الكشميريون يحتفلون بعيد الفطر على طريقتهم المميزة

خرج الملايين من المسلمين الهنود إلى الساحات والمساجد للصلاة

TT

احتفل المسلمون في ربوع الهند من كشمير إلى كيرالا ومن مومباي إلى كولكتا بعيد الفطر بأداء طقوسه المعتادة، حيث خرج الملايين من المسلمين إلى الساحات والمساجد للصلاة، واستقبلهم إخوانهم من غير المسلمين بالعناق والتزاور. وفي الوقت الذي شدد فيه الأئمة في كشمير على السلام، دعا نظراؤهم في دلهي من أجل تقدم دولتهم فيما دعا الأئمة في ولاية ماذاي باراديتش في خطبهم من أجل يسود التآلف بين أبناء الهند، وطالبوا بضرورة اجتثاث العنف، فيما دعا الأئمة في ولاية أوتار باراديتش المسلمين إلى محاربة شلل الأطفال والمداومة على العبادات بعد رمضان والالتزام بتعاليم القرآن الكريم.

وعلى الرغم من احتفال غالبية الدول العربية والإسلامية وأميركا الشمالية وأوروبا بعيد الفطر في 20 سبتمبر (أيلول) إلا أن الهند في احتفلت به الحادي والعشرين. وأقيمت صلاة العيد الرئيسة في دلهي في المسجد الجامع التاريخي الذي إليه تقاطر آلاف المصلين يوم العيد للاستماع إلى خطبة الإمام الشيخ أحمد بخاري الذي هنأ المسلمين بالعيد. وما يلفت انتباه الداخل إلى هذا المسجد المهيب تلك الموجة من القلنسوات البيضاء التي تتقاطر على سلم المسجد. كما خرج السياح الأجانب إلى الشوارع وقد ارتدوا ملابس محتشمة لكي يبعدوا عنهم الأعين الفضولية. ويقول باتريك نيل من جنوب أفريقيا: «دائما ما يساء فهم الإسلام في الغرب، لكنني أجده في هذه المدينة متناغما مع الأديان الأخرى، فيكفي أن تلحظ هنا كيف يهنئ الهندوس إخوانهم في العيد».

وقد فرضت شرطة دلهي إجراءات أمنية خاصة، ناهيك عن تحويل المرور في المناطق المختلفة خاصة القريبة من المسجد. أما في كشمير الولاية الوحيدة في الهند ذات الأغلبية المسلمة التي أنهكها العنف فلها طريقة مميزة في الاحتفال بالعيد وإظهار السعادة والفرحة والحب ومحاولة نسيان ذكريات الماضي المؤلمة. وقد أقيم أضخم تجمع لصلاة العيد في ساحة في وسط مدينة سيرنجار مقر ميروايز عمر فاروق زعيم فصيل معتدل من جماعة مؤتمر الحرية الانفصالية الكشميرية، حيث ألقى خطبة العيد كإمام لمسجد الجماعة. وعلى الرغم من عدم وجود تقديرات حول العدد الرسمي للمصلين إلا أن شهود عيان قالوا إن ما يزيد على 200.000 شخص شهدوا الصلاة. وقد هنأ مانموهان سينغ، رئيس الوزراء السيخي، مسلمي الهند بالعيد، مشيرا إلى أن الاحتفال بالعيد يعكس الروح الحقيقية للثقافة الهندية المتآلفة.

وقال سينغ «إن الاحتفال بالعيد يعكس روح الأخوة والمشاركة كما يعكس الروح الحقيقية للثقافة المتآلفة. وأرجو أن يعمل العيد على تعزيز رغبتنا في إقرار التسامح والسلام والتآلف بين طوائف المجتمع الهندي. ولقد أظهرنا للعالم على الدوام كيف أننا شعب ذو طبيعة خاصة تجد فيه الثقافات المتعددة مظهرا مشتركا في ساعات فرحة أي منها، سواء في الأفراح أو الأتراح. وما من دولة قادرة على مجاراتنا في تحقيق هذا التناغم والروح الأخوية الصادقة».بعد العيد يتزاور الأفراد ويتبادلون الهدايا والحلوى مع الاستمتاع بالأطعمة الشهية كالكباب والبرياني، خاصة المصنوعة من الشعرية. ويشكل العيد بالنسبة للأطفال فرصة للحصول على المال من خلال العيدية التي يحصلون عليها من آبائهم وأقاربهم لينفقوها بطريقتهم الخاصة. ويقول زونير البالغ من العمر 12 عاما: «إنها أفضل ما في العيد»، ويقوم بعض الأطفال بتوفير المال في حصالات النقود فيما ينفق البعض الآخر أموالهم على شراء الألعاب النارية أو اللعب أو الحلوى والآيس كريم. وتقول سيرين نوشين الطالبة بالصف التاسع: «إنني أنفق عيديتي على شراء القصص الكوميدية أو قصص هاري بوتر».

وفي مومباي، عاصمة الهند التجارية، يلتقي الأطفال والبالغون بأصدقائهم من الهندوس الذين يتمنون لهم عيدا سعيدا. في يوم العيد يتوافد المسلمون إلى المساجد بلباسهم التقليدي المزركش لتأدية الصلاة، ثم يتقاسمون الحلوى مثل شير كورما التي تعد من الشعرية المزينة بالفواكه الجافة. وتوجد مظاهر مشابهة لذلك في مقاطعات بوني وناشيك وماليغاون وأروانغ آباد وعثمان آباد في ولاية مهاراشترا في جنوب الهند، فيما تبرز حيدر آباد دفء العيد عبر الصلاة والتهاني وأعمال الخير. وقد شهدت ولاية كيرالا حضور المصلين في جماعات حتى أن نجوم السينما ينضمون إلى المصلين الذين يبلغ عددهم 300.000 رجل وطفل في مسجد مير ألام التاريخي. كما تقام الصلوات أيضا في مسجد مكة ومسجد بابك غاردن وساحة ملعب الهوكي والساحات العسكرية. وقبل الصلاة يعمد المسلمون إلى إخراج زكاة الفطر عن كل فرد في الأسرة لتمكين الفقراء من الاحتفال بالعيد.