وجوه غربية في قلب الإسلام

لندن: محمد الشافعي

TT

لا يختلف اثنان من المحايدين في الغرب على أن الإسلام صار يشكل صحوة كبيرة في أوروبا والولايات المتحدة، فنسبة معتنقيه في ازدياد مستمر تفوق من يعتنقون أي دين آخر، وقد شملت مختلف أوساط المجتمع الغربي، حتى طالت ذوي الشهرة والنجومية في مختلف المجالات، وجعلت مراكز بحثية وصل عددها إلى 4371 موزعة في 109 دول في العالم تهتم بشؤون المسلمين ودراسة أحوالهم، منها 124 مركزا أكاديميا بالولايات المتحدة، بالإضافة إلى 100 مركز مستقل. ولم يكن هذا التطور بعيدا عن أنظار المراقبين والباحثين في الغرب، فهناك أكثر من 30 مركزا جامعيا في بريطانيا وحدها ترصد أحوال الإسلام والمسلمين، وحذرت تقاريرها من خطورة ازدياد معتنقي الإسلام الذين نعرض - على سبيل المثال لا الحصر - نجوما منهم: المحامي «روزاريو باسكويني» 44 سنة، صاحب أشهر قضايا الدفاع عن المتهمين الأثرياء والفاسدين في السلطة في إيطاليا، وأصبح داعية إسلاميا يلقب باسم «عبد الرحمن» في إقليم لمبارديا شمال إيطاليا، والسفير الألماني بالجزائر «مراد هوفمان» أسلم في أوائل التسعينات، وألّف عدة كتب، أهمها «يوميات ألماني مسلم»، و«الإسلام كبديل»، والشاعر الأميركي «دانيال مور» الذي كانت له دواوين عديدة تمثل ثورة في حركة الشعر الأميركي ومسرحيات تعرض على مسرحه بكاليفورنيا، إلا أنه في الستينات زار المغرب وتعرف على الشيخ محمد بن الحبيب الفاسي، ليعود إلى أميركا مسلما، ويصبح شاعر الإسلام بالإنجليزية، ومطرب البوب الإنجليزي «كات ستيفنز» وهو من أكثر النجوم إثارة للدهشة. فقد حقق شهرة طاغية وسط المعجبين في أوائل السبعينات، ولكنه سرعان ما مر بأزمة صحية جعلته يراجع تاريخه الإنساني ويطلع على نسخة مترجمة من معاني القرآن الكريم، قدمها له أخوه كهدية، فعكف على قراءتها واستمر في رحلة بحث عن الحقيقة حتى هداه الله إلى الإسلام، وغير اسمه إلى «يوسف إسلام» ورفض العمل تماما في مجال الموسيقى، حتى إنه باع آلاته الموسيقية. ومن الذين اعتنقوا الدين الحنيف أيضا «جميما غولد سميث» ابنة الثري البريطاني اليهودي الشهير التي زهدت في كل شيء لتعلن إسلامها وتتزوج من النجم الباكستاني في الكريكت عمران خان.

ومن الأميركيين السود الذين وجدوا في الإسلام ملاذا من العنصرية المصارع أحمد جونسون، والملاكم الأميركي الشهير «محمد علي كلاي، و«مالكوم إكس» والمطرب «جيرمان جاكسون» شقيق مايكل جاكسون.

وكان يحيى بيرت (جوناثان بيرت سابقا)، نجل اللورد بيرت مدير هيئة الإذاعة البريطانية السابق، قال لـ«الشرق الأوسط» في لقاء سابق إن هناك نحو 15 ألف بريطاني أبيض قد اعتنقوا الإسلام مؤخرا من بينهم عدد من المشاهير، مشيرا إلى أن الكثير من البريطانيين سوف يعتنقون هذا الدين لاحقا.

من جهتها أوضحت «ذي صنداي تايمز» أن لاعب الكريكت الباكستاني عمران خان ومغني البوب البريطاني الأسبق يوسف إسلام لعبا دورا في إقناع العديد من الأشخاص باعتناق الدين الإسلامي. وكانت صحيفة بريطانية أخرى قد قدرت في وقت سابق عدد البريطانيات اللواتي اعتنقن الإسلام عن طريق الزواج أو الدراسة بنحو 77 ألف امرأة.