دعوة لعمل المرأة قارئة للقرآن في الإذاعة تثير جدلا بين علماء الأزهر

اختلفوا حول تفسير آية «فلا تخضعن بالقول»

مسلمة تقرأ القرآن في المسجد النبوي في المدينة المنورة (أ.ف.ب)
TT

أثارت دعوة أطلقها الشيخ أبو العينين شعيشع، نقيب القراء المصريين، بالسماح للمرأة بالعمل قارئة للقرآن الكريم في الإذاعة المصرية ردود أفعال متباينة بين علماء الأزهر، حيث ذهب فريق من العلماء إلى أن قراءة المرأة للقرآن الكريم في الإذاعة جائزة، وبرروا ذلك بأن صوت المرأة «ليس عورة»، وأن القرآن الكريم نزل للرجال والنساء. بينما ذهب فريق آخر إلى أن صوت المرأة عورة بنص القران الكريم الذي طالب المرأة بألا تخضع بالقول أمام الرجال، وهو ما لا يتناسب مع جلال القرآن الكريم.

وعن سبب دعوته إلى إتاحة الفرصة للمرأة للعمل قارئة للقرآن الكريم في الإذاعة قال الشيخ شعيشع: «إن نقابة القراء المصريين تعمل دائما على تحقيق المساواة بين جميع أعضائها، الذين من بينهم أعضاء قارئات للقرآن الكريم من النساء. وبالتالي كان من الضروري أن يكون هناك مساواة بين جميع الأعضاء رجالا ونساء في إتاحة الفرصة للقراءة بالإذاعة للقارئات، خاصة لمن أتقنت آداب وقواعد قراءة القرآن الكريم».

من جانبه، قال الدكتور عبد الفتاح إدريس رئيس قسم الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر بالقاهرة «إنه لا يجوز أن تعمل المرأة قارئة للقرآن الكريم بالإذاعة أو وسائل الإعلام الأخرى، لأن صوت المرأة عورة ومحرم عليها أن ترفع صوتها في قراءة القرآن أو الأذان، فلا يجوز لها أن تؤذن باتفاق الفقهاء، فقراءة المرأة للقرآن الكريم في الإذاعة وكذلك رفع صوتها بالأذان يقتضى من المرأة أن تعمل على تحسين صوتها مما يفضى بالمرأة إلى الفتنة».

وتابع الدكتور إدريس قائلا: «لقد سد الشارع كل الذرائع التي تؤدى للافتتان، فقد قال الله تعالى: «فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا». فإذا كان هذا الخطاب موجها إلى أمهات المؤمنين واتفق العلماء على أن كل أدب خوطب به أمهات المؤمنين فإن نساء الأمة تبعا لهن فيه، ولذلك تُنهى المرأة عن رفع صوتها بالذكر أو الدعاء أو النداء أو قراءة القرآن الكريم ونحو ذلك. لأن رفع المرأة صوتها عورة، ولذلك لا يجوز أن تقوم المرأة بقراءة القرآن الكريم في وسائل الإعلام».

بينما يرى الدكتور أحمد عبد الرحيم السايح الأستاذ في كلية أصول الدين والدعوة بجامعة الأزهر بالقاهرة: أنه يجوز للمرأة أن تقرأ القرآن الكريم في الإذاعة مثل الرجل لأن صوت المرأة ليس عورة.

وأوضح أن المقصود من قول الله تعالى «فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا»، ليس المقصود به قراءة القرآن الكريم، وقال: «بدليل أن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أوصلت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم للمسلمين رجالا ونساء، فكيف كانوا يتلقون عنها؟».

وأضاف «أيضا شيخ الإسلام ابن تيمية كان من شيوخه ثلاث نساء عالمات فكيف كان يتلقى عنهن العلم، والقرآن الكريم والحديث النبوي هما أساس العلم الديني؟». واعتبر الدكتور السايح أن المرأة متساوية مع الرجل في الحقوق والواجبات، وقال «الخطاب القرآني جاء للرجال والنساء، فقد قال الله تعالى: «المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض»، أي أن المرأة لها دور في تبليغ رسالة الإسلام وكذلك الرجل ودورهما مكملان لبعضهما بعضا، وبالتالي فلا يوجد مانع شرعي من قراءة المرأة للقرآن الكريم في الإذاعة أو التلفزيون، وغاية ما هنالك أن تكون حافظة للقرآن ولديها معرفة وإلمام تام بالأحكام وعلى طهارة تامة».

أما الشيخ محمود عاشور، وكيل الأزهر السابق، وعضو مجمع البحوث الإسلامية فأجاز للمرأة قراءة القرآن الكريم في الإذاعة وقال «لا يوجد ما يمنع عمل المرأة قارئة للقرآن الكريم بالإذاعة أو غيرها من وسائل الإعلام الأخرى، لأن صوت المرأة ليس عورة كما يرى البعض، شريطة أن تلتزم بالآداب والقواعد المتفق عليها عند القراءة ولديها معرفة تامة بالأحكام وأن تكون على طهارة».