د. سليمان شمس الدين لـ «الشرق الأوسط»: 40% من الإيرادات تصل إلينا في رمضان

مدير عام الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية: نقسم العالم إلى 10 مناطق ولدينا 6 برامج شاملة

د. سليمان شمس الدين مدير عام الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية
TT

تعمل الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، في ميدان الإغاثة والتنمية منذ 27 عاما. وقد جاءت استجابة أميرية لدعوة 160 عالما وداعية من البلاد الإسلامية التقوا في الكويت. حيث صدر مرسوم أميري بهذا الخصوص عام 1985. وتعمل الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، في شتى مناحي العمل الخيري في كثير من دول العالم. وهي كمنظمة دولية تعتمد المنهج الإسلامي الوسطي، يحق لها فتح فروع في مختلف أنحاء العالم، ولديها الآن نشاطات في 136 دولة. حول مسيرة الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، كان لـ«الشرق الأوسط»، هذا الحوار مع مديرها العام الدكتور سليمان محمد شمس الدين، الذي زار تونس مؤخرا للمشاركة في منتدى العمل الخيري التونسي الكويتي.

* لو تحدثنا عن نشاط الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، ماذا نقول؟

- تقسم الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية العالم إلى عشر مناطق، أما البرامج فهي ستة أنواع، وهو تقسيم ومنظومة تساعد على تحديد الأولويات.. الدولة الأولى هي دولة المقر، إذ إن نسبة عالية من موارد الهيئة تأتي من المقر، وهناك نسبة كبيرة من المتبرعين يفضلون دعم بعض البرامج داخل دولة الكويت، ونحن ملتزمون بتلبية طلبهم وشرطهم. والمنطقة الثانية هي منطقة مجلس التعاون الخليجي، باعتبار أن هناك من دول مجلس التعاون من تحتاج لبرامج إنتاجية تنموية، على سبيل المثال دولة البحرين، وهناك دول لديها جمعيات ونحن ننسق معها، مثل المملكة العربية السعودية، ودولة قطر. وهناك دول لنا تنسيق وجسور تعاون معها، مثل سلطنة عمان.. والمنطقة الثالثة هي مجموعة الدول العربية، وهي تتباين في حاجاتها، مثل السودان ومصر، وهذه الدول لها حاجاتها وطبيعتها. ثم دول المغرب العربي، تونس وليبيا والجزائر، والمغرب وموريتانيا. واليمن كذلك وبقية الدول العربية الأخرى، مثل سوريا ولبنان ودولة فلسطين. والمنطقة الرابعة هي منطقة شبه القارة الهندية، باكستان، وبنغلاديش، وسريلانكا، وبيتان، وهي متقاربة في عاداتها وتقاليدها وحاجاتها. ثم منطقة جنوب شرقي آسيا، وتضم الصين وإندونيسيا، وغيرها. ثم منطقة آسيا الوسطى، ومنطقة أوروبا الشرقية، ثم منطقة أوروبا الغربية، ثم شرق وغرب أفريقيا، ثم أميركا الشمالية وأخيرا أميركا الوسطى والجنوبية. هذه هي المناطق العشر التي نعمل بها جغرافيا.

* ما البرامج؟ ولماذا تم تقسيمها إلى 6 أنواع؟

- نقسم برامجنا إلى 6 أنواع، أولها التعليم، فدول العالم الثالث عموما، والعالم الإسلامي خصوصا، تعاني من بعض الإشكاليات في التعليم، ومن بينها ارتفاع نسبة الأمية، وهذا مرتبط بالفقر. وهناك الجانب الصحي، انطلاقا من الخدمة الصحية الأساسية، إلى غيرها من الفروع والتخصصات. والميدان الثالث هو الجوانب الاجتماعية، وهو عنوان واسع يضم حفر الآبار، وبناء المدارس والمساجد، وكفالة الأيتام، وإفطار الصائمين، وتوفير الأضاحي، ودعم المؤسسات الاجتماعية. والنوع الرابع يعنى بالثقافة ويشمل تثبيت الهوية، والدعوة، فالجمهوريات الإسلامية (القوقاز مثلا) تحتاج لمراكز ثقافية، والدول الفقيرة تحتاج لرفع المستوى الثقافي الشرعي. والمحور الخامس، وهو مهم جدا، يتمثل في المشاريع الإنتاجية، والقروض الميسرة؛ إذ يأتي شخص أو جمعية لديها مجموعة أبقار أو مجموعة مناحل أو أي مشاريع إنتاجية، نحن نساعدها على تقديم قرض ميسر من دون فوائد بمعايير دقيقة. والنوع السادس، هو معالجة آثار الحروب والجفاف والكوارث، وهو برنامج طارئ، حيث نشارك ببرامج إغاثية. وهذه هي الأنواع الستة من البرامج التي نقوم بها في المناطق العشر آنفة الذكر.

* هل تتكرمون بذكر أرقام عن حجم العمل الخيري الذي تقوم به الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية في مختلف أنحاء العالم؟

- ما تم صرفه يقارب المليار دولار خلال هذه الفترة على برامجنا في هذه الدول (136) ولدينا مكاتب وعددها 18 مكتبا في كل من السودان، وفي الأردن، وفي البحرين، وفي بنين، وفي أوغندا، وفي النيجر، وفي بنغلاديش، وفي باكستان، وفي أذربيجان، وغيرها من المكاتب التي ننفذ برامجنا من خلالها.

* بعض الأعمال الخيرية توصف أحيانا بالارتجال، ما تقييمكم للعمل الخيري عموما، وعمل الهيئة الخيرية خصوصا؟

- القدرة على عدم الارتجال قضية نسبية، ونجد أن المؤسسات الغربية قطعت شوطا في هذا الجانب، حيث أصّلت وحددت وبرمجت الخطوات من الألف إلى الياء لأي برنامج تعتزم القيام به. ونحن والحمد في الكويت مؤسساتنا الخيرية لها تجربة عريقة تمتد لأكثر من 30 سنة. هناك عمل إغاثي سريع؛ كالفياضات، وهناك الزلازل، لذلك هناك إغاثة عاجلة كما حصل في فيضانات باكستان. وهناك إغاثة آجلة؛ ففي الصومال هناك إغاثة عميقة تتمثل في حفر الآبار العميقة لتوفير الماء الصالح للشراب بصفة دائمة.

* تحدثتم عن الهيئات الغربية، وهي تأخذ أموالا طائلة من صناديق الأمم المتحدة، لماذا لا تعمل الهيئات العربية على نفس المنوال؟

- هناك من الجمعيات من يدخل في شراكات ينفذها لصالح الأمم المتحدة. وهناك مؤسسات ليست لديها خبرة لم تجر هذه الاتصالات.. نحن على سبيل المثال لدينا شراكة مع منظمة الصحة العالمية، ومع منظمة شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة وغيرها.

* كيف ترون آفاق العمل الإغاثي في تونس، لا سيما أن الهيئات الموجودة مستعدة لتكون مكاتب للجمعيات الخيرية في العالم من دون تكلفة رواتب الموظفين وإيجار المقرات وغيرها من الأمور الإدارية.

- فتح مكتب لأي جمعية له مبررات وحاجات وأسباب. عندما نفتح مكتبا يكون على عين المكان لمعرفة حجم البرامج التي ستنفذ وقيمتها. كما أن المكتب يعد برامج، ومع ذلك لدينا قاعدة وهي العمل من خلال الآخرين، ونبشركم بفتح مكتب للهيئة في تونس.

* نحن الآن على أبواب رمضان، ما دور هذا الشهر الفضيل في تنمية أعمال الخير في أوساط الأمة؟

- الصدقات والزكاة تدفع في رمضان، وبالنسبة لنا هناك 40 في المائة من إيرادات الجمعية تصلنا في رمضان. من طبيعة المسلمين ربطهم الزكاة بشهر رمضان. ونحن لدينا برامج مكثفة خلال شهر رمضان لتسويق المشاريع.. في رمضان نجد قمة النشاط الخيري.