مفاهيم النقد العربي القديم والخطاب النقدي الجديد

ثلاثون ناقدا وباحثا يناقشون في جدة قضايا النقد لوضع أسس الهوية العربية

TT

على مدى ثلاثة أيام، نظم النادي الأدبي الثقافي بجدة أخيراً، الملتقى الثاني لقراءة النص الذي شارك فيه قرابة ثلاثين ناقداً وناقدة وأديباً وأديبة سعوديين وعرباً مقيمين في السعودية، طرحوا وناقشوا في اثنتي عشرة جلسة منها تسع جلسات بحثية مجموعة كبيرة من الأوراق، التي تتضمن عددا من الموضوعات النقدية.

وبحث الجميع النقد الأدبي العربي في مختلف مراحل التاريخ الأدبي العربي بالاستناد في بعض الأحيان إلى النقد الأدبي الأوروبي، وانتهوا إلى توصيات تغني نشاطات الملتقى في دوراته المقبلة التي اتفق على أن تعقد سنوياً. ومن أبرز هذه التوصيات إقامة فعاليات ثقافية على هامش ملتقى النص حول التشكيل والمسرح والحكاية، ودعم الأصوات النقدية الشابة.

وتحدث في افتتاح الملتقى رئيس النادي عبد الفتاح أبو مدين، عن أهمية عقد الملتقى والمؤمل مما سيطرح من أوراق ثقافية في جلساته، وتحدث الدكتور محمد عبده يماني، مؤكدا على القيمة الفكرية لمثل هذا الملتقى، ثم ألقى إبراهيم الوزان كلمة الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وبعده تحدث الدكتور عبد الله الغذامي باسم المشاركين في الملتقى، مشيراً إلى أن ما سيقدم من أوراق في المنتدى، هو محاولة للربط العلمي والمنطقي بين مفاهيم النقد الأدبي القديم والخطاب النقدي الجديد.

وفي الجلسة الأولى التي ترأسها محمد الهدلق، تحدث عبد الله عسيلان عن تجربة المرزوقي في شرحه وقراءاته لأشعار حماسة أبي تمام، وناصر الرشيد عن مقصدية النص الشعري عند الباقلاني، والدكتور محمد مريسي الحارثي عن مصطلح الديباجة وجمالياتها، ثم الدكتور صالح سعيد الزهراني عن مستويات الكلام البليغ عند عبد القاهر الجرجاني. أما الجلسة الثانية، التي ترأسها عبد الرحمن اسماعيل السماعيل، فقد تناول محمد العيد الخطراوي ثلاثة نماذج تطبيقية لمحاورة النص من خلال منظومة علوم العربية، وقدم الدكتور عبد المحسن القحطاني المصطلح الاستعلائي: قراءة في مفاهيم السجال النقدي، وحمود الصميلي المعنى الشعري بين تأويل النقد وقصد الشاعر، ثم تناول محمد الدبيسي جماليات المكان في نص تراثي. وفي الجلسة الثالثة، التي ترأسها محمد العيد الخطراوي، قدمت الدكتورة نورة الشملان ورقة بعنوان (تعدد القراءات في تراثنا النقدي)، وكان موضوع ورقة السيد إبراهيم (اتجاهات غير تقليدية في قراءة القدماء للنصوص). ومن الأوراق الأخرى (شعر العرب: قراءة في البذور النقدية العربية) لأحمد جاسم الحسين. وأخرى بعنوان (قراءة القديم، مصطفى ناصف أنموذجا) لمحمد مهدي غالي. وفي الجلسة الرابعة، تحدث الدكتور عبد الله الغذامي، عن رؤيته الجديدة في النقد الثقافي. وتناول الدكتور سعيد السريحي دولة العقل ودولة الهوى. وتحدث الدكتور عالي القرشي عن الأمثال كأنموذج لتشكيل بنية حركية للنص، وقد ترأس هذه الجلسة عثمان الصيني.

وعقدت الجلسة الخامسة برئاسة ناصر الرشيد، وفيها تحدث محمد الهدلق عن تأويل ابن معقل الأزدي لشعر المتنبي، وقدم جودة كساب قراءة في التكامل والتماثل في معلقة امرئ القيس. وتحدث حسن البنا عز الدين عن أسرار البلاغة كأنموذج للوعي النصي في النقد القديم. بينما تطرق جريدي المنصوري عن الأحلام والتفكير الرمزي.

أما في الجلسة السادسة، فتناولت الدكتورة لمياء باعشن، المذهب الاسطوري في النقد العربي الحديث. وتحدث صالح معيض الغامدي عن السيرة الذاتية العربية في الدراسات النقدية الغربية. واتخذ احمد الطامي صلاح عبد الصبور نموذجاً للشاعر العربي الحديث. واتخذ بحث معجب العدواني في رحلة التناصية الى النقد العربي القديم. وترأس هذه الجلسة الدكتور بكر باقادر.

أما الجلسة السابعة، ففيها قدمت فوزية بريون ورقة بعنوان (آراء العقاد في شعر شوقي على ضوء نظرية المتلقي)، وقرأ صالح زياد الغامدي ورقة بعنوان (القراءة وسلطة الأنموذج في تراثنا النقدي). وكتب الدكتور محمد صالح الشنطي عن (أحد عشر كوكباً على آخر المشهد الأندلسي). ثم قدم الدكتور محمد ربيع ورقة عنوانها (النظرية اللغوية العربية في المرايا). وترأس هذه الجلسة فهد العرابي الحارثي.

والجلسة الثامنة، التي ترأسها أحمد الطامي تضمنت ورقة لحسن النعمي بعنوان (تآلف الاضداد، قراءة في فلسفة القديم والجديد في فكر طه حسين). وورقة للدكتور عبد الله الفيفي بعنوان (طلائع النص النقدي العربي في القرن العشرين). وورقة للدكتور سلطان سعد القحطاني بعنوان (قراءة النص النقدي عن الرواد)، ثم ورقة للدكتور محمود إسماعيل عمار بعنوان (التشبيه في نقد العقاد لشوقي بين التنظير والتطبيق).

وكانت الجلسة البحثية الأخيرة التاسعة، التي ترأسها الدكتور سعيد السريحي، قد تضمنت بحثاً لصالح الغامدي بعنوان (السيرة الذاتية في الدراسات النقدية). ودراسة للدكتورة سعاد المانع بعنوان (النساء في النص النقدي في تراثنا). وورقة لحسين المناصرة بعنوان (إشكالية النقد النسوي في متن الرواية العربية).

أما جلسة الختام، فترأسها الدكتور سعيد السريحي، وحضرها رئيس النادي عبد الفتاح ابومدين، وكان مقرراً لها محمد علي قدس أمين سر النادي، وقدمت فيها التوصيات الختامية للملتقى. وكان الدكتور عبد الله الغذامي قد اقترح الكثير من التوصيات، بعضها لم يحظ بالموافقة من المجتمعين، والبعض الآخر تمت المصادقة عليه.

=