السيرة الذاتية «الثالثة» لشكري بالإسبانية

صاحب «وجوه»: النقد الأدبي لا يقدم أية قيمة مضافة للإبداع

TT

قال الروائي المغربي محمد شكري إن النقد الادبي عامة لا يقدم أية قيمة مضافة للابداع وغالبا ما تحكمه المزاجية والذاتية ويتبنى هجاء أو مدحا مجانيا يجانب الحقيقة والواقع في أحيان كثيرة.

واضاف الروائي شكري خلال حفل تقديم الترجمة الاسبانية لروايته «وجوه» نظمه اخيرا معهد سيرفانطيس بمدينة طنجة، أن النقد عكس الكتابة الادبية، فهو لا يعتبر إلهاما ولا معاناة داخلية لانسان مبدع تتوج بمولود أدبي تختلف أشكاله وأنماطه وقضاياه بل هو جنين تمخض عن ولادة قيصرية تحكمها في أحيان كثيرة نظرة نرجسية أضحت بحكم العادة عملية مكرورة ولم تعد تثير إحساس أي أحد.

واعتبر محمد شكري نفسه محظوظا لانه استطاع أن يجعل من ابداعاته التي ترجمت الى أكثر من 47 لغة عالمية منبرا يتغنى النزاهة والصدق ويعزز مبدأ حرية التعبير ومسلكا من مسالك الوفاء للذات ورقعة يجد فيها كل طرف ضرورته ومبتغاه.

وفي سياق حديثه عن «سيرته الذاتية الثالثة» بعد «الخبز الحافي» و«زمن الاخطاء»، عبر عن أمله في أن لا ينظر الى رواية «وجوه» من طرف القارئ الاسباني على أنها قصة بؤس وحرمان ومعاناة وتهميش، فهي ابداع «مفعم بالحياة والسذاجة وحب الاخر والصدق في التعامل والعواطف النبيلة وتترجم أحاسيس غير مجردة من المضامين ودفء العلاقات البريئة وتآلف التواصل الانساني».

ودافع شكري عن ما تعج به كتاباته من «ألفاظ دونية» و«كلمات ساقطة» و«تعابير سوقية» يصر على تداولها في كل ما ينتجه مشددا على أن الكلمة «تعبير صادق عن كنه الاشياء ومرآة الشخص والمجتمع وقنطرة يتواصل من خلالها المستتر والظاهر مما يستدعي المحافظة على قوة الكلمة دون أن تجرد من مضامينها وتطالها الاكسسوارات وتترك حروفاً باهتة ميتة لا تفي بالمقصود».

وقال شكري إن كل محطاته الابداعية تركت بصماتها على الادب المغربي وخلفت قارئا مسؤولا، وليس شخصا مستهلكا للكلمات الجوفاء، مشروعا معلبا قابلا للاستهلاك فقط، بل أمرا يستدعي ويدعو الى التأمل والتحليل.

ورواية «وجوه.. حب.. لعنات» في صيغتها الاسبانية «روسطروس.. أموريس ..مالديسيونيس» صدرت اخيرا عن دار النشر الاسبانية «ديباتي» في 140 صفحة، وقام بترجمتها حسن بوزلماط ومليكة امبارك.