السفير السعودي في سراييفو: دعمنا المؤسسات الدولية والمحلية في البلقان خدمة للسلام والتنمية

السعودية ضمنت قرضا بـ20 مليون دولار للبوسنة لتمويل بناء 2300 منزل

عيد بن محمد الثقفي السفير السعودي لدى البوسنة («الشرق الأوسط»)
TT

أعرب عيد بن محمد الثقفي، السفير السعودي في سراييفو، عن أن بلاده تولي العلاقات الدولية، ولا سيما مع الدول الشقيقة والصديقة، أولوية خاصة تمليها قناعاتها والتزامها بالمساهمة في خدمة السلام والتنمية في العالم. وقال الثقفي لـ«الشرق الأوسط» عن راهن وآفاق العلاقات بين بلاده والبوسنة «هناك اتفاق إطار عام بين المملكة والبوسنة تم توقيعه عام 2003، وهناك مفاوضات لتوقيع اتفاق الإعفاء من الازدواج الضريبي، والتي بدأت في يوليو 2009، ونتوقع أن تدخل حيز التنفيذ نهاية هذا العام أو بداية 2010». وعن أهداف ومقاصد الاتفاقية المتوقعة أشار إلى أن ذلك «سيشجع المشروعات الصغيرة في كلا البلدين، وكذلك سيشجع الاستثمارات». وعن المساعدات الاقتصادية السعودية للبوسنة وللبعثات الدولية التابعة للأمم المتحدة وغيرها، ذكر السفير الثقفي أن «المملكة ضمنت قرضا بـ20 مليون دولار للبوسنة، وذلك لتمويل بناء 2300 منزل، كما قدمت المملكة قروضا ميسرة للبوسنة وصلت قيمتها إلى 75 مليون دولار لتمويل مشاريع البنى التحتية، وكان آخرَها قرض بـ25 مليون دولار لإكمال تجهيز 4 مستشفيات». أما الإسهامات السعودية في مساعدة المنظمات الدولية على أداء مهامها في حفظ السلام فهي «مساهمات متواصلة ومستمرة بشكل منتظم وفي موعده، وقدمت قبل قليل شيكا بخمسين ألف يورو للمبعوث الدولي فلانتينو انزكو».

وحول التحيات التي تواجه تعزيز العلاقات بين المملكة والبوسنة، قال الثقفي إن «التبادل التجاري بين المملكة والبوسنة في حاجة لنقلة نوعية نظرا للفرص التجارية التنافسية الكثيرة المتاحة في البوسنة، غير أن التبادل التجاري في السنتين الماضيتين كان ضعيفا بين المملكة والبوسنة، وفي الجزء الأول من هذا العام لم يتجاوز 479 ألف يورو. وهذا يدل على مستوى التحديات التي تواجه التعاون التجاري بين الدولتين، وضرورة زيادة التبادل التجاري والزيارات كي تبحث فرص الدعاية للمنتوجات في كلا البلدين». وتطرق لموضوع الخبرات الناجحة في السعودية، والذي كان محور حديثه في المنتدى الاقتصادي بسراييفو، وعرض جملة من الاقتراحات من بينها «حث رجال الأعمال البوسنيين على الاستثمار في المملكة، التي تعتبر إحدى أكبر الدول الجالبة للاستثمار في العالم، ودعم التعاون بين الغرف التجارية في كل من البوسنة والمملكة العربية السعودية، وتشكيل لجان مشتركة بين رجال الأعمال في البلدين، وتأسيس شراكة من خلال مؤسسة يسهم فيها رجال الأعمال يكون من مهامها بحث فرص الاستثمار والتبادل التجاري بين البلدين». وعن العراقيل التي تحول دون تفعيل الكثير من الرؤى، قال «فرض تأشيرات الدخول من أكبر العراقيل ولا سيما على رجال الأعمال، لذلك أدعو لإعادة النظر في هذا الأمر لتسهيل الحركة وإعطائها ديناميكية أفضل».

وقال «في مركز خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز الثقافي، وفي المركز الثقافي السعودي في موستار، تم إفطار 2000 شخص خلال شهر رمضان المبارك، كما تم توزيع 5 أطنان من التمور، و4700 مصحف مترجم إلى اللغة البوسنية، كذلك طباعة مطويات عن أحكام الصيام وتوزيعها على المواطنين البوسنيين». وتطرق السفير السعودي للنشاطات الثقافية التي يقوم بها مركز خادم الحرمين الشريفين الثقافي في سراييفو، حيث تم «فتح باب قبول طلبة الدورات المختلفة ومنها دورات الحاسوب، واللغة العربية، واللغة الانجليزية، وغيرها، وقد سجل حتى الآن 970 طالبا وطالبة، علما بأن هذه الدورات وكذلك النشاطات الموسمية كرمضان مستمرة منذ عدة سنوات بل منذ بداية المحنة التي تعرض لها الشعب البوسني سنة 1992». وتحدث السفير السعودي عن ترجمة «صحيح البخاري» الذي استغرق العمل فيه مدة 8 سنوات، وهي من الأعمال الجليلة للهيئة السعودية العليا، التي يرأسها الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، وقد طبعت منه 6 آلاف نسخة، ويتكون من 5 آلاف صفحة في 4 أجزاء» وتكلف أكثر من مليون يورو، إلى جانب قواميس لغوية مثل قاموس المصطلحات الإسلامية، وقاموس عربي بوسني.

وبمناسبة العودة إلى المدارس والتي تعثرت هذه السنة بسبب إنفلونزا الخنازير، تحدث السفير الثقفي عن المدرسة الصيفية التي بدأت أعمالها هذا العام في 15 يوليو (تموز) وانتهت في 14 أغسطس (آب)، وبلغ عدد المستفيدين منها 320 طالبا وطالبة تتراوح أعمارهم بين 7 و14 سنة، حيث تبدأ فترة الدوام من الساعة العاشرة صباحا وتستمر حتى الساعة الثالثة بعد الظهر. وقد سهر على خدمتهم 24 شخصا بين مدرس ومدرب وخدمات. وعن أهداف المدرسة الصيفية أشار السفير عيد بن محمد الثقفي إلى أن أهدافها تربوية، منها «إغناء المستفيدين بعلوم ومهارات متنوعة مع التركيز على الناحية الأخلاقية والسلوكية المتوافقة مع منهج الإسلام في التربية، وعبر برنامج معد بصورة تتناسب تماما مع نفسية الطفل واستيعابه الفكري». وعن أماكن إقامة المدرسة، ذكر السفير الثقفي أن «برنامج المدرسة ينقسم إلى قسمين، وهما الأنشطة المقامة داخل المركز والأنشطة المقامة خارج المركز». وأوضح أن «الأنشطة المقامة داخل المركز تركز على مهارات الحياة، مثل إكساب الأطفال العادات الصحيحة والتخلص من العادات السيئة بنجاح، والتمسك بالأخلاق الحميدة.. والسلوك المنزلي، ومن ذلك بر الوالدين، وقول الحقيقة وتجنب الكذب، ومطالعة مجلات الأطفال، ومناقشة قصص الأطفال، والرسم، والرياضيات، والتعرف على حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، وصناعة الأزهار، وصناعة مجسم خلية النحل، وبطاقات التهنئة، وتنظيم مسابقات في قراءة الأدعية، وتقديم المساعدة للآخرين عبر العمل التطوعي، والمقدرة على الاختيار والتوصل إلى القرار الصحيح، والحفاظ على البيئة وغيرها. كما تشمل النشاطات محاضرات حول المحافظة على الأسنان، والوقاية من الإدمان، ومخاطر الإنترنت، وتفهم ومساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة.. إلى جانب النشاطات الرياضية المختلفة مثل كرة القدم والسلة، وألعاب القوى.. إلى جانب الدورات المكثفة في الحاسوب واللغتين العربية والإنجليزية وفن التمثيل المسرحي، والإنشاد الديني، والصناعة الحرفية للمجسمات الخشبية، ودورة في لغة الصم والبكم.. أما الأنشطة خارج المركز فهي التي تشمل الأعمال الترفيهية وزيارة بعض الأماكن السياحية، ومنها رحلات إلى جبل بيلاشنيتسا، وجبل إغمان، ونبع نهر البوسنة، وحديقة الحيوان، ومزرعة تربية الغزلان بمنطقة راكوفيتسا، ومتحف البوسنة، ومتحف علي عزت رحمه الله، والمركز البوشناقي، ومعرض الثانوية الشرعية، وسكن الأيتام، وزيارة حديقة ملاهي بامبي، وزيارة شركة كلاس للمعجنات، وكلية الطب البيطري، ومسبح فندق رادون بلازة، ومسبح زينتسا». وحول نشاطات مركز الأميرة الجوهرة بنت إبراهيم البراهيم الثقافي في بوغينو، والتي تقع وسط البوسنة ويقطنها أكثر من 60 ألف نسمة، قال «يعد المركز المعلم الرئيسي للمدينة نظرا لشكله الهندي المتميز ولما يقدمه من أنشطة مفيدة ومتعددة، ويضم عدة مرافق من بينها المسجد الذي يتسع لثلاثة آلاف مصل، وقاعة محاضرات، وقاعة لتعليم اللغات، وورشة خياطة، وحضانة، ومقهى، وملعب، ومكتبة». وفي شهر أغسطس الماضي «تم توزيع الشهادات على خريجي دورات مركز الأميرة الجوهرة الثقافي، وقد أشرفت على عملية توزيع الشهادات، وكان من بين الحضور رئيس حكومة إقليم وسط البوسنة ورئيس بلدية بوغينو ومفتي ترافنيك وعدد من وجهاء المنطقة». وبخصوص تفاصيل الخدمات المقدمة داخل المركز أشار السفير الثقفي إلى أن «المركز يحتوي على الكثير من المرافق من بينها المكتبة التي يستفيد منها الطلبة، وكذلك قسم الحاسوب المجهز بعشرين جهاز كومبيوتر، ويستفيد من الدورات أكثر من 560 مستفيدا، مقسمين على مجموعات وفق نظام التأهيل المتصاعد، ويوجد في قسم اللغات 550 طالبا وطالبة وفق برنامج، هيد واي، التابع لجامعة أكسفورد البريطانية، وقد التحقت بورشة الخياطة 520 مستفيدة تخرج منهن 450 مستفيدة. أما الحضانة فقد استقلت بمبنى خاص مجهز بجميع المستلزمات من أسرة وأماكن ترفيه، ومطعم لإعداد الوجبات الخفيفة، وعيادة للأطفال. وبخصوص المقهى فهو مقام في بهو المركز ويستخدم في استقبال الضيوف والصائمين في رمضان، وقد تم حتى الآن تقديم ما يقارب 12 ألف وجبة إفطار داخله، وفيه تقام حفلات العيد وضيوف نهاية الدورات.. ويوجد بالمركز ناد رياضي، تقام فيه مباريات كرة القدم والسلة ودعم المسابقات الرياضية كالكاراتيه».