ظواهر

شابة بولونية تحرز شهرة واسعة بعد صدور روايتها الأولى

TT

* تدعى دوروتا ماسلوفسكا، وهي في التاسعة عشرة من عمرها. وفي شهر مايو (ايار) 2002، شرعت هذه الشابة الجميلة بارسال فصول من روايتها الجديدة التي سوف تختار لها عنوانا طويلا هو: «الحرب البولونية ـ الروسية تحت الراية البيضاء ـ الحمراء»، عبر الانترنت الى اصدقائها الذين كانوا يتأهبون مثلها للتقدم الى امتحان الباكالوريا. وفي ظرف شهر واحد تمكنت من انهائها وبدا الذين تابعوا فصولها عبر الانترنت يتحدثون عنها باعجاب شديد. وفي شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، صدرت الرواية المذكورة في طبعة انيقة وكتب أحد النقاد البولونيين المرموقين يقول في صحيفة «بوليترسكيا» الواسعة الانتشار: «ان رواية دوروتا ماسلوفسكا، حدث ادبي بأتم معنى الكلمة». وكذلك كان تعليق اغلب وسائل الاعلام السمعية والبصرية في بولونيا. وعند زيارته لمدينتها، دعا الرئيس البولوني الكسندر كوازينا فسكي دوروتا ماسلوفسكا لتناول فطور الصباح معه في مقر اقامته.

والرواية هي عبارة عن مونولوج لشاب من الغوغاء، عنيف وشوفيني، متطرف، لا يملك من الذكاء الا قليلا. وببراعة فائقة تمكنت دوروتا ماسلوفسكا من التقاط عالمه الداخلي المعتم ابراز نوازعه العنيفة. وقد كتبت احدى الصحف تقول: «لقد ابدعت المؤلفة الشابة في استخدام لغة الشارع القذرة، تلك اللغة المحببة للمتطرفين والميالين للعنف». وكانت دوروتا ماسلوفسكا قد احرزت جائزة ادبية وهي في السادسة عشرة من عمرها. وهي تقول: «احب ان أتحدث في رواياتي المقبلة عن مشاكل الشباب الجديد في بلادي. وهي مشاكل جد مثيرة للاهتمام».

* مائة عام على ميلاد أرنب صديق للأطفال

* تحتفل بريطانيا والعالم بأسره هذا العام بمرور مائة عام على ميلاد صديق الاطفال «الارنب بيتر» البطل الرئيسي للقصص التي ألفتها الكاتبة البريطانية بياتريس بوتر التي تعتبر مع الدانماركي اندرسون افضل من كتب للأطفال بين الكتاب الغربيين.

وقد ولدت بياتريس بوتر التي تنتمي الى عائلة مرفهة في لندن عام 1866، ومنذ البداية احبت الريف وعالم الحيوانات، وكرهت المدن وضوضاءها وصخبها، ولانها رفضت الزواج، فإن الناس ظلوا ينظرون اليها بعين الريبة في بلد كانت تتحكم فيه المبادئ الاخلاقية الفيكتورية (نسبة الى الملكة فيكتوريا). ومرة سقط ابن صديقة لها مريضا، فقالت له: «يا طفلي العزيز، انا لا اتقن الا الكتابة، لذا سوف أروي لك قصة اربعة ارانب». وهكذا ولد «الارنب بيتر» وكان ذلك عام 1902.

وعلى مدى القرن الماضي، ظلت «قصة الارنب بيتر» التي ترجمت الى 32 لغة تباع بملايين النسخ، وظلت تضحك الاطفال الصغار في جميع انحاء المعمورة. ويقول الطفل الفرنسي ناديج البالغ من العمر 4 سنوات: «ان الارنب بيتر يضحكني طوال الوقت. ثم انه يرتكب الخطأ تلو الخطأ. وهذا ما يزيد في اعجابي به». وتقول الفرنسية آن دي بوشناي التي تعمل في دار «غاليمار»: «الارنب بيتر هو من الشخصيات النادرة التي تمكنت من اختراق الزمن. وحتى الآن لا يزال شخصية محببة جدا للاطفال. وكل الاجيال ترى صورتها فيه».

وفي قصصها، خيرت بياتريس بوتر عدم التطرق لموضوعات العنف والموت والفقر. وبعد ان احرزت النجاح والشهرة، واصبحت مستقلة ماديا، اشترت ضيعة في الريف، وعاشت سعيدة مع الحيوانات. ولما بلغت من العمر 47 عاما، تزوجت من احد الوجهاء وظلت تدافع عن الطبيعة، منتقدة بحدة المؤسسات الصناعية التي تفسدها. وفي عام 1943 توفيت تاركة ثروة طائلة بسبب «الارنب بيتر».