صدر عن دار المعارف للطباعة والنشر في سوسة بتونس، كتاب «تلطيف المزاج من شعر ابن الحجاج»، اختيار جمال الدين محمد بن محمد بن نباتة (ت 768هـ / 1366م)، شرح وتحقيق نجم عبد الله مصطفى.
وابن الحجاج (الحسين بن أحمد البغدادي، ت 391هـ / 1001م)، أشهر شعراء المجون والسخف في القرن الرابع الهجري، ذكر المؤرخون أن ديوانه كان يقع في عشرة مجلدات، وصلت إلينا عدة أجزاء منه لا تزال مخطوطة، وكان العالم العراقي علي جواد الطاهر قد حقق «درة التاج من شعر ابن الحجاج»، لهبة الدين الاصطرلابي، كجزء من رسالته العلمية (الدكتوراه) التي نوقشت في جامعة السوربون بباريس (1956) ـ ستنشر قريباً ـ وقع «تلطيف المزاج» في 726 صفحة، وقال ناشره (حسن جغام) في المقدمة: أعترف بأن ما أغراني بنشر هذا الديوان، هو ما يحمله من مضامين صريحة تتمثل في ما نسمّيه اليوم بالأدب المكشوف. وابن الحجاج يعبّر عن أدق المعاني بالصورة المحسوسة، مستعملاً ألفاظاً مشبعة مجوناً، يعطّره الشذى حيناً وتنبثق منه رائحة كريهة أحياناً، فتميز عن غيره من شعراء المجون، حتى أصبح لا نظير له جرأة وفطنة وصناعة في هذا المجال.
ونجد في الديوان هذا ألفاظاً غير مألوفة قد يتعذر فهمها، لكن المحقق نجم استطاع بصبره الأيوبي أن يذلل هذا العسر ويزيل الألفاظ عن تلك الألفاظ.