مركز «غالوب»: 63% من الأميركيين لا يعرفون شيئا عن الإسلام.. و43% متحيزون ضده

الشيخ عاشور يدعو لاستحداث برامج دعوية تناسب العقل الغربي

جانب من أحد ملتقيات المسلمين الأميركيين (أ.ف.ب)
TT

كشف أحدث تقرير لمركز «غالوب» الأميركي حول موقف مواطني الولايات المتحدة من الأديان عن جهلهم بالدين الإسلامي (36% لا يعرفون عنه شيئا)، وأن 43% منهم يتحيزون ضده، فيما رجع الشيخ محمود عاشور الوكيل السابق للأزهر جهل الأميركيين والغربيين عموما بالدين الإسلامي إلى ضعف البرامج الدعوية، وفشل المسلمين في توصيل المبادئ السامية لدينهم إلى مواطني الولايات المتحدة والدول الغربية. ودعا عاشور في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى استحداث برامج دعوية تناسب عقول غير المسلمين، على أن تكون تلك البرامج عصرية تستخدم كل أدوات التكنولوجيا الحديثة في الإقناع.

وكان مركز «غالوب» الأميركي قد أصدر أخيرا تقريرا بعنوان «التصورات الدينية في أميركا مع تحليل متعمق للاتجاهات الأميركية نحو المسلمين والإسلام»، حيث أجرى استطلاعا للرأي في الفترة من 31 أكتوبر (تشرين الأول) إلى 13 نوفمبر (تشرين الثاني) 2009 أكد أن 63 في المائة من الأميركيين يقولون أن معرفتهم بالإسلام قليلة جدا أو منعدمة، وأن 43 في المائة من الشعب الأميركي يعترفون بالتحيز ضد المسلمين في حين جاء تحيزهم ضد الديانة المسيحية بنسبة 18 في المائة واليهودية بنسبة 15 في المائة والبوذية بنسبة 14 في المائة.

وأظهرت نتائج التقرير التي عرضها الدكتور محمد يونس كبير المحللين بمركز «غالوب» في مؤتمر صحافي عُقد في القاهرة أن الانطباع السلبي للأميركيين تجاه الأديان التي شملها الاستطلاع وهي الإسلام والمسيحية واليهودية والبوذية جاء فيها الإسلام في المرتبة الأولى بنسبة 53 في المائة.

وأشارت نتائج التقرير إلى أن كراهية الأميركيين للإسلام تفوق كراهيتهم للمسلمين، ويقول التقرير إن 53 في المائة من الأميركيين كانت آراؤهم في الدين الإسلامي غير جيدة، ويعبّر الجمهور الأميركي عن اتجاهات أكثر سلبية تجاه الدين منها تجاه أتباعه.

وعن معرفة الأميركيين بالأديان، أشار التقرير إلى أن جزءا كبيرا من الأميركيين لا توجد لديهم معلومات كافية عن الديانة الإسلامية، ونفس الأمر بالنسبة إلى الديانة البوذية. وقال التقرير إن عدم المساواة بين المرأة والرجل هو واحدة من وجهات النظر الأكثر شيوعا من بين وجهات النظر السلبية كافة التي يعتقدها الأميركيون عن الإسلام والمسلمين، فوسائل الإعلام الأميركية تصور المرأة المسلمة علي أنها ضحية.

وفى تعليقه على ما جاء في هذا التقرير قال الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر الأسبق عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن ما جاء في هذا التقرير يبيّن لنا أسباب انتشار ظاهرة العداء للإسلام أو ما يُعرف بـ«الإسلاموفوبيا»، وهذه أصبحت ظاهرة تنتشر في معظم بل كل الدول الغربية وفي الولايات المتحدة لأن الإنسان عدو ما يجهل، فالجهل بالإسلام وعدم تأثير وسائل الإعلام الإسلامي والدعوة والتقصير في توضيح وبيان حقائق الإسلام للغرب بطريقة يفهمها، هذه الأسباب وغيرها أدت إلى اشتعال الحملة الشرسة التي يتبناها بعض وسائل الإعلام والسياسيين لمحاصرة الإسلام والتضييق على المسلمين في سائر دول أوروبا والغرب ومنعهم من ممارسة شعائر دينهم بحرية تامة.

واختتم الشيخ عاشور تعليقه قائلا: «لا بد أن تعيد المؤسسات الدينية والدعوية النظر في الجهود والخطط الدعوية وأن تدرب الدعاة على لغة الخطاب مع الغرب في بيان حقائق الإسلام واستغلال التقنيات الحديثة والإنترنت ووسائل الإعلام في بيان حقائق الإسلام التي تدعو إلى السلام والإخاء الإنساني وإلى التعايش السلمي والرحمة بالإنسانية جمعاء وتحريم التطرف والإرهاب والظلم، وهذه تعاليم جاءت كل الأديان لإقرارها في المجتمع الإنساني».