علاقة السير الشعبية العربية بالأسطورة

TT

صدر حديثا عن سلسلة مكتبة الدراسات الشعبية التي تشرف عليها هيئة قصور الثقافة كتاب «الاسطورة فجر الابداع الانساني» تأليف د. كارم محمود، قام عبر فصوله الاثني عشر برحلة حول علم الاساطير ونظرياته العديدة والعناصر الاسطورية في السير الشعبية العربية متخذا من سيرة سيف بن ذي يزن نموذجا يحمل سمات وقواسم مشتركة بين جميع السير الشعبية العربية.

وفي الباب الأول من الكتاب الذي يضم ستة فصول قدم الباحث دراسة نظرية للاسطورة احتوت معظم ما قدمه العلماء على اختلاف مشاربهم وتخصصاتهم من آراء حول الاسطورة، سواء تلك التي حاولت التصدي لتعريفها أو دراسة أصولها أو استخلاص سماتها أو الحديث عن وظائفها أو تصنيف أنواعها، ودراسة علاقتها بأشكال الثقافة الأخرى كالعلم والدين والطقوس والتاريخ والفلسفة والاحلام وغيرها، وكذلك دراسة علاقة الاسطورة بأنواع الأدب الشعبي الأخرى حيث تندرج الاساطير بذاتها تحت الأدب الشعبي باعتبارها أحد فروع علم الفلكلور.

وفي الباب الثاني الذي احتوى على ستة فصول أيضا قدم د. كارم دراسة لبعض أبرز نماذج الاساطير في العالم القديم وقام بعرض نصوص منها، كما قدم دراسة عن اساطير الخليقة في مصر القديمة وأخرى عن اساطير الطوفان في بلاد ما بين النهرين، وثالثة عن اسطورة وتراث الاناضول الذي انتجه الحيثيون الذين سكنوا تلك المنطقة في الألف الثاني قبل الميلاد، كما تتبع المؤلف اساطير الخصوبة في منطقة الشرق الأدنى القديم.

وفي الفصل الرابع من الباب الثاني أشار الباحث الى مجموعة من النصوص العبرية والتي ضمتها أسفار العهد القديم استهدف منها الباحث الرد على المزاعم الدينية التي ما زال يرددها حاخامات اسرائيل من ان كتابهم «العهد القديم وحي إلهي خالص» جاء من إله خاص لشعب خاص، ولم تمتد إليه يد التحريف، وفي الفصل الخامس سلط الباحث الضوء على أسطورة البحث عن الفروة الذهبية والتي لم تحفل بها المصنفات العربية التي تناولت الاساطير الاغريقية. وقد ناقش في الفصل السادس علاقة السير الشعبية العربية بالاسطورة من خلال عرض نموذج بارز من السير العربية وهو سيرة سيف بن ذي يزن التي اوضح الباحث انها كانت خصبة بالعديد من العناصر الاسطورية والتي اشارت الى وجود طاقات فكرية كبيرة تحملها الذهنية العربية تجلت في تلك السير الشعبية.