السعوديون والمشروع الإسلامي

د. عائض القرني

TT

نحن في السعودية توحدنا على مشروع الإسلام فحسب، فليس عندنا شعار ولا مشروع يجمعنا ولا منهج يؤلف بيننا إلا الإسلام. مؤسس الدولة الملك عبد العزيز أعلن أن الدولة إسلامية شرعية شعارها (لا إله إلا الله، محمد رسول الله)، ليس عندنا مكان لدولة قومية أو علمانية أو ليبرالية أو شيوعية أو رأسمالية.

الشعب السعودي متدين بالفطرة، لسنا ملائكة ولا أنبياء ولسنا شعب الله المختار، لكننا مسلمون، مؤمنون بالله، خيارنا الإسلام، وقدرنا الإسلام، وقضيتنا الإسلام, نموت ونحيى بالإسلام. كل الشعب بدرجاته في التدين يرفض المساس بالدين. من أراد أن يجرب حب السعوديين للإسلام فليرسل في أي مدينة أو محافظة أو قرية مهبولا أو معتوها ليقول: لا للقرآن أو لا للسنة، ليرى كيف يكون الرد أو الجواب على هذا المهبول المعتوه، سوف يعود إلى بيت أهله جنازة. أتحدى في أي تجمع سعودي أن يقوم أفاك أثيم فينتقد الرسول الكريم - بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم - فلن يكتفى بالرد على هذا الأفاك الأثيم بالقول، لكن بالضرب بالأحذية والصفع بالنعال.

نحن أعلنا للعالم أن خيارنا ومشروعنا الإسلام منذ بعث الرسول، صلى الله عليه وسلم. والكلمة التي هزت مشاعر السعوديين وأثلجت صدورهم وألهبت حماسهم يوم قال خادم الحرمين الشريفين يوم البيعة «أعاهدكم أن أجعل الإسلام منهجي والقرآن دستوري».

لو نثرت الرمل في بلادنا لفاحت منه رائحة دماء الشهداء في سبيل الله ونصرة لا إله إلا الله, لو قلبت الصخر عندنا لوجدت بقية جماجم الأبطال الذين صنعوا ثورة الإسلام في بلادنا، ونقلوها إلى العالم فاتحين ومصلحين, لو نطق الحجر في أرضنا لقال: لا إله إلا الله, كل مشروع يخالف الإسلام مرفوض ومكتوب عليه الفشل سابقا, نحن جنود لهذا المشروع، رضي من رضي، وغضب من غضب, من لم يعجبه مشروعنا، مشروع الإسلام، فليضرب برأسه الحائط.

إذا كان عندنا إصلاح أو تجديد أو تطوير أو تغيير فتحت مظلة المشروع الإسلامي، ونحن لا ندعي احتكار الإسلام أو أننا مثلنا الإسلام تمثيلا كاملا أو أننا معصومون من الخطأ والتقصير، لكن نقول: نحن أبناء الرسالة، وأبطال البعثة، وأنصار التوحيد، وحماة الشريعة، وجنود الله، نحن لن نستورد مشروعا أجنبيا، وقد أغنانا الله بالوحي المقدس، نحن شريعتنا من فوق وشريعتهم من تحت، نحن دستورنا من أعلى ودستورهم من أسفل، «أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّة يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْما لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ»، فنحن نريد الإصلاح المستمر على نهج الكتاب والسنة، ننشد الكمال عن طريق الشريعة.

نحن في مهبط الوحي كبارا وصغارا، أطفالا وشبانا وشيوخا رجالا ونساء، علماء وعامة، حاضرة وبادية، لا نريد إلا شرع الله وهو الذي ألف بين قلوبنا.

نحن أكثر من مائة قبيلة كانت قبل الوحدة متناحرة متقاتلة، فكان سبب جمعها وتوحيدها كلمة التوحيد المسطرة على علم الوطن «لا إله إلا الله محمد رسول الله».