الهيئة العالمية للتعريف بالرسول تفتتح «المعرض الدائم للتعريف بنبي الرحمة صلى الله عليه وسلم» في مدريد ولندن

في إطار جهودها الرامية إلى التعريف بالرسول الكريم من خلال رحلة بصرية

الأمير سعود بن نايف سفير خادم الحرمين الشريفين لدى إسبانيا يستمع إلى شرح من د. عادل الشدي لبعض لوحات المعرض الدائم للتعريف بنبي الرحمة صلى الله عليه وسلم في مدريد («الشرق الأوسط»)
TT

في إطار جهودها الرامية إلى التعريف بالرسول صلى الله عليه وسلم تفتتح الهيئة العالمية للتعريف بالرسول صلى الله عليه وسلم ونصرته التابعة لرابطة العالم الإسلامي يوم الخميس المقبل معرضا دائما للتعريف بنبي الرحمة في العاصمة البريطانية لندن. ويأتي هذا المعرض ثمرة جهود مشتركة على مدى ثلاث سنوات بين الهيئة والمركز الإسلامي في ريجنت بارك ومعرض الإسلام في لندن.

وذكر الدكتور عادل بن علي الشدي الأمين العام للهيئة أن هذا المعرض يعد جزءا أساسيا من الخطة السنوية للجنة المعارض في الهيئة التي عملت على إقامة عدة معارض هذا العام في عدة دول أوروبية، منها النمسا وإسبانيا والدنمارك. وأكد الدكتور الشدي أن هذا المعرض الذي يعد الأول من نوعه في المملكة المتحدة صُمم ليكون معرضا دائما، يقدم عرضا منوعا بواسطة نخبة من العارضين عن الإسلام، ويشغل أكثر من 60 مترا من مساحة حائط المعرض، ويقدم للزوار رحلة بصرية من خلال لوحات تمتد على جدار المعرض، علاوة على شاشات فيديو وملصقات لتوفير تجربة متعددة الأبعاد للزوار للاطلاع على السيرة النبوية، وخصوصا ما تحويه من القيم الأخلاقية والعلاقات الإنسانية ليخرج الزائر بلمحة عامة عن المعتقدات الأساسية للدين الإسلامي، وحياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والوحي، والمحافظة على القرآن الكريم.

ويتميز المعرض بالتنوع الكبير في المحتويات، فهو يضم ثمانية أقسام، منها: ما هو الإسلام؟ وتوحيد الخالق، وحياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والقرآن الكريم، والقرآن والعلوم، والمرأة في الإسلام، إضافة إلى قسم المخطوطات والعملات المعدنية الذي يقدم نخبة من نفائس المصاحف التاريخية والعملات الإسلامية القديمة، والنصوص العلمية الإسلامية.

وقال الدكتور الشدي إن المعرض يهدف إلى نشر مزيد من الوعي والفهم للحياة النبيلة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، ورسالته السماوية للبشرية بوصفه الحلقة الأخيرة في سلسلة متصلة من الأنبياء الكرام الذين حملوا للبشرية رسالة الرحمة والخير والعدل.

وبين الدكتور الشدي أن اختيار لندن مكانا لهذا المعرض الدائم جاء لكونها البوابة الثقافية لأوروبا، إضافة إلى تقديمها نموذجا حيا للتعايش بين أتباع الأديان والثقافات متوقعا أن يزيد عدد زوار المعرض عن أربعين ألف زائر سنويا منهم 10 آلاف من طلاب المدارس البريطانية. وقال الدكتور الشدي إن هذا المعرض هو هدية الهيئة لسكان مدينة لندن العريقة، مؤملا أن يجدوا فيه المتعة والفائدة.

ومن ناحية أخرى، افتتح الأمير سعود بن نايف سفير خادم الحرمين الشريفين لدى إسبانيا بحضور الدكتور عادل بن علي الشدي الأمين العام للهيئة العالمية للتعريف بالرسول صلى الله عليه وسلم وحشد من السفراء وأعضاء السلك الدبلوماسي العربي والإسلامي مؤخرا المعرض الدائم للتعريف بنبي الرحمة صلى الله عليه وسلم الذي نظمته الهيئة العالمية للتعريف بالرسول صلى الله عليه وسلم بالتعاون مع المركز الثقافي الإسلامي في مدريد. وضم المعرض لوحات مختارة باللغة الإسبانية عن حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وأخلاقه وعلاقاته الإنسانية وموقفه من الرسالات السماوية السابقة لمبعثه صلى الله عليه وسلم وعنايته بالبيئة وحقوق الإنسان، إضافة إلى رصد تاريخي لأقوال بعض كبار المفكرين الغربيين عن الرسول صلى الله عليه وسلم.

وأكد الدكتور عادل الشدي أن هذا المعرض يأتي ضمن خطة لجنة المعارض في الهيئة العالمية للتعريف بالرسول صلى الله عليه وسلم لتقديم الصورة الصحيحة للسيرة النبوية وما حوته من القيم الأخلاقية والعلاقات الإنسانية، وذلك بعد النجاح الكبير الذي حققه معرض «رحمة للعالمين» الذي أقامته الهيئة في كل من كوبنهاغن وفيينا هذا العام، مما يؤكد أهمية استثمار تقنيات المعارض الحديثة في عرض رسالتنا للعالم، كاشفا عن بدء فكرة تنظيم معرض مدريد أثناء لقائه بالأمير سعود بن نايف سفير خادم الحرمين في مدريد قبل أكثر من عام، حيث تطرق الأمير إلى أهمية إبراز العلاقات الإنسانية في السيرة النبوية للغربيين عموما والإسبان على وجه الخصوص.

وبين الدكتور الشدي أن اختيار مدريد مكانا لهذا المعرض جاء لكونها عاصمة المتاحف والفنون والتعايش بين أتباع الأديان والثقافات وللتعاون الكبير الذي أبداه القائمون على المركز الثقافي في مدريد، وفي مقدمتهم الدكتور سعود الغديان مدير المركز. وأعرب الدكتور الشدي عن خالص الشكر والتقدير لخادم الحرمين وولي عهده والنائب الثاني على ما تلقاه الهيئة من دعم وتوجيه دائمين لتحقيق أهدافها في خدمة السيرة النبوية العطرة، كما أعرب الدكتور الشدي عن شكره الخاص للأمير سعود بن نايف سفير خادم الحرمين لدى إسبانيا على رعايته حفل افتتاح المعرض واهتمامه الكبير بأعمال الهيئة للتعريف بالرسول صلى الله عليه وسلم.

وكان اليوم الأول للمعرض قد شهد إسلام أحد المواطنين الإسبان الذين زاروا المعرض، الذي يتوقع أن يزوره ما يزيد على أربعين ألف زائر سنويا، منهم أكثر من 3 آلاف من طلاب المدارس الإسبانية، حسب برنامج تم إعداده مسبقا.

يذكر أن حفل الافتتاح حظي بحضور كبير من السفراء والأكاديميين والإعلاميين، ومنهم أحمد ولد أسويلم سفير المملكة المغربية، وعادل العيار سفير دولة الكويت، وحمد العطية سفير دولة قطر، وحصة العتيبة سفيرة دولة الإمارات العربية المتحدة، وسيدي محمد ولد بوبكر سفير دولة موريتانيا.

وجدير بالذكر أن الأمير سعود بن نايف سفير خادم الحرمين الشريفين لدى إسبانيا كان قد استقبل الدكتور عادل بن علي الشدي الأمين العام للهيئة العالمية للتعريف بالرسول، وذلك في ختام زيارته لإسبانيا، وقدم الدكتور الشدي في بداية اللقاء شكره وتقديره للأمير سعود بن نايف على رعايته وتشريفه افتتاح المعرض الدائم للتعريف بنبي الرحمة في مدريد واهتمامه الكبير بأعمال الهيئة العالمية للتعريف بالرسول، الهادفة إلى تقديم الصورة الحقيقية للسيرة النبوية وإبراز القيم الأخلاقية والعلاقات الإنسانية التي حفلت بها من خلال برامج نوعية تستثمر تقنيات العصر وتخاطب المجتمعات الغربية بأساليب حديثة تظهر الوجه الحقيقي لرسالة المملكة العربية السعودية القائمة على الوسطية والاعتدال والخدمة المستمرة للقرآن الكريم والسنة النبوية.

من جهته، أكد الأمير سعود بن نايف سفير خادم الحرمين الشريفين لدى إسبانيا أهمية مواصلة الهيئة عملها في إبراز العلاقات الإنسانية في تعامل الرسول صلى الله عليه وسلم مع الآخرين، بالخلق الكريم والكلمة الطيبة والقدوة الحسنة، مبديا تقديره للجهود التي تبذلها الهيئة في هذا المجال.

وكان الدكتور الشدي قد زار المركز الثقافي الإسلامي في مدريد وألقى خطبة الجمعة فيه وقدم محاضرة بعنوان «قل هذه سبيلي»، دعا فيها إلى الاهتمام بتطبيق قول الرسول صلى الله عليه وسلم «بلغوا عنّي ولو آية» وأن يكون ذلك عن علم وبصيرة تحقيقا لقوله تعالى: «قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني». كما قام بتلقين أحد المواطنين الإسبان الراغبين في الإسلام الشهادتين.