السفير الثقفي لـ «الشرق الأوسط»: أعمال الخير السعودية تلامس عن قرب احتياجات الفقراء وتسهم في تلبيتها في البوسنة

نشاطات خيرية سعودية مثمرة في البلقان

حديث جانبي بين عيد بن محمد الثقفي سفير خادم الحرمين الشريفين في سراييفو والشيخ رحمة الله نذير قاري مدير مكتب رابطة العالم الإسلامي في سراييفو («الشرق الأوسط»)
TT

تواصل المؤسسات الخيرية السعودية الرسمية وغيرها، تقديم المساعدات المختلفة في الكثير من الدول وأماكن الكوارث، وساحات وتركات الحروب، ومن بينها البوسنة والهرسك، حيث تعمل هذه المؤسسات منذ العدوان على البوسنة سنة 1992 وحتى اليوم، وإن كان بوتيرة مختلفة، على التخفيف من ظلام الفقر وظلمه، وإيقاد الشموع، وقناديل الفرح، والبسمة، في محيط المحتاجين والمعوزين من ضحايا الحرب، والتهجير، والخوف، والفقر. وفي هذا الإطار ينشط عيد بن محمد الثقفي، سفير خادم الحرمين الشريفين في سراييفو، ومركز وجامع «خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز» في سراييفو، الذي يديره عبد العزيز العقيلي، ومكتب رابطة العالم الإسلامي، ومركز الأميرة الجوهرة، اللذان يديرهما الشيخ رحمة الله نذير قاري، وغيرها من المؤسسات الخيرية الكبرى والفاعلة، كهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية، إذ تقدم هذه المؤسسات خدمات جليلة ليست المواد الغذائية والعينية الأخرى سوى شكل من أشكال المساعدات الإنسانية المميزة والمعتبرة، والمتمثلة في تعليم الأجيال مهارات وحرف وصنعات، تمكنهم من كسب عيشهم بمجهودهم الخاص، بدلا من انتظار المساعدات، التي تبقى ضرورية حتى يكبر الصغير، ويتعلم المبتدئ، ويتمكن الخريج من مهنته الجديدة، فهناك ورش لتعليم الخياطة، ودورات في اللغات، ودورات ممنهجة في الحاسوب، وغير ذلك.

وفي هذا الإطار الخيري العام، نظم عيد بن محمد الثقفي، سفير خادم الحرمين الشريفين في سراييفو، فعاليات اجتماعية، سواء في رمضان أو العيد، وبعده، وهو ما دأب عليه مركز «خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز» منذ تأسيسه عام 2000، وقبله الهيئة السعودية العليا، التي كان يرأس مكتبها الإقليمي الشيخ ناصر بن عبد الرحمن السعيد، ويرأس مكتبها التنفيذي الشيخ سعود الرشود. كما قام مكتب رابطة العالم الإسلامي، ومركز الأميرة الجوهرة في البوسنة، بتنظيم نشاطات خيرية متنوعة في شهري أغسطس (آب) وسبتمبر (أيلول)، منها توزيع مواد عينية على الأسر الفقيرة ولا سيما قبل العيد. وقال سفير خادم الحرمين الشريفين لـ«الشرق الأوسط»: «رابطة العالم الإسلامي من المنظمات المهمة التي حققت الكثير من النجاحات والإنجازات في العقود الأخيرة، وقد تم افتتاح مكتب للرابطة في البوسنة ليلامس عن قرب احتياجات الفقراء، ويساهم في تلبيتها، وهو مخول بالقيام بهذه الأعمال، حيث حصل على التراخيص الضرورية لأداء عمله في كنف القانون والمسؤولية»، وتابع: «هذه المساعدة التي تشمل الكثير من الأسر الفقيرة والمحتاجة في المدة الأخيرة، لها ما سبقها ولها ما بعدها، وأرجو أن يستمر المكتب في تقديم المزيد من المساعدات في إطار العلاقة الحميمية التي تربط البلدين، المملكة العربية السعودية والبوسنة والهرسك».

وأوضح الثقفي أن «المملكة العربية السعودية، وقفت إلى جانب البوسنة منذ بواكير الحرب، وقدمت آلاف الأطنان من المساعدات الغذائية، وملايين الريالات لمساعدات الشعب البوسني أثناء محنته، ونحن نرجو للبوسنة التقدم والازدهار في جميع المجالات».

وقال الشيخ رحمة الله نذير قاري، مدير مكتب رابطة العالم الإسلامي، ومركز الأميرة الجوهرة في بوغوينو (140 كيلومترا شمال غربي سراييفو): «هذه الحملة الخيرية، جزء من مشروع مواساة الفقراء والمحتاجين في البوسنة، حيث قمنا في وقت سابق بالكثير من الإفطارات الجماعية، وقمنا بتوزيع سلال غذائية، وما نقوم به الآن من توزيع سلال غذائية على 200 أسرة، وقمنا بتوزيع مساعدات في العشر الأواخر من شهر رمضان الذي تتضاعف فيه الأجور عند رب العالمين». وكشف قاري عن أن عدد المستفيدين من البرنامج بلغ 1400 أسرة، أي 1400 سلة غذائية تحتوي على كل ما يحتاج إليه الإنسان الفقير، كما استقبل مكتب الرابطة المئات من الصائمين في برنامج «إفطار صائم» في رمضان الماضي، حيث قال: «كان لدينا يوميا إفطار جماعي في مركز الأميرة الجوهرة، ويتراوح عدد المستفيدين بين 90 و100 شخص، ونستضيف في الإفطارات بعض العاملين أيضا، وفقا لشرائح المجتمع، فيوم للعاملين في المستشفى، ويوم للعاملين في البلدية، ويوم للعاملين في الشرطة، ويوم للأئمة، ويوم للطلبة، ويوم للمدرسين، ويوم للسائقين وعمال النقل، أما الفقراء فهم ضيوف على مدار الشهر الكريم». وحول عمل مكتب الرابطة في البوسنة الذي افتتح منذ فترة قصيرة قال: «عمل الرابطة هو مساعدة الناس في كل مكان، ومن ذلك دعم مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين الأديان، والحوار بين المجتمعات، والحوار بين المذاهب، والحوار بين الطبقات، بحيث يسود الأمن والأمان جميع أنحاء العالم، وهذا هو العمل الأساسي للرابطة في الوقت الراهن ومستقبلا، لأن الرابطة تساير المجتمع حسب الظروف وما يقتضيه الزمن».

وعن عمل الرابطة في البوسنة، أفاد قاري بأن «افتتاح المكتب تم قبل فترة، وقد قدمنا رؤية للعمل تضمنت الكثير من المشاريع، نرجو أن تعتمد من المكتب الرئيسي لنبدأ في تنفيذها العام القادم، منها التعليمية، والثقافية، والتربوية، والخيرية كالمساعدات العينية، وألبسة الصيف والشتاء، والحقائب المدرسية، والمنح الدراسية، وإقامة مؤتمرات الحوار من أجل السلام»، كما تحدث عن الدور الريادي الذي يضطلع به مركز الأميرة الجوهرة الذي يجسد حديث الرسول - صلى الله عليه وسلم: «خذ فأسا واحتطب»، الذي يعد أكثر عملية في دعوته المباشرة، للعمل والكد، لكسب الرزق بالتمكن من آليات ذلك، من المثل الصيني القائل: «لأن تعلم أخاك كيف يصطاد السمك أفضل من أن تعطيه سمكة»، وقال: «مركز الأميرة الجوهرة يقوم بأعمال جليلة في مقدمتها الدورات التدريبية، هناك ما بين 200 و300 طالب في الدورات التي يقيمها المركز في تخصصات الحاسوب واللغات العربية والتجويد، والإنجليزية، والألمانية، والخياطة، وإن شاء الله سنضيف الفندقة، والمحاسبة، والسكرتارية لجميع المواطنين في البوسنة دون تمييز رجالا كانوا أو نساء، مسلمين، وكاثوليك وبروتستانت، وأرثوذكس، وغيرهم من أصحاب الأديان. من يريد الالتحاق بالدورات التي نقيمها نرحب به دون أي تمييز»، وتحدث عن أجواء رمضان والبوسنة، حيث إنه حديث عهد بها، فقال: «الأجواء هنا جيدة، روحانية وكثرة مساجد، وترديد للأذان خمس مرات، المسلمون هنا يحبون شعائر الإسلام، وقد وجدنا الترحيب والتكريم، ونحن نشكرهم على ما وجدناه من حب وتسهيلات وحفاوة».

وقال عامر جنانوفيتش، رئيس بلدية إليغا، لـ«الشرق الأوسط»: «أشعر بالامتنان للمساعدات الأخوية التي تقدمها المملكة العربية السعودية لشعبنا، ولا سيما للفئات المستضعفة والفقيرة، وهذا بلا شك يعزز روابط وأواصر العلاقات بين الدولتين والشعبين». وأثنى المسؤول المحلي على دور السفير الثقفي، وقال: «إن مسؤولين من البلدية ومندوبين من مكتب رابطة العالم الإسلامي سيقومون بتوزيع ما تبقى من مساعدات على مستحقيها، وذلك بنقلها إلى محال سكنهم، دون الحاجة إلى تجشم عناء المجيء إلى مقر البلدية لتسلمها».