علماء وباحثون: لا بد من خطاب ديني مستنير يعتمد على الوسطية لمواجهة ظاهرة التطرف الديني

أهمية دراسة الخلفية الدينية التي تشكل قواعد الفكر المتشدد للجماعات المتطرفة

ضرورة التركيز على منهج الوسطية في الخطاب الديني (رويترز)
TT

شدد علماء دين وباحثون على أهمية دراسة الخلفية الدينية التي تشكل قواعد الفكر المتشدد الذي تعتنقه الجماعات المتطرفة وشكل وعناصر الخطاب الديني لهذه الجماعات، مطالبين بضرورة تبني المؤسسات الدينية في العالم الإسلامي خططا لمحاصرة انتشار ثقافة التشدد والانغلاق والفهم الضيق والمغلوط لنصوص الشريعة الإسلامية، وذلك من خلال خطاب مستنير يعمق الفكر الوسطي للإسلام.

وأكد الحاضرون، خلال المؤتمر الذي نظمه المركز الدولي للدراسات المستقبلية والاستراتيجية أخيرا في القاهرة بعنوان «تطور أجيال (القاعدة) ومخاطر الانتشار الإقليمي لقواعد الإرهاب في المنطقة وأساليب المواجهة»، أن من أهم الأسباب التي تدفع إلى التطرف والإرهاب من منظور ديني الفهم الخاطئ للدين ومبادئه وأحكامه، وغياب الحوار المفتوح من قِبَل علماء الدين لكل الأفكار المتطرفة، فضلا عن تقاعس مناهج التعليم عن أداء دورها، واحتكار بعض الجماعات المتشددة تفسير بعض النصوص والأحكام الشرعية حسب ما يخدم أهدافها ومن وجهة نظرها.

فمن جانبه، أكد الدكتور سالم عبد الجليل، وكيل أول وزارة الأوقاف المصرية لشؤون الدعوة، أهمية مراجعة المؤسسات الدينية الرسمية لأساليبها الدعوية، وانفتاح هذه المؤسسات على العالم الخارجي، فضلا عن فتح جميع قنوات الاتصال بالجماهير أمام دعاة التيار المعتدل.

وأضاف الدكتور عبد الجليل أن الفهم الخاطئ للدين ومبادئه وأحكامه، وغياب الحوار المفتوح من قبل علماء الدين لكل الأفكار المتطرفة، قد مهد لظهور وتنامي الفكر المتشدد، مطالبا بضرورة مراجعة مناهج التعليم وتضمينها قيم الحوار والنقد والتعايش، وإقرار حقوق الآخرين، وتدريس أدب الاختلاف، والاستفادة من المثقفين والكتاب بتقديم الأعمال التنويرية الحقيقية، وإعادة النظر في تراثنا العربي والإسلامي بما يضمن قيم التعددية الثقافية والدينية.

وأشار الدكتور عبد الجليل إلى أن الإسلام يرفض أي فكر متطرف لا يسير على هدي من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

كما أكد اللواء أحمد فخر، الخبير الاستراتيجي ورئيس المركز الدولي للدراسات المستقبلية، أن الفكر الرئيسي الذي يستند إليه البناء التنظيمي لـ«القاعدة» هو الفكر نفسه الذي كان – وما زال - يحكم الجماعات الإرهابية على المستوى العالمي، مؤكدا أن تنظيم القاعدة قد وضع لنفسه أهدافا استراتيجية محددة لتنفيذها وفق القناعات الفكرية والدينية التي يؤمن بها.

وحذر الدكتور عادل سليمان، المدير التنفيذي للمركز الدولي للدراسات المستقبلية، من مخاطر الانتشار الإقليمي لمراكز «القاعدة» والإرهاب العابر للحدود، مؤكدا على أهمية التفكير في اقتراح أساليب للمواجهة، خاصة على المستوى الإقليمي، وذلك من خلال دراسة الخلفية الدينية التي تشكل قواعد الفكر المتشدد الذي تعتنقه الجماعات المتطرفة، وشكل وعناصر الخطاب الديني لهذه الجماعات.

وأشار الدكتور حسن أبو طالب، مدير معهد الأهرام الإقليمي للصحافة، إلى أن تنظيم «القاعدة» يعتمد في خطط المواجهة على تكتيكات جديدة في الوقت الراهن. منها - على سبيل المثال - جذب أنصار جدد عبر وسائل غير تقليدية كالإنترنت والاتصالات الحديثة، فضلا عن عمله (التنظيم) على جذب وتوريط القوات الأميركية في بلدان عربية وإسلامية، وتطبيق استراتيجية مواجهة على أرض مختبرة ومعروفة، بالإضافة إلى التعاون مع أي جهة تقاوم الولايات المتحدة الأميركية والغرب عامة، ونشر خلايا نائمة في الكثير من البلدان العربية والإسلامية.