«المنتدى الثقافي اللبناني» في باريس يحتفي بأمجد ناصر

TT

بدعوة من «المنتدى الثقافي اللبناني» أقيمت يوم السبت الماضي في باريس أمسية احتفائية بالشاعر الأردني امجد ناصر لصدور أعماله الشعرية مؤخراً عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر ببيروت.

وافتتح الأمسية رئيس المنتدى نبيل أبو شقرا الذي قال في كلمته: في شعر أمجد ناصر حساسية جديدة بعيدة عن البلاغات والأسئلة الجامدة، وهو يعد، انطلاقاً من ذلك، من المجددين في القصيدة العربية ومنحها نفساً جديداً وعميقاً. أما في نثره، يضيف ابو شقرا، فينطلق من الواقع ليعبر عنه بموضوعية وجرأة وهذا ما يطالعنا به من خلال كتاباته ومواقفه السياسية والاجتماعية، كما يرجعنا امجد ناصر الى وجعنا الهارب من وطأة الواقع العربي المجبول بالخيبة والألم والآمال المسحوقة.

ثم تحدث الناقد السوري صبحي حديدي عن التجربة الأساسية التي تطبع تجربة ناصر هي كونه، منذ مجموعته الأولى، قد مزج بين شعر التفعيلة وقصيدة النثر. «فشعر التفعيلة منحه القدرة على استيعاب اسرار الايقاع الأمر الذي مكنه لاحقاً من ضخ حس شخصي بالموسيقى في نصوصه وهي ميزة تنقص العديد من شعراء قصدة النثر الذين دخلوا هذه التجربة من دون اي سابق معرفة بالوزن والتفعيلة حسبما قال حديدي.

الميزة الثانية، تكمن في تمكن امجد ناصر مبكراً من الافلات من أسر «القصيدة اللبنانية» بشقيها الوطني اي قصيدة التفعيلة التي تتناول عموم الوطن مثل ما هو الأمر بالنسبة لمحمد علي شمس الدين وشعراء الجنوب اللبناني وأغلب الشعراء العرب في السبعينات، وايضاً شقها النثري والحداثي مع ادونيس وتوفيق الصائغ وانسي الحاج ومحمد الماغوط، وقد است مع بول شاؤول وعباس بيضون الخ.، هذه القصيدة التي تحررت من الوزن وكرست موضوعات اكثر ذاتية: العدم والاغتراب والتشظي. المفارقة، يواصل صبحي حديدي، ان امجد ناصر كتب قصيدة نثر عالية المستوى فهرب من الموضوع الوطني وصالح القصيدة الوطنية من حيث اللغة والايقاع. لهذا فتأثر أمجد الأول لم يكن بشعراء مثل أنسي الحاج او أدونيس بل بالشاعر العراقي سعدي يوسف من ناحية اللغة وسيولة التعبير. وبهذا قام بردم الهوة في شعره بين الأسلوبين المتناقضين الوطني التفعيلي والحداثي النثري».

بعد ذلك قرأت المذيعة ندى الكبي قصائد من مجموعة «مرتقى الأنفاس» وهيام الحموي نماذج من قصائد أمجد ناصر مترجمة الى الفرنسية. ثم قرأ الشاعر نماذج متفرقة من شعره وأنهى بقصيدة طويلة بعنوان «أطراف النهار» عن القاص الراحل جميل حتمل.

المداخلة الأخيرة كانت للشاعر عيسى مخلوف الذي قرأ نصاً كتبه على هامش مجموعة «سر من رآك». وركز مخلوف على البعد الأيروسي في نصوص أمجد ناصر.