جهود إغاثية وتنموية كويتية متزايدة في البوسنة

تشمل تنفيذ مشاريع مشتركة منها ترميم 25 منزلا لعوائل فقيرة

TT

وقع وفد من اللجنة الكويتية المشتركة، برئاسة الأمين العام فيصل الجيران والشيخ عثمان حيدر، اتفاقا مع وزارة المهجرين البوسنية، يشمل تنفيذ مشاريع مشتركة بقيمة 105 آلاف يورو، منها ترميم 25 منزلا لعوائل فقيرة تضررت من الفيضانات الأخيرة التي شهدتها البوسنة، وتوزيع آلات زراعية على 40 أسرة، وتوزيع أبقار حلوب على 15 أسرة من العائدين إلى ديارهم بعد تهجير استمر نحو 18 عاما، وترميم مسجد. وقد شملت المساعدات جميع الطيف البوسني بغض النظر عن الدين والعرق.

وقد تواصلت الجهود الإغاثية والتنموية الكويتية في البوسنة من دون توقف، حيث واكبت محنة المسلمين في البوسنة منذ سنة 1992. وفي هذا الإطار قامت جمعية إحياء التراث الإسلامي بتوزيع دفعات جديدة من مخصصات الأيتام في منطقة كرايينا بالشمال الغربي للبوسنة، وقد بلغت قيمة المخصصات 700 ألف يورو. وتسهم جمعية إحياء التراث عبر وسائل الإعلام وفي مقدمتها راديو «بر» التابع للمشيخة الإسلامية في مساعدة الأسر المحتاجة، سواء بشراء الأدوية لمرضاها، أو الطعام لأهل الفاقة منها، أو بشراء وسيلة إنتاج وتحصيل معاش كالأبقار الحلوب وما شابهها. ويصل المبلغ الشهري لهذه المشاريع الصغيرة المنتجة إلى أكثر من 6 آلاف يورو.

وعلى صعيد الاستعدادات لشهر رمضان المبارك، قام مكتب الجمعية في سراييفو بزيارة المشيخة الإسلامية لترتيب مواعيد وأماكن الإفطارات الجماعية في المساجد، وإلقاء الدروس الرمضانية.

تجدر الإشارة إلى أن اللجان الكويتية قامت ببناء أكثر من 40 مسجدا وترميم 30 مسجدا آخر. ويفوق عدد الأيتام الذين تكفلهم هذه اللجان 9 آلاف يتيم. وتقدم اللجان الكويتية سنويا خدمات بقيمة مليوني يورو، وذلك منذ سنة 1992.

من جهته، قال محمد خلف، السفير الكويتي في سراييفو الذي سيرافق الرئيس سيلاجيتش في زيارته المرتقبة للكويت، لـ«الشرق الأوسط»: «افتتحنا السفارة الكويتية في سراييفو لتعزيز العلاقات القائمة بين الكويت والبوسنة، وكانت زيارة سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر محمد الصباح انطلاقة جديدة في دعم البوسنة، وهمنا هو تعزيز التعاون وإيجاد فرص الاستثمار خاصة في البنية التحتية».

وأضاف «نحن ندعم الوحدة الترابية للبوسنة، ونعرف أن اتفاقية دايتون حلت مشكلة كبيرة هي وقف الحرب، لكن ما لمسناه منذ وجودنا هو أن هناك حاجة لتجاوزها، فقد تجازها الزمن، وهي في حاجة للتغيير لتكون أكثر إنصافا، ونحن ندعم إحداث تغييرات على اتفاقية دايتون». وحول الجانب الاقتصادي، قال «لدينا نشاطات، بناء على توجيهات المسؤولين، ونحن الآن ندخل مجال البنية التحتية، لا سيما بناء الطرق السريعة. فالوصول مثلا إلى مناطق مثل كرواتيا يحتاج لوقت طويل وهي مسافة قصيرة»، وأردف قائلا «سيكون لدينا اهتمام بهذا المجال، إضافة لعودة اللاجئين إلى الكيان الصربي والمناطق البعيدة مثل بيهاتش، فهي تحتاج لطرق والطرق الموجودة غير معبدة، وفي الشتاء ومواسم الأمطار تنهار، وهذه من أولوياتي، أي إعادة اللاجئين لمناطقهم الأصلية».

وعن الاستثمار في البوسنة قال «لا بد من تغيير القوانين التي تحتاج لموافقة الكيانين، هذه حجر العثرة وقد وعدونا بإزالتها. وزيارة الدكتور حارث للكويت مع عضوي مجلس الرئاسة ستسهم في تخفيف حدة البيروقراطية الموجودة». وختم حديثه لـ«الشرق الأوسط» بالقول «الدكتور حارث اعتاد زيارة الكويت، وهذا شيء جيد. التعاون الثقافي أيضا مهم، وسنشارك في جميع المحافل الثقافية المقبلة، فالبوسنة أصبحت معروفة في المجال السينمائي ومهرجاناتها قوية، ولديها أفلام حصلت على جوائز كبرى». وكشف السفير الكويتي عن زيارة قريبة لأمير قطر للبوسنة في الوقت القريب لتدشين مبنى مكتبة الغازي خسرف بك الذي تبرعت قطر بقيمة تشييده.