شعراء أجانب يستذكرون فلسطين

اجنس ميدوز: لم تطق عيناي ما يجري في الأراضي المحتلة

TT

استضافت قاعة الكوفة يومي 5 و6 من الشهر الحالي امسيتين شعريتين باللغة الانجليزية نظمتها جمعية «شعر من أجل فلسطين» شارك فيها شعراء عديدون يمثلون جنسيات مختلفة. وكانت هذه الجمعية قد تأسست قبل ثلاث سنوات وقدمت عروضا شعرية ادائية عديدة. تقول الشاعرة أجنس ميدوز مؤسسة الجمعية لـ «الشرق الأوسط»: عندما سئلت في غزة والضفة الغربية والاوساط الجامعية تقديم تعريف او توضيح عن الشعر الادائي، لم أجد جوابا شافيا، ولخصت الامر بالقول ان الشعر الادائي ما هو الا محاولة لنقل الشعر من الصفحة وجعله اكثر اثارة وأهمية وقربا من الجمهور وهذا النوع الآن هو الاسرع انتشارا في بريطانيا والولايات المتحدة، لانه اقرب الى اغاني الراب.

وأضافت اجنس ميدوز: بدأ الراب في غيتوات السود والمنحدرين من اصول لاتينية في اميركا كأغان تحتج على التمييز العنصري والفقر والحرمان، وخرج الى الشوارع وانتشر بسرعة بحيث اخذت حتى المؤسسات التجارية تروج له وتستفيد من ارباحه ويمكن تقفي اصول الراب الى حركة بيتنكز في الخمسينات وشعر ليفربول في الستينات. وتحدثت اجنس عن الدوافع التي حدت بها الى التفكير بانشاء جمعية شعر من اجل فلسطين فقالت: دعيت عام 1999 الى المهرجان الشعري الفلسطيني الدولي الذي اقيم في القدس والقيت بعد ذلك قصائد في انحاء كثيرة من فلسطين، وشاهدت بأم عيني اشياء روعتني فما رأيته مكنني من استيعاب الظلم الذي لحق بالفلسطينيين. لم اتوجه الى اسرائيل اذ داخلني احساس انه ثمة خطأ ما هناك، شيء ما مفتقد وذهبت عام 2000 لأعمل مدة اسبوعين في مخيم اقيم للاطفال الفلسطينيين وكانت تجربة رائعة بالنسبة لي، وحدثت الانتفاضة الثانية بعد شهر من وجودي هناك واستشهد احد الاطفال الذين كنت ادرسهم ويبلغ الثالثة عشرة من عمره. بعد اشهر ذهبت مرة اخرى، وبقيت هذه المرة في غزة، وشاهدت حوادث القتل في الشوارع، وصدى صوت الطلقات والصدامات اليومية، فانتهاك كرامات الناس يجري يوميا، وطول ساعات الانتظار امام الحواجز واجراءات التفتيش. لم تصدق عيناي ما رأيته من مشاهد الاذلال اليومي هذه ولم افهم كيف يستطيع اي انسان ان يفعل ذلك بحق انسان آخر. وعندما رجعت الى بريطانيا وتابعت اخبار الانتهاكات التي تجري في فلسطين، فكرت انه ليست هناك اي فائدة من الجلوس في البيت وعمل لا شيء، يجب عمل شيء من اجل فلسطين وهكذا واتتني فكرة تأسيس جمعية «شعر من أجل فلسطين».

* مقاطع من «الأطفال الحالمون» لأجنس ميدوز

* يحلمون بحلول الهدوء ولعبة الحجلة في ساعات الظهيرة ومشاهدة مايكل جاكسون وهو يرقص..

يحلمون بالحشائش تهس خلل سنابل التفتا عند جنبات الطرق الخالية..

وباصابع النيون الحمراء والزمردية والبيضاء ترفرف بنفاد صبر على ايدي الغسق السوداء..

يحلمون بروائح الطعام الناضج تتسلل برفق من الصحون..

وبحب الباذنجان واكتمال الزيتون الاخضر وشذا المندرين الحاد كالسكين عند الساعة الرابعة بعد الظهر..

بالخبز سارق الجوع..

وضحكات البطون المقرقرة..

يحلمون بالاصغاء الى الاشياء.. كيف تنمو..

وتتسلق ببطء من الارض المنتظرة وتدفع الدود الذي يغط في نومه تحت الارض الى التقلب على جنباته بركوب الباصات والبايسكلات بأيام الدراسة تمضي ملطخة الايدي والاقدام بالاسواق المنارات ايام الاعراس وبالعيون تزدحم عالية بالوعود