المؤتمر العام للإيسيسكو يصادق على قرارات لتطوير مجالات التربية والعلوم والثقافة والاتصال في دول العالم الإسلامي

في ختام أعمال دورته الحادية عشرة في الرياض وتحت رعاية خادم الحرمين الشريفين

د. عبد العزيز بن عثمان التويجري المدير العام للإيسيسكو (يسار) أثناء منحه جائزة التميز الذهبية في المؤتمر العام للمنظمة بالرياض («الشرق الأوسط»)
TT

اختتم المؤتمر العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) أعمال دورته الحادية عشرة أول من أمس في الرياض، التي عقدت تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، بالمصادقة على مجموعة من القرارات، حيث اعتمد المؤتمر تقرير المجلس التنفيذي عن أعمال المجلس بين الدورتين العاشرة والحادية عشرة للمؤتمر العام، وتقرير المدير العام عن أنشطة المنظمة للسنوات 2009 - 2011، وتقرير المدير العام حول البرامج والأنشطة لفائدة القدس الشريف وفلسطين. واعتمد المؤتمر أعضاء المجلس التنفيذي. وفوض المؤتمر العام المدير العام بالتشاور مع الدول الأعضاء لتحديد مكان عقد الدورة الثانية عشرة وزمانها، وفق المادة السادسة من النظام الداخلي للمؤتمر العام. كما تم عرض علم الإيسيسكو بالشعار الجديد، وتسليم جائزة التميز والحضارة للدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري المدير العام للإيسيسكو.

وقال الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري المدير العام للإيسيسكو في اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط» من لندن: «إن المؤتمر العام وهو الجهاز الدستوري الأعلى للمنظمة اعتمد خطة العمل الثلاثية 2013 - 2015 وموازنتها. كما اعتمد بعض التعديلات على ميثاق المنظمة وأنظمتها الداخلية. واعتمد أيضا تغيير شعار المنظمة، والتقارير المالية التي قدمها المدير العام عن الفترة بين دورتي المؤتمر العام العاشرة والحادية عشرة، وتقرير شركة تدقيق الحسابات ولجنة المراقبة المالية».

وأضاف الدكتور التويجري: «إن المؤتمر العام أصدر قرارا بتكريم المدير العام، والإشادة بجهوده في تطوير المنظمة والارتقاء بها إلى مصاف المنظمات الإقليمية والدولية الناجحة، ومنحه وسام الإيسيسكو الذهبي، تقديرا لجهوده في تطوير أداء المنظمة»، مشيرا إلى البيان الذي أصدره المؤتمر العام، منددا فيه بالاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على المؤسسات التربوية والثقافية والعلمية في الأراضي الفلسطينية، وعمليات التهويد في القدس الشريف، وعموم الأراضي الفلسطينية.

وقال الدكتور التويجري «إن المؤتمر العام هنأ السلطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني بقبول فلسطين عضوا مراقبا في منظمة الأمم المتحدة». ودعا المدير العام للإيسيسكو الفلسطينيين إلى أن يستغلوا أجواء نجاحهم في إنجاز فبول دولتهم في المنظومة الدولية كعضو مراقب، إلى العمل لإنجاح مبادرات المصالحة لمواجهة التحديات الإسرائيلية بقلب رجل واحد.

وأوضح الدكتور التويجري أن المؤتمر العام فوض المدير العام بإجراء الاتصالات والمشاورات مع الدول الأعضاء لتحديد مكان انعقاد الدورة المقبلة وزمانها، والتأكيد على انتظام انعقاد الدورة كل ثلاث سنوات، كما ينص على ذلك ميثاق المنظمة.

وكان المؤتمر العام في جلسته الختامية قد صادق على مشروع تقرير لجنة البرامج المنبثقة عن الدورة الحادية عشرة للمؤتمر العام للإيسيسكو.، وأشاد هذا التقرير بخطة العمل 2013 - 2015 وبمضامينها التي تلبي الكثير من احتياجات الدول الأعضاء وتواكب المتغيرات الدولية والإقليمية في مجالات تخصص المنظمة، وتعزيز إشراك جهات الاختصاص في إعدادها وتحديد أولوياتها. ودعا إلى مواصلة تنفيذ المشاريع الكبرى بدلا من الأنشطة الصغيرة قليلة الأثر الميداني.

كما أوصى تقرير لجنة البرامج بتوسيع قاعدة مرجعيات خطة العمل الثلاثية 2013 - 2015 لتشمل كذلك «إطار العمل الخاص بالتعليم المهني التقني» الذي اعتمده المؤتمر العالمي حول الموضوع (شنغهاي 2012)، ومبادرة الأمين العام للأمم المتحدة «التربية أولا». وأكد ضرورة القيام بدراسات استشرافية لتحديد متطلبات تحقيق التربية والتعليم للجميع لما بعد عام 2015، وتخصيص الأنشطة اللازمة لحماية التراث المغمور بالمياه في إطار عمل لجنة التراث الإسلامي، كما دعا إلى تعزيز دور المجتمع المدني والمؤسسات غير الحكومية لدعم جهود المؤسسات الحكومية في تحقيق التنمية.

وأكد ضرورة إيلاء مزيد من الاهتمام للبرامج الموجهة لمعالجة قضايا الشباب والاستفادة في ذلك من شبكات التواصل الاجتماعي لإشاعة ثقافة المعرفة لديهم، والاهتمام للبرامج الموجهة لذوي الاحتياجات الخاصة من أجل تيسير إدماجهم في التنمية الاجتماعية والاقتصادية. وشدد على أهمية التركيز على البرامج الهادفة إلى تقديم المعلومات الصحيحة عن الإسلام والمسلمين، وخاصة من خلال إنتاج الوسائط السمعية البصرية التي توثق للمظاهر الحقيقية للحياة الاجتماعية والثقافية للمسلمين، ودعا إلى بلورة رؤية جديدة للرد على حملات تشويه صورة الإسلام والمسلمين ومعالجة الصور النمطية، وعدم الاقتصار على المقاربة التقليدية لمفهوم التصدي لظاهرة الإسلاموفوبيا، الموجهة فقط تجاه الآخر، وتبني مقاربة جديدة تشمل كذلك البعد الذاتي في إنتاج هذه الظاهرة.

وطالب التقرير بتخصيص مزيد من الاهتمام لقضايا التقريب بين المذاهب الإسلامية لتعزيز ثقافة التسامح واحترام التنوع المذهبي في العالم الإسلامي. وحث على الاستفادة من القطاع الخاص في دعم الموارد المالية للإيسيسكو والرفع من مداخيلها. واعتمد مشروع خطة العمل والموازنة للأعوام 2013 - 2015، وتقرير المدير العام للسنوات 2007 - 2009 والتقرير المرحلي للسنوات 2010 - 2012 حول تقييم عمل المنظمة.

كما صادق المؤتمر على مشروع تقرير لجنة الشؤون الإدارية والمالية والقانونية المنبثقة عن الدورة الحادية عشرة للمؤتمر العام للإيسيسكو. وقد اعتمدت اللجنة المذكورة التقرير المالي للمدير العام وحسابات الإقفال وتقرير شركة تدقيق الحسابات وتقرير لجنة المراقبة المالية للسنوات 2009 - 2011، وتقرير المدير العام عن مساهمات الدول الأعضاء في موازنة المنظمة، ومعالجة الوضع المالي للمنظمة للسنوات 2009 - 2011.

كما اعتمدت اللجنة مطابقة ميثاق الإيسيسكو وأنظمتها الداخلية مع اسم منظمة التعاون الإسلامي، وإدخال تعديلات طفيفة على نظام الموظفين والأنظمة الداخلية للمنظمة، ووضعية المكاتب الإقليمية للإيسيسكو، وتغيير شعار الإيسيسكو.

يذكر أن الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري المدير العام للإيسيسكو والدكتور خالد بن محمد العنقري وزير التعليم العالي في المملكة العربية السعودية، رئيس المؤتمر الحادي عشر للإيسيسكو ألقى كل منهما كلمة في ختام أعمال المؤتمر.