علماء أزهريون: الأعياد مناسبات دينية واجتماعية ورمز للفرحة والسعادة

أكدوا أنها شرعت لكي تستكمل حلقة البر في المجتمع الإسلامي

TT

أكد علماء أزهريون ضرورة فهم الحكمة التي شرعت من أجلها الأعياد في الإسلام، وأشاروا إلى أن الفرح والبهجة في العيد تعد من محاسن الدين الإسلامي وشرائعه، وأن العيد فرصة جديدة يجب استثمارها لتأكيد صلات الترابط والتراحم والتكامل والتعاون بين كافة المسلمين قولا وعملا، وتقديم كل وسائل العون والمساعدة لأصحاب الحاجة.

فمن جانبه، أكد الدكتور علي جمعة مفتي جمهورية مصر العربية، أن «الأعياد في الإسلام شرعت لحكم سامية، تؤكد السمو الأخلاقي والتعاون والتراحم بين المسلمين، والعطف على الفقراء، وإظهار الفرح والسرور، والاستمتاع بما أحله الله تعالى لهم من الطيبات، ومن اللهو المباح دون إسراف ولا مخيلة».

وقال مفتي مصر: «من مظاهر العيد في الإسلام كثرة أعمال البر والخير، وصلة الأرحام، وتقديم العون للمحتاجين، وزرع الطمأنينة والسكينة، وإدخال الفرح والسرور على قلب كل إنسان، حتى تنعم البشرية جمعاء بمظاهر السرور ومشاعر البهجة، ولتتأكد في الأوطان والمجتمعات الإسلامية عطاءات السلوك الإسلامي الحضاري والخلق الإنساني المستقيم».

وأضاف المفتي: «من أهم الطاعات التي هي مظهر من مظاهر شكر الله تعالى، التي يجب أن نحرص عليها في الأعياد «إصلاح ذات البين»، فالعيد فرصة جديدة يجب استثمارها لتأكيد صلات الترابط والتراحم والتكامل والتعاون بين كافة المسلمين قولا وعملا، وتقديم كل وسائل العون والمساعدة لأصحاب الحاجة والعوز، والوقوف معهم من أجل تجاوز معاناتهم ومحنهم بكل السبل والوسائل.

وقال الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر الأسبق، عضو مجمع البحوث الإسلامية «إن الأعياد من أهم المناسبات الدينية والاجتماعية التي يحتفل بها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها، وتعد رمزا للفرحة والسعادة».

وأوضح الدكتور نصر فريد واصل مفتى مصر الأسبق إنه «ثبت أن أبا بكر الصديق دخل في صبيحة يوم العيد بيت رسول الله، فوجد في المسجد جاريتين تغنيان، قال أبو بكر: أمزمار الشيطان في بيت رسول الله، فقال النبي: دعهما يا أبا بكر، إن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا، ثم قال رسول الله: حتى يعلم غيرنا أن في ديننا فسحة، وهذا دليل على أن الإسلام دين رحمة، فيجب على المسلمين أن يفرحوا في أيام الأعياد فرحا مشروعا دون الخروج عن منهج الإسلام».

وأشار الشيخ عاشور إلى أن «للأعياد أثرا كبيرا في تجديد الروابط الإنسانية والتراحم والمودة والتعاطف»، مضيفا أن للمسلمين عيدين هما عيد الفطر وعيد الأضحى، ودائما ما ارتبط العيد بأداء فرض ديني مثل الصيام فيعقبه عيد الفطر، وأداء فريضة الحج يعقبه عيد الأضحى المبارك، فالعيد فرحة بالتوفيق في أداء الفرائض».

وقال الشيخ عاشور: «لم تشرع الأعياد في الإسلام من أجل الفرح واللهو فقط، وإنما شرعت لكي تستكمل حلقة البر في المجتمع الإسلامي، فإذا كان البر في الأيام العادية عادة فردية ففي أيام الأعياد يصبح البر قضية اجتماعية لقول النبي صلى الله عليه وسلم مطالبا الأغنياء بألا يتركوا الفقراء لفقرهم «أغنوهم عن السؤال في هذا اليوم»، فالإسلام لم يسن الأضحية ليشبع أصحاب الأضحية من اللحوم ولكن من أجل الفقراء».

وأضاف الشيخ عاشور: «إن من ضوابط الإسلام في الاحتفال بالأعياد، ألا يتخللها منكر، فالعيد في الإسلام تجسيد لمعنى البهجة والفرحة والسرور، ويستحب في أيام العيد أن يتسامح المسلمون، وأن يتراحموا فيما بينهم».