أئمة المساجد في البوسنة: العيد يوم الفقراء الذي احتكره الأغنياء في بعض الدول

TT

أدى المسلمون في غرب البلقان، صلاة العيد في أجواء حميمية، حيث تعيش المنطقة أجواء الربيع في نهاية فصل الخريف. وقد تلقى المسلمون تهاني كبار المسؤولين السياسيين، ورجال الدين من مختلف الطوائف، ومن الجيران غير المسلمين، وذلك في البوسنة، وصربيا، وكرواتيا، والجبل الأسود، وكوسوفو، وألبانيا، ومقدونيا، ولا سيما أن اليوم العالمي للتسامح قد وافق يوم عيد الأضحى المبارك. وهو ما ركز عليه المفتي العام في صربيا الشيخ معمر زوكارليتش، الذي دعا إلى احترام حقوق المسلمين في صربيا، وعدم العمل على تفريق كلمتهم «من خلال مشيخة عميلة للسلطات». وطالب السلطات الصربية بعدم التدخل في شؤون المسلمين، كما جدد مطالبته بحياد السلطات، لا سيما في إقليم السنجق الذي يطالب بالاستقلال الذاتي.

وفي سراييفو أم الدكتور مصطفى تسيريتش، رئيس العلماء في البوسنة، المصلين، وركز في خطبة العيد على التعاون والتضامن والتكاتف الإسلامي، وفق المنظور القرآني وما ورد في سنة الرسول - صلى الله عليه وسلم - حيث قال: «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم». وأكد على أن العبادات في الإسلام جميعها تدعو إلى الوحدة «من الصلاة إلى الحج.. كل هذه العبادات تدعو إلى وحدة المسلمين وتراص صفوفهم، فهم كما ورد في الحديث، كالجسد الواحد إن اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى». وتطرق الدكتور تسيريتش، إلى ضرورة عودة المهجرين إلى ديارهم، ودعا إلى إطلاق سراح المساجين الذين سجنوا ظلما، كما دعا إلى إحلال السلام ونشره واكتساب الحرية.

ويعتبر جامع الغازي خسرف بك، المسجد المركزي الذي تؤدى فيه صلاة العيدين، حيث يحرص جميع كبار السياسيين والسفراء المسلمين على أداء الصلاة فيه. وفي توزلا كان مسجد الأمير عبد الله بن عبد العزيز المركز الرئيسي للصلاة، حيث أم المصلين مفتي توزلا الشيخ حسين كفاصوفيتش، الذي وصف يوم العيد بأنه «يوم الحب بمفهومه الشامل، حب المؤمن للمؤمن، وحب الوالدين، والأبناء، والجيران، والناس»، ودعا إلى أن تكون «الأضاحي لله، وهي ليست حفلات أكل وإنما مناسبة لتوزيع اللحم على من لا يقدرون على شرائه»، كما دعا إلى تزويد «المطاعم الخيرية المجانية بلحوم الأضاحي ليستفيد منها أكبر عدد ممكن من الفقراء».

وفي سريبرينتسا التي شهدت أكبر مذبحة بعد الحرب العالمية الثانية، صلى المسلمون الذين نجوا من المذبحة، لأول مرة في المسجد بعد إعادة بنائه، وتلقوا بعض المساعدات العيدية. وقال الإمام دامير بيشتاليتش: «نحن في سريبرينتسا أكثر الناس حاجة إلى العيد من جميع أنحاء الدنيا، فبيننا من عاش جرائم الإبادة في سريبرينتسا، وفقد ذويه، ولكن الحياة يجب أن تستمر وأن نجد هامشا للفرح، وهذا ما يعلمنا إياه العيد في ديننا»، ودعا المهجرين إلى العودة إلى سريبرينتسا، لأن «خيمة في مسقط رأسك خير لك من قصر في بلد لم يعش فيه أجدادك».

وفي بنيالوكا، قال الإمام سعد الدين غولاميتش: «هذا اليوم من أهم الأيام في حياة المسلمين، إنه يوم الفقراء، الذي سطا عليه أو احتكره الأغنياء، إنه يوم توفير الطعام والدسم واللباس للمحتاجين، وليس مفاخرة الناس لبعضهم كما يحدث في أماكن أخرى من العالم للأسف».