الرئيس المنتخب الجديد للهيئة الإسلامية في النمسا: وجهنا نداء للمسلمين هنا للإقبال على تعلم اللغة الألمانية

د. فؤاد سنج لـ «الشرق الأوسط» : معارضة يمينية تعمل من داخل البرلمان القومي لخنق النشاط الإسلامي

د. فؤاد سنج الرئيس المنتخب الجديد للهيئة الإسلامية في النمسا («الشرق الأوسط»)
TT

منذ عام 1912 اعترفت دولة النمسا بالدين الإسلامي ديانة رسمية في البلاد، وأن للمسلمين بالمدارس النمساوية الحكومية الحق في حصص دينية. ومن جانبهما في تقليد مميز، يحرص رئيس الجمهورية وعمدة العاصمة فيينا على الاحتفال برمضان ودعوة قادة العمل الإسلامي، حيث يرفع الأذان وتقام صلاة المغرب في مقري إقامتهما الرسميين بجانب دعوات استقبال للتهنئة بالأعياد.

لكن، ورغم هذا التعامل الرسمي، فإن إحصاءات حديثة وموثقة تؤكد أن نسب تفوق 50% من النمساويين تخشى وتتحسب من عمل إرهابي «إسلامي»، وأن نسبة 71% ضد أن تشيع في البلاد مظاهر إسلامية. هذا بالإضافة لمعارضة يمينية تعمل من داخل البرلمان القومي للتضييق على النشاط الإسلامي وخنقه، ومعلوم أن حزب «الطريق للحرية» اليميني المتطرف كسب موقعه كثالث أكبر الأحزاب السياسية (وأقواها اليوم) باستغلال ظاهرة «الإسلاموفوبيا» أو «الخوف من الإسلام والمسلمين»، محذرا من خطورة زيادة نسلهم بالمقارنة مع قلة المواليد عند الأسر النمساوية التي يتهددها خطر الشيخوخة، وفي النمسا 8 ملايين نسمة واقتصاد من أقوى الاقتصادات بين دول منظومة الاتحاد الأوروبي.

«الشرق الأوسط» طرحت على الدكتور فؤاد سنج الرئيس المنتخب الجديد للهيئة الإسلامية في النمسا بعض الأسئلة حول برنامج عمله للفترة المقبلة وطموحاته كقيادة رسمية لتحسين أوضاع المسلمين بالنمسا.

9 ما أولوياتكم لتحقيق برنامجكم الانتخابي؟ وما أكبر التحديات التي تواجه الجالية الإسلامية بالنمسا في الوقت الحالي؟

= أكبر التحديات التي تواجه الجالية الإسلامية بالنمسا:

أولا: نحن بحاجة لتعديل قانون الإسلام؛ إذ إن هذا القانون يعود لعام 1912 ولم يعد يناسب احتياجات المسلمين في عصرنا هذا.

ثانيا: نحن بحاجة ماسة إلى كلية جامعية لإعداد الأئمة في النمسا.

ثالثا: نحن بحاجة إلى بناء مجمع (مركز) يستطيع استيعاب المنشآت التي تحتاجها الجالية الإسلامية.

9 من خلال برنامج إحصائي جديد تكشف أن 71% من النمساويين مع إصدار قانون يمنع النقاب بالنمسا.. ما تعليقكم؟

- النمسا دولة اعترفت بالإسلام كدين رسمي منذ عام 1912، لذلك لن تؤثر الإحصاءات واستقصاءات الآراء على وجود الإسلام هنا.

9 كم عدد المسلمين في النمسا وما نسب توزيعهم الجغرافي والعرقي؟

- يعيش في النمسا نحو 500.000 مسلم منهم تقريبا 250.000 مسلم من أصل تركي، و100.000 من أصل بوسنوي، والباقي من أصول ألبانية وعربية وباكستانية ودول أخرى، والغالبية العظمى من المسلمين تعيش في العاصمة النمساوية فيينا وفي ولاية النمسا العليا.

9 رغم العداء المستحكم الذي يواجهه المسلمون في النمسا من قبل الأحزاب اليمينية المتطرفة حتى داخل البرلمان، فإن زعيما يمينيا مثل هاينز كريستيان اشتراخه يسعى لخلق علاقات مع دول مسلمة، ويحاول الظهور بمظهر السياسي المهتم.. ما تعليقكم؟

- إن حزب السيد اشتراخه لم يعد حزبا صغيرا كما كان سابقا، لذلك، فإن سياسة الحزب أصبحت أكثر واقعية مع زيادة المراعاة للتعددية العرقية.

9 يصدر بعض علماء المسلمين دعاوى وفتاوى تضر كثيرا بقضايا المسلمين في بلاد المهجر، ومن ذلك الادعاء بأن الرياضة تضر بالنساء كما قال أحد الأطباء، هل لنا أن نعرف رد فعلكم؟

- ما قاله هذا الطبيب ليس بفتوى؛ بل هو رأيه الشخصي كطبيب.

9 هل أنتم مع الدعوة لبناء مزيد من المساجد بالنمسا؟ وكم عدد المساجد الحالية؟

- عند توفر الإمكانات المادية الكافية سنبحث في هذا الشأن مع الجهات الرسمية المختصة وسنقوم ببناء المساجد التي نحتاجها.

9 ماذا قدمت المساجد خلال رمضان من برامج بجانب فتح أبوابها للصلاة؟

- تقدم جميع المساجد في النمسا برنامجا رمضانيا خاصا: دورات للقرآن الكريم، وبرامج خاصة للأطفال والسيدات، وإفطارا يوميا.

9 ناديتم بأن تكون اللغة الألمانية لغة مشتركة تجمع مسلمي الشتات في النمسا كما تزيد من فرص اندماجهم.. ما إمكاناتكم لتنفيذ هذه الفكرة؟

- وجهنا نداء إلى المسلمين في النمسا للإقبال على تعلم اللغة الألمانية ومتابعتها، وطالبنا الجهات المختصة بتوفير الدورات اللغوية المناسبة، خاصة للجيل الأول، كما تقدم الكثير من المراكز التابعة لنا دورات لغوية خاصة لربات المنازل، وليس لنا أن ننسى أن أبناء المسلمين من الجيل الثاني والثالث يتعلمون اللغة ابتداء من روضة الأطفال ومن ثم المدارس ولا توجد مشكلة لغوية حقيقية لهذه الأجيال.

9 وماذا بعد المقبرة الإسلامية من خدمات؟ وفي هذا السياق، هل الدفن متاح لكل مسلم؟ أم لا بد من اشتراكات وتسديد قيمة؟

- الدفن في المقبرة الإسلامية في فيينا وفي المدن الأخرى متاح لجميع المسلمين. وهناك بالطبع رسوم تحدد من قبل الإدارة المحلية في مختلف المدن مقابل الاستفادة من الدفن في هذه المقابر أو في المقابر الأخرى.

9 هل لديكم إمكانات توفير حماية ودعم للمرأة المسلمة التي تتعرض أحيانا لمخاطر داخل منزلها ومع ذويها؟

- يقتصر دور الهيئة الدينية الرسمية الإسلامية في الوقت الحاضر على الوساطة في حل الخلافات الأسرية وتقديم النصح. وقد جعلت الهيئة تأسيس دار لرعاية شؤون الزوجات المتعرضات للعنف الأسري من أولويات الخطة المستقبلية، والمشكلة تكمن في توفير التمويل المالي وتمويل استمرارية العمل في دار الرعاية هذه.