المشيخة الإسلامية في البوسنة تنظم فعاليات للتعريف بالرسول الكريم

تحت شعار «سلام يا رسول الله.. صلى الله عليه وسلم»

مصلون داخل مسجد الغازي خسرف بك («الشرق الأوسط»)
TT

تحت شعار «سلام يا رسول الله.. صلى الله عليه وسلم»، تنظم المشيخة الإسلامية، بالتعاون مع عدد من المنظمات الأهلية، كمؤسسة «النحلة»، الكثير من الفعاليات الثقافية للتعريف بالرسول، صلى الله عليه وسلم، داخل المحاضن الإسلامية، وفي الشارع، ووسائل الإعلام.

وقد بدأت هذه الأنشطة في 4 فبراير (شباط) الماضي، وتستمر حتى 9 مارس (آذار) الحالي. وقال الدكتور مصطفى تسيريتش، رئيس العلماء في البوسنة والهرسك، لـ«الشرق الأوسط»: «تنظم المشيخة الإسلامية في البوسنة، سنويا، فعاليات التعريف بالرسول، صلى الله عليه وسلم، وتحمل هذا العام شعار (سلام يا رسول الله)». وحول أهداف الفعاليات، أضاف: «الفعاليات الثقافية تهدف إلى عرض قيم وشمائل الرسول، صلى الله عليه وسلم، وخصائصه، وطريقة حياته، واحترام كرامة الإنسان، وبهذا نعبر عن حبنا لمحمد، صلى الله عليه وسلم. وفي نفس الوقت نتفاعل مع الآخرين ونكتشف إبداعات الشباب في هذا الخصوص، ضمن دورهم في إنجاز هذه الفعاليات».

وأشار إلى أن المشيخة الإسلامية، أقامت مؤتمرا صحافيا أخيرا، في جامع الاستقلال في أوتوكا، بسراييفو، وتم افتتاح المهرجان أمام جامع تشارشيا، بسراييفو العتيقة.

وأوضحت سخية ديدوفيتش، مديرة مؤسسة «نحلة»، أن فعالية «سلام يا رسول الله»، تتضمن الكثير من الأنشطة، منها: «افتتاح عروض الفنون الإسلامية والخط العربي، وتقديم كتب جديدة، ودروس عن السيرة النبوية، وأمسيات شعرية، عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وحفلات للأناشيد الإسلامية في سراييفو ومدن بوسنية أخرى. كما أن هناك حفلات خاصة بالرجال وأخرى للنساء، وأياما مفتوحة للمكتبة».

وتابعت: «من بين العروض معرض للكتب ولفن الخط العربي، وتقام ليال لتلاوة القرآن»، وعن دور مؤسسة «نحلة» في الفعاليات، أشارت إلى أن «مؤسسة (نحلة) النسائية بدأت حملة، تحت عنوان (الشخصية التي يجب أن تتعرف عليها)، وهي حملات بدأتها المؤسسة منذ عام 2006». وأردفت: «هناك مليار ونصف المليار من المسلمين يحبون الرسول، صلى الله عليه وسلم، وأقاموا مؤسسات للتعريف بدعوته ونشر القيم التي بعث من أجل إتمامها، ومنها مكارم الأخلاق، حيث قال، صلى الله عليه وسلم: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)»، وإلى جانب ذلك، «تنظم مؤسسة (نحلة) حملة إعلامية تحت نفس الشعار؛ (الشخصية التي يجب أن تتعرف عليها)، وذلك من خلال وسائل جديدة، مثل الإعلانات الكبيرة، والإنترنت، وتتمحور حول أهمية رسالة الرسول، صلى الله عليه وسلم، لحياتنا المعاصرة».

وأردفت قائلة: «نحن نعتبر أن هذه الرسالة لا نقوم بإيصالها على المستوى المطلوب في البوسنة»، ومن أهداف الحملة أيضا «زيادة الوعي في البوسنة بتعاليم الإسلام؛ كحسن المعاملة، والعدل، والبذل، والصدق، والكرم، والشجاعة، ومحاربة العنف، وانخراط النساء في النشاط العام في المجتمع». ومن أهداف الحملة كذلك: «تقريب شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم، للأجيال الجديدة، ولأكبر عدد ممكن من الناس، ليتعرفوا على مناقبه صلى الله عليه وسلم».

وقال كنعان موسيتش، أستاذ الحديث المساعد في كلية الدراسات الإسلامية، في سراييفو: «الحمد لله الذي وفق المشيخة الإسلامية في البوسنة في إقامة احتفالات كل عام تستغرق شهرا للتعريف بالرسول، صلى الله عليه وسلم، وهي مناسبة لتذكير الخلق بالنعمة والرحمة التي أرسلها الله، سبحانه وتعالى، للخلق أجمعين، قال تعالى: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)». وتابع: «هذه المناسبة فرصة لتجميع الناس على شكر النعم، وأعظمها إرساله سبحانه محمدا بشيرا ونذيرا، (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون)».

وأردف: «بعثة النبي جديرة بالتقدير والاحترام والفرح بها، ومن ذلك الاجتماع في المساجد على تلاوة القرآن، ومحاضرات تذكر الناس بسيرته صلى الله عليه وسلم، ولدينا أيضا برنامج نشر أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، التي تسهم في تقوية علاقة الناس بمن أرسله الله رحمة للعالمين».

وتطرق موسيتش، إلى الأنشطة فيما سماه «الحياة العامة»، وقال: «لدينا نشاطات في دور مختلفة، مثل المراكز الثقافية ودور الجيش، يقوم بها أساتذة متخصصون من كلية الدراسات الإسلامية، إلى جانب الليالي القرآنية، وليالي الحديث، وهذا جانب من نشاطات فعاليات شهر الرسول، صلى الله عليه وسلم»، وواصل: «كان هناك احتفال في باش تشارشيا، ونسمي ليالي هذا الشهر الليالي المباركة، وقد تم توزيع الحلوى، والمشروبات في الشوارع لتذكير الناس بالمناسبة»، وتطرق لإذاعة «البر»، التابعة للمشيخة الإسلامية: «في إذاعة (البر) نقوم بنشاطات طوال العام، وهي الآن مسخرة لهذا النشاط التفاعلي، وفي التلفزيون تم تصوير برنامج مدته ساعة كاملة»، ونقل عن أحد المصورين غير المسلمين بعد سماع محاضر يتحدث عن الرسول، صلى الله عليه وسلم، قوله: «لم أر أحدا يحب أحدا كما يحب المسلمون محمدا»، مذكرا بقول ذلك الجاهلي: «ما رأيت أحدا يحب أحدا كما يحب أصحاب محمد محمدا».

وأضاف: «جيراننا من النصارى لا يعرفون أن محمدا صلى الله عليه وسلم، متم لنور الله الذي نزل على موسى وعيسى عليهما السلام، مصداقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتا فأجمله وأحسنه إلا موضع لبنة... فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين)». وحول الاستفادة من التجارب الإسلامية في دول أخرى، قال: «الذين ينشطون في مجال الدعوة، يتابعون ما يجري سواء على المستوى النظري الأكاديمي، أو التجارب الإسلامية الميدانية، ولكن هناك خصوصيات لكل بلد، فالذي يراعي هذه الخصوصيات ستكون له مكانة عند الله أولا ثم عند الناس، هناك اتجاه قوي لتجاوز النزاعات، فالفهم للإسلام ليس هو الإسلام، ولكنه قراءة للإسلام تبتعد أو تقترب من النص».

وفي إطار هذه الحملة التي تهدف إلى التعريف بالرسول، صلى الله عليه وسلم، الشخصية التي يجب أن تتعرف عليها، تم وضع 90 لوحة كبيرة على الطرق العامة، تضم مجموعات من الأحاديث المختارة، في 26 مدينة داخل البوسنة. كما تم عرض فيديو كليب، في مراكز ثقافية، منها 6 أفلام وثائقية في محطات التلفزيون والإذاعات المحلية، تحت عنوان: «قيم، وكرامة الإنسان، والعدالة، ومحاربة العنف، وانخراط النساء في الحياة اليومية، في هدي الرسول صلى الله عليه وسلم». كما تم تدشين موقع خاص على الإنترنت باسم، موقع «الرسول دوت كوم»، ويتم عرض معلومات مختلفة عن الرسول الكريم، صلى الله عليه وسلم؛ مقالات، وبحوث، وروابط ملتيميديا، باللغة البوسنية، وهذه الصفحة بدأت تعمل من بداية فبراير (شباط). وفي صدر الصفحة الأولى من الموقع، يقرأ المتصفحون هذه الكلمات: «في هذا الوقت الذي ينتشر فيه العنف، والعدوان، وعدم التسامح، وبعد الناس عن بعضهم بعضا، نريد أن نقدم من خلال الشخصية الربانية، محمد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، القيم التي بإمكانها نشر السلام في العالم، بدءا بمحيطنا وأناسنا، لكي يهتموا بهذه القيم، المغروسة في إرثنا الثقافي والديني منه في القلب، بما يساعد على تطورنا، لا سيما في مجال التعامل الحسن بين الناس، والأمن في المحيط الذي نعيش فيه».