في كل من البوسنة، وكرواتيا، وصربيا، والجبل الأسود، وكوسوفو، وألبانيا، ومقدونيا.

وقال ميركو تسيفتكوفيتش رئيس الوزراء الصربي، في برقية التهنئة التي وجهها إلى مسلمي بلاده «إنني أبعث إليكم بخالص التهاني بالعيد، راجيا أن تقضوا العيد في سلام ورخاء، وفي محيط عائلاتكم وأصدقائكم، ولتكن أيام العيد مليئة بمشاعر الاحترام والوحدة والتسامح فيما بينكم». وقد صلى معظم المسلمين في مصليات جماعية كملاعب كرة القدم، وصالات العرض التجارية، لضيق المساجد، وعدم قدرتها على استيعاب الأفواج الهائلة من المصلين، بينما غصت جميع المساجد بالمصلين، واضطر الكثير منهم للصلاة في العراء وفي الشوارع المحاذية للمساجد.

وركزت خطب العيد على أهمية الحفاظ على مزايا العبادة، وكثرة الخطى إلى المساجد، والمحافظة على الجماعة، والاهتمام بالأسرة، والترابط الاجتماعي بين المسلمين.

وبغض النظر عن المشكلات المادية والظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وجد المسلمون في البلقان وقتا للفرح يتناسون فيه أحزانهم وآلامهم على مدار الحول، سواء كانت شخصية أو عائلية أو شعبية أو أممية.

ويعتبر الأطفال من أكثر المستفيدين في العيد، من خلال العيدية التي يحصلون عليها من الآباء والأمهات، وأفراد العائلة الممتدة، وكذلك من أصدقاء أسرهم، والجيران. ويقوم الأطفال بالطواف على المنازل صباحا ليجمعوا الأموال ويباهوا بها بعضهم بعضا.

وقال الدكتور مصطفى تسيريتش، رئيس العلماء المسلمين في البوسنة، في خطبة العيد بجامع الغازي خسرف بك «إن العيد فرح في قلوبنا، وفرح في بيوتنا، وفرح مع جيراننا».

وأضاف الدكتور تسيريتش «إن رمضان كان امتحانا لمدى استعدادنا للصبر والتحمل وإدراك حقيقة الجوع الذي يعاني منه الكثيرون في العالم. كما أن رمضان الذي يحل علينا كل عام يطهر أرواحنا مما ران عليها من الغفلة والتقصير والذنوب». وأوضح أنه «حق على المسلمين أن يفرحوا بدينهم وبطاعتهم لله لأن من يطع الله ورسوله تفتح له أبواب الجنة».

وقال رئيس العلماء المسلمين في البوسنة «إن الإسلام يعلمنا كيف يعيش الإنسان سعيدا وأن من يعرض عن ذكر الله تكون حياته ضنكا»، مشيرا إلى أن الصائمين يحق لهم الفرح بنجاحهم في التغلب على ضغوط الجسد ومتطلباته وشهواته. وأضاف «إن رمضان هي السعادة الشخصية، والعيد هو السعادة الجماعية».