أثر القرآن الكريم في الشعر الأندلسي

TT

صدر ببغداد كتاب (أثر القرآن الكريم في الشعر الأندلسي)، للدكتور محمد شهاب العاني. وقد اعتمد الباحث المنهج الاستقرائي الوصفي أحياناً، والمنهج التحليلي أحياناً أخرى، في دراسة اعتمد فيها على النصوص الشعرية في دواوين الشعراء، والمجاميع الشعرية التي تخص هذا العصر، محاولاً استشفاف العناصر القرآنية كالمعاني والألفاظ والصور.

جاء الكتاب ببابين وتمهيد، تناول تأثير القرآن الكريم في ثقافة الشاعر الأندلسي، والباب الأول بعنوان (في البنية الشكلية) واشتمل على ثلاثة فصول، الأول: في أثر الاقتباس القرآني في الشعر الأندلسي. والفصل الثاني: في أثر الألفاظ القرآنية في الشعر الأندلسي. والفصل الثالث: أثر الفاصلة القرآنية في الشعر الأندلسي.

أما الباب الثاني، فكان في البنية المعنوية، واشتمل على أربعة فصول، الأول: في تأثير القصص القرآني في الشعر الأندلسي. والفصل الثاني: في موضوع أثر الصورة القرآنية في هذا الشعر. والفصل الثالث: في موضوع آثار أسلوبية قرآنية في الشعر الأندلسي. والفصل الرابع: عن المعاني القرآنية التي أثرت في الشعر الأندلسي.

موضوع الكتاب يحمل الكثير من الجدة، وهو أول دراسة مستقلة عن الشعر الأندلسي وتأثره بالقرآن الكريم.

وشمل الكتاب مجموعة كبيرة من قصائد الشعر الأندلسي، التي توضح أثر القرآن الكريم فيها، وهو أثر واضح وقوي.

والكاتب هو استاذ الادب الاندلسي في قسم اللغة العربية ـ كلية الآداب ـ الجامعة المستنصرية. وفي حديث مع مؤلف الكتاب، يقول: «لقد تطلب مني تأليف هذا الكتاب قراءات كثيرة ومتمعنة في آيات الله البينات، من حيث ألفاظها ومعانيها وفواصلها وقصصها وصورها وأسلوبها، ثم الانتقال إلى تلمس هذا كله في الشعر الأندلسي، لمعرفة مدة هذا المؤثر فيه، وكيفية تفاعل الشعراء الأندلسيين معه، خاصة أن الجو الثقافي آنذاك في الأندلس، كان تحت سيطرة القرآن الكريم. وقد تطلب التأليف قراءة كل ما جاء في الدواوين والمصادر.

وقد اتبعت منهجاً استقرائياً وصفياً، وفي أحيان أخرى تحليلياً، يعتمد النصوص الشعرية في دواوين الشعراء، والمجاميع الشعرية التي تخص تلك العصور، مع بذل المحاولات لاستشفاف العناصر القرآنية، كالمعنى والصور والألفاظ، وكيفية توظيفها».

ويقول عن النتائج التي توصل إليها: «أهم النتائج أن تأثير القرآن الكريم كان كبيراً، وظهرت ملامح هذا التأثير في جوانب الشعر الأندلسي الكثيرة. وقد أوضحت التأثيرات المتعددة، مثل الألفاظ والفاصلة والقصص القرآني والصورة والأسلوب القرآني، والتأثر بالمعاني القرآنية، وأن هذا التأثر بالقرآن الكريم ظهر في وقت مبكر، واستمر في العصور اللاحقة. وأهم نتيجة هي أن هذه الدراسة استطاعت أن تحدد طبيعة الأثر القرآني في الشعر الأندلسي».

=