تساؤلات صيفية

TT

.. وأسألُْ يا هواها.. أينا اكبرْ..؟

... وأسأل .. كيف تنفتح الثواني بعد حزنك يا هواها كيف..؟

وأي حكاية في الأعين المترصدات ـ بلا غد ـ تسهر..؟

*** وأوصدت الليالي باب وحدتها الثقيلة وهي تعبر .. وهي تحفر في جبيني أنني غبت وأني قد كبرت ضنى كبرت أنا .. كبرت وحين عاد الصيف حملات تنفس الصحراء في وجهي.. وعدت .. جراحا يا جراحي ليس يزهر فيك غير الشوك نبت .. وتنكرني الشفاه السائحات من الغريب..؟

.. وتنكرني العيون الطائحات من الجراح العالقات على الصليب..؟

وتنكرني الوجوه المستعارة حيثما رحت أتنكر بي جراح أعزة لم يؤوها بيت..!؟

كأن دروب حارتنا القديمة لم يخضبها دمي مره أم القار البليد محا على عتباتها أثري..؟

كأن مساءها بالامس لم يتمرأ بالاشعار حين حببت عارمة الهوى فيها وحين وهبتُها ما تشتهي البصرة .. وكانت حلوتي الغجرية العينين .. كانت شعرها ليل فأعقد في جدائله الرخية زهرة القمر أتنكر وجهي المخضوب حتى زهرة القمر..؟

.. اذا كانت فلا حلمت صحارى الملح بالزهر ولا اشتاقت حقول القمح للمطر .. و لا كانت .. و لا كنت

*** مساء.. وهي تنتظر وكانت بابها الخضراء مشرعة وكان بمقلتيها لم يزل نظر ترى من سوف يأتي..؟

هل أنا..؟

أم زائر غيري..؟

أم القدر..؟

*** احس بأنني شبت احس بأن وجهي لم يعد وجهي وتلهث فوقه الحفر ولكني أنا.. ما زلت نفس أنا وما زالت خطاي المثخنات يحثها الأثر وتعرفني الجراح النافخات النار ويعرفني تراب الحارة المغلول تحت القار وتعرفني الرياح حملت حرقتها .. حملت تنفس الصحراء في وجهي وعدت مساء.. وهي تنتظر

*** أتعرفني..؟

.. أنا نفسي .. أنا غيري .. أنا القدر

*** أتعرفني..؟

أما كانت تعشش في كهوف دمي..؟

أما كانت تراب الحارة المعطاء فوق فمي..؟

أما كانت رياح الصيف في قلبي.. وأكثر..؟

ويكبر ملء غربتنا هوانا رغم غربتنا ويكبر وتعرفني.. وتعرفني.. وأكثر

* شاعر عراقي يقيم في بغداد، من أسرة تحرير «الشرق الأوسط» =