محكمة باكستانية تؤجل جلسة في قضية التجديف بسبب إضراب المحامين

مسلمون ألمان يرفضون اتهامهم بعدم التحرك لوقف ظاهرة معاداة السامية

TT

أجلت محكمة باكستانية أمس (الاثنين) جلسة استماع بشأن طلب للإفراج بكفالة عن الفتاة المسيحية المتهمة بالتجديف، وذلك بسبب غياب محامي الفتاة المشارك في إضراب للمحامين الباكستانيين.

كان قد جرى إلقاء القبض على الفتاة في حي فقير بالعاصمة الباكستانية إسلام آباد بعدما أبلغ بعض سكان المنطقة، وعلى رأسهم إمام مسجد، الشرطة بأن الفتاة قامت بحرق صفحات من القرآن الكريم في 16 أغسطس (آب).

وقال طاهر نفيد شودري محامي الفتاة لوكالة الأنباء الألمانية إن المحكمة أجلت جلسة الاستماع حتى 7 سبتمبر (أيلول) الحالي بعدما قاطع المحامون المحاكم إعرابا عن تضامنهم مع المحامين الذين دمرت مكاتبهم في إقليم البنجاب الباكستاني.

وأضاف شودري «تم تأجيل النظر في طلب الإفراج عن الفتاة بكفالة وسوف تعقد جلسة الاستماع المقبلة في السابع من سبتمبر الحالي».

وأعرب شودري عن أمله في أن تقضي المحكمة بالإفراج عن الفتاة بكفالة.

وكانت محكمة في العاصمة إسلام آباد قد حددت أمس لعقد جلسة استماع القضية التي أخذت منعطفا خطيرا أول من أمس (الأحد) بعدما ألقت الشرطة القبض على إمام المسجد الذي كان قد اتهم الفتاة بالتجديف، ويدعى خالد جادون، وذلك على خلفية الاشتباه في قيامه بتلفيق أدلة لتوريط الفتاة التي تردد أنها تعاني مرضا عقليا «متلازمة داون».

ويواجه الإمام تهمة التجديف بعدما قال شاهد إن جادون وضع صفحات من القرآن الكريم في حقيبة تحتوي على رماد كانت تحملها الفتاة.

تضاربت التقارير بشأن عمر الفتاة والصحة العقلية لها، حيث تقول أسرتها إن عمرها 11 عاما في حين تصر الشرطة على أنها تبلغ من العمر 16 عاما.

وقد خلصت لجنة من الأطباء الأسبوع الماضي إلى أن الفتاة عمرها أقل من 14 عاما وتعاني من صعوبات في التعلم مقارنة بأقرانها.

وقال محللون إنه يمكن الإفراج عن الفتاة على خلفية الأدلة الجديدة ضد متهمها.

ومن جهة أخرى، رفض علي كزلكايا رئيس مجلس التنسيق الإسلامي في ألمانيا الانتقادات التي ذكرت أن المسلمين لا يتصدون بما يكفي لمعاداة السامية في صفوفهم.

وفي مقابلة نشرتها صحيفة «برلينر تسايتونغ» الألمانية، قال كزلكايا إن «المسلمين لا يحتاجون إلى دروس معاداة السامية لأنها لا تتماشى مع الإسلام».

ولا يمثل المجلس الإسلامي في ألمانيا كل المسلمين المقيمين في هذا البلد (أربعة ملايين)، لكنه يدير أربع جمعيات كبرى.

وكان كزلكايا يرد ديتر غرومان رئيس المجلس المركزي ليهود ألمانيا على انتقادات نشرتها الصحيفة نفسها ودعا فيها القادة المسلمين إلى عدم الاكتفاء بأقوال، بل تحويلها إلى أفعال بعد اعتداء أربعة شبان من أصول عربية، على الأرجح، على حاخام في برلين.

وأضاف كزلكايا أنه إذا تم التطرق إلى معاداة السامية ينبغي عندها التحدث أيضا عن معاداة الإسلام. وأعرب عن استعداده للتحدث عن هاتين المسألتين مع الجالية اليهودية.