خادم الحرمين الشريفين يستضيف 90 حاجا من البوسنة وصربيا وكرواتيا

أشواق الحج في البلقان.. تبعث الحنين وتعلم الوفاء

الشيخ عزت أفندي تشاطوفيتش («الشرق الأوسط»)
TT

يؤدي فريضة الحج هذا العام آلاف الحجاج من منطقة البلقان، من بينهم 90 حاجا على نفقة خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن العزيز. وقال السفير السعودي في سراييفو، عيد الثقفي لـ«الشرق الأوسط»: «سيحج هذا العام 90 حاجا على نفقة خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز، منهم 30 حاجا من البوسنة، و30 حاجا من صربيا، و30 حاجا من كرواتيا».

وأضاف «حجاج البوسنة يبلغ عددهم 2200 حاج، تم منحهم التأشيرات اللازمة، بعد إتمام جميع الإجراءات، وذلك بكل يسر وسهولة، ومنها تطعيم الحجاج من إنفلوانزا الخنازير». وقد انطلقت مؤخرا قافلة من قوافل الحجاج البوسنيين باتجاه البقاع المقدسة، في عدد كبير من الحافلات، بعد أداء صلاة الفجر في مسجد خادم الحرمين الشريفين، بينما انطلقت قافلة أخرى من مسجد الملك عبد الله بن عبد العزيز، في توزلا (120 كيلومتر شمال سراييفو) بعد صلاة الظهر.

ويرافق الحجاج البوسنيين لوحدهم 16 طبيبا، و5 ممرضين، لتقديم الخدمات الطبية اللازمة، وليكونوا همزة الوصل بين أي حاج يتعرض لحادث صحي والفرق الطبية داخل المستشفيات السعودية. ويقود القافلتين كل من الشيخ ميرصاد كلايدجيتش، والشيخ صافت كراهميتوفيتش. في حين يرأس وفد الحجيج البوسنيين هذا العام نائب رئيس العلماء الشيخ عصمت سباهيتش، وينوبه الشيخ ناظم عابد خليلوفيتش، مدير الأوقاف وخطيب جامع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز، في سراييفو. كما ستكون هناك عشرات الرحلات الجوية، من سراييفو، وبريشتينا، وتيرانا، وسكوبيا، وبلغراد، وبودابست، وصوفيا، وغيرها. وستكون العودة، بإذن الله، في 8 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، بينما سيعود الحجاج الذين سافروا جوا يومي 1 و2 ديسمبر المقبل ويقودهم الشيخ عز الدين كروشكو.

وقال الشيخ عزت أفندي تشاطوفيتش (50 عاما) الذي يساهم كغيره من أئمة المساجد في البلقان، في توعية الحجاج قبل سفرهم للبقاع المقدسة «نقيم احتفالات ودورس للمسجلين لأداء فريضة الحج كل عام» وتابع «نعلمهم المناسك حتى نسهل عليهم أداءها مع الدليل، مثل الطواف، والصلاة في الحرمين، والسعي بين الصفا والمروة، والوقوف بعرفات، والصلاة في الروضة الشريفة». وذكر أنه ذهب للبقاع المقدسة 4 مرات وذلك في الأعوام 2000 و2002 و2003 و2008، وذلك كدليل أو بدل.

وأشار إلى أنه يرعى مكتبا، يضم 80 طفلا، ملحقا بالمسجد. وإلى جانب تحفيظهم القرآن الكريم، يتعلمون الفرائض ومنها الحج.

كما يتعلمون داخل المكتب استخدام الحاسب الآلي. ويشاهدون الرسوم المتحركة، التي تتحدث عن قصص القرآن، وغيرها من المواضيع الهادفة، التي تم إعدادها خصيصا للفئة العمرية من رواد الكتاتيب.

وإذا كان الحج لدى الكثيرين مدرسة للحنين ومنبعا للوفاء منذ زمن هاجر عليها السلام، حيث تتعلق قلوب ملايين المسلمين بالبقاع المقدسة. فإن الحنين والوفاء في البلقان له أشكال وألوان، وقال الحاج أكرم هيرندا، (68 عاما) وهو يغالب دموعه التي سبقت كلماته «لا أستطيع التعبير عن ما يجيش في صدري، فقصة الحج تختلف عن الكثير من القصص» واستطرد قائلا «كنت قد اتفقت مع زوجتي رحمها الله أن نؤدي الفريضة معا، ولكنها إرادة الله، توفيت قبل ذلك، ولم أرغب في أن أؤدي الفريضة قبلها، فأرسلت من يحج عنها قبلي، وبعون الله سأؤدي الفريضة هذا العام، ولكن في قلبي غصة بسبب أننا لم نؤدها سويا» وأضاف «أردت أن تحج قبلي، فقد صعب علي أن أحج الفريضة، ثم أحج عنها بعد ذلك».