موقع عالمي لمفتي مصر للتعريف بالإسلام ونبيه بعد الفيلم والرسوم المسيئة

أُطلق إلى أوروبا وأميركا باللغة الإنجليزية تزامنا مع دليل إرشادي وحملة دولية تعريفية بالرسول

د. علي جمعة مفتي مصر («الشرق الأوسط»)
TT

أطلقت دار الإفتاء المصرية موقعا عالميا للدكتور علي جمعة، مفتي مصر، باللغة الإنجليزية في أوروبا وأميركا، في إطار حملتها للتعريف بالإسلام ونبيه محمد (صلى الله عليه وسلم) بعد الفيلم والرسوم المسيئة للرسول (صلى الله عليه وسلم) في فرنسا والدنمارك. وقال الدكتور إبراهيم نجم، المستشار الإعلامي لدار الإفتاء، المشرف على الموقع، إن «الموقع مهمته التعامل مع القضايا التي يكثر حولها الجدل، لما لها من تأثير على الصورة العامة للإسلام».

يأتي هذا ضمن سلسلة من الجهود لدار الإفتاء على شبكة التواصل الاجتماعي على الإنترنت من خلال موقعي «فيس بوك» و«تويتر»، من أجل مزيد من التواصل مع جمهور المتعاملين مع الدار في العالم العربي والغربي، وللتعريف بالإسلام وعلمائه الوسطيين، للناطقين باللغة الإنجليزية، بعرض نتاج المفتي العلمي والفكري.

وجاءت فكرة الموقع تلبية لرغبة كثير من الناطقين باللغة الإنجليزية الذين لم يتسن لهم الاطلاع على نتاج مفتي مصر، الذي سمعوا عنه كثيرا من خلال الحضور الكثيف له في تلك المجتمعات من خلال المؤتمرات، خاصة بعد نشر المقالات التي يكتبها في الصحف العالمية.

وأوضح الدكتور إبراهيم نجم أن «الموقع يحاول ملء هذا الفراغ عن طريق إلقاء الضوء على حياة المفتي وأعماله، لا سيما مواقفه بخصوص بعض القضايا الملحة التي تشغل المسلمين وغير المسلمين في الوقت الراهن، فضلا عن الكثير من القضايا التي تهم مسلمي الغرب». وأشار الدكتور نجم إلى أن «المتصفح للموقع يستطيع من خلاله التعرف على المحطات الرئيسة في حياة المفتي، نشأته وتعليمه، وأبرز من درّسوا له وأثروا فيه، وحياته المهنية في خدمة الأمة الإسلامية، كما سيجد حصرا كاملا لنتاجه العلمي والفكري»، مضيفا أن «الموقع منتج بأحدث التقنيات الحديثة التي تساعد على توصيل الرسالة المرجوة منه، كما أنه يعرض مجموعة مختارة من التراجم، التي تم اختيارها بعناية تلبية للحاجة المتزايدة لمسلمي أوروبا وأميركا، والتي يربو عددها على ثلاثين مليون نسمة لمثل هذا الفكر الوسطي المستنير.

وقال الدكتور نجم إن «علماء المسلمين مطالبون بالتفاعل الإيجابي مع هذه المُستجدات والمُنجزات العصرية التي يمكن تسخيرها والإفادة منها في مهمة الشهود الحضاري، ويأتي من أبرز وأهم هذه الوسائل الإنترنت الذي يُمكن مستخدميها من الإفادة من عشرات الخدمات المختلفة، والتخاطب مع المستخدمين الآخرين، فهو نافذة على العالم بشعوبه وثقافاته وعلومه المختلفة، ووسيلة اتصال مهمة خاصة مع الأجيال الشابة»، لافتا إلى أن الهدف الأساسي من الموقع هو أن يسمع بعضنا بعضا، وأن نشيع جوا من التعارف والتفاهم والبناء المشترك وشيوع ثقافة السلام وتبادل الآراء في ود وحب وسلام.

من جانبه، أكد الدكتور علي جمعة، مفتي مصر، أن «دار الإفتاء المصرية حددت من خلال دراسة عميقة لشبكات التواصل الاجتماعي عددا من الأهداف الواضحة لاستكمال دور الدار الحيوي بين جموع المجتمعات الإسلامية، خصوصا الشباب، وستقوم من خلال تلك المواقع بفتح قناة جديدة للحوار والتوعية، بشكل أكثر فاعلية».

ويوجد موقع حديث للدار على الإنترنت دوره أن يكون حلقة اتصال بينها وبين العالم بلغاته المختلفة، وقال الدكتور نجم لـ«الشرق الأوسط» إن «موقع الدار يصدر بـ9 لغات، وإن دار الإفتاء رأت تدشين هذا الموقع لمزيد من التواصل مع شباب مصر والعالم العربي من اتصال يجمع الطرفين».

من ناحية أخرى، قامت دار الإفتاء المصرية بحملة دولية كبيرة باللغة الإنجليزية للتعريف بالنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) في أوروبا وأميركا استهدفت في الأساس غير المسلمين. وأكد الدكتور إبراهيم نجم أنه «برصد الأخبار والتقارير الصحافية التي نشرت في أوروبا وأميركا عقب إذاعة الفيلم ونشر الصور المسيئة للرسول (صلى الله عليه وسلم)، لوحظ أن هناك تصاعدا مطردا في حملات التشويه للإسلام وللنبي (صلى الله عليه وسلم)»، مضيفا أن وسائل الإعلام خاصة في أوروبا وأميركا كرست مجهوداتها في تشويه الإسلام ونبيه، ورسخت في أذهان ملايين القراء والمتابعين أن المسلمين يحبون الفوضى ولا يحترمون حرية التعبير، مما زاد في الصور النمطية المشوهة بشكل كبير في الآونة الأخيرة. وأوضح مستشار المفتي أنه على ضوء هذه التقارير المؤسفة، فإن دار الإفتاء قامت بحملة تعريفية عن النبي (صلى الله عليه وسلم) باللغة الإنجليزية لعرض المواد نظرا لأنها تعتبر اللغة العالمية الأولى في العالم.

وقال مستشار مفتي مصر إن «الحملة شملت كتابة مقالات رأي في الصحف والمجلات العالمية ذات المصداقية العالية والانتشار الواسع لمفتي مصر، وتوزيع كتيب إلكتروني ومطبوع بعنوان (رحمة للعالمين) للتعريف بالنبي (صلى الله عليه وسلم)، ويشمل عدة عناوين رئيسية، هي: من هو النبي مُحمد؟ ما سبب هذا التوقير العظيم لشخص النبي (صلى الله عليه وسلم) من جانب المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها؟ النبي (صلى الله عليه وسلم) منبع حب فياض، كامل الخُلق، بجانب رحمته مع الأعداء، والرحمة بأهل بيته، فهو رحمة للعالمين».

وأضاف الدكتور نجم أنه تم كذلك نشر ترجمة لمختارات من التعاليم النبوية بالإضافة لـ«خطبة الوداع» التي تمثل أول إعلان عالمي لحقوق الإنسان، وتوصية رسول (صلى الله عليه وسلم) لأمته، لخص لهم فيها أحكام دينهم ومقاصده الأساسية، وأرسى فيها مبادئ الرحمة والإنسانية، ودعائم السلم والسلام من حرمة سفك الدماء ونهب الأموال، وأقام أواصر المحبة والأخوة بين الناس، وشدد فيها على حقوق المرأة وأوصى بها، وأوصى فيها بالقضاء على كل أنواع التمييز.

في السياق ذاته، أعدت دار الإفتاء دليلا إرشاديا عالميا باللغة الإنجليزية للصحافيين والمراسلين الأجانب المهتمين بتغطية الأخبار الخاصة بالعالم الإسلامي وقضاياه، وذلك في مبادرة أيضا للتعريف بالإسلام وبنبيه في الغرب. وأوضح الدكتور إبراهيم نجم، أن «الدليل يهدف إلى تصحيح الصور النمطية المشوهة والقضاء على التعميمات غير المنصفة عن الإسلام والمسلمين التي تصوغها الدوائر الغربية السياسية والثقافية والإعلامية، وخطوة لإدارة حوار هادئ ومتواصل مع الإعلام الغربي على اختلاف مشاربه». وأضاف مستشار المفتي أن الدليل يساعد الصحافيين الغربيين على الإلمام بالحقائق الأساسية عن الإسلام وحصر مشكلات التواصل الثقافي مع الغرب، وإمدادهم ببعض التعريفات الخاصة بالمفاهيم والمصطلحات الإسلامية التي تواجههم أثناء تغطيتهم للأخبار، وتوضيح مبسط لإشكاليات العلاقة بين الإسلام والغرب مثل حرية التعبير والفصل بين الدين والدولة، وحرمة المقدسات الدينية ونظرة الإسلام للمرأة، والفرق بين المبادئ الإسلامية والعادات الثقافية، واحترام التنوع الثقافي الذي يحتضنه الإسلام.