مؤتمر بجامعة القاهرة يحذر من خطورة العامية في وسائل الإعلام

TT

طالب مؤتمر «اللغة العربية في وسائل الاعلام» الذي نظمته أخيراً كلية دار العلوم جامعة القاهرة بتكوين أجهزة متابعة لغوية في كل مؤسسة من المؤسسات الاعلامية تهدف الى تقويم الاخطاء اللغوية أولا بأول وتقديم المقترحات المناسبة انطلاقا من مبدأين هما المحافظة على الأصول العامة للعربية والحرص على حيوية اللغة وفاعليتها.

وحذر المؤتمر من التفريط في الاعلانات التي تبث بالعامية نظرا لخطورتها وتأثيرها الواضح في الهبوط بالمستوى الثقافي واللغوي للمتلقي العربي، مؤكدا على ضرورة قيام وسائل الاعلام ولاسيما الاذاعات المسموعة والمرئية «بتحسين صورة استاذ اللغة العربية وألا تجعل منه مادة للتندر والسخرية».

ودعا المؤتمر وسائل الاعلام العربية الى «التمسك بالفصحى، وإحباط كل محاولة تهدف الى اقصائها عن مكانتها اللائقة بها في وسائل الاعلام». كما طالب المشاركون بضرورة القيام بدراسات لغوية مسحية للتعرف على اتجاهات التغيير اللغوي في لغة الاعلام والوقوف على مدى توافقها أو انحرافها عن اصول العربية، كما وضعت احدى الدراسات تصورا لبرنامج الاعداد اللغوي للعاملين في الاعلام.

وطالبوا بضرورة الاعداد اللغوي للاعلاميين اعدادا يتناسب في مناهجه ومقرراته واساليب تدريسه مع طبيعة الاتصال واهدافه ولغته التي تتصف بالخطاب الخاص والانساق التعبيرية المتباينة. ودعا المؤتمر في هذا الاطار إلى ضرورة ان تشارك المؤسسات الاعلامية في وضع الأسس العامة لهذا الاعداد ومفرداته المنهجية انطلاقا من أن هذه المؤسسات هي الأقدر على تحديد الاحتياجات التطبيقية للعاملين فيها وهي الادرى بالمشكلات اللغوية والتواصلية التي يمكن أن تحول دون اداء الرسالة الاعلامية على الوجه المرضي.

ومن بحوث المؤتمر اللافتة بحث للدكتور أحمد مصطفى أبو الخير حدد خلاله المشاكل الحقيقية التي تواجه العربية والاخطار التي تداهمها في الوقت الحاضر بثلاث نقاط هي ان بعض العاميات العربية كالجزائرية والمغربية غير مفهومة لدى المستمع العربي، وان المشكلة في الصحافة وفي وسائل الاعلام تتمثل في استخدام الالفاظ الاعجمية خاصة في الاعلانات، وثالثا لغة التعليم نفسها.

وفي دراسة للدكتور نبيل حداد، دعا إلى ضرورة الاقرار بوجود مشكلة في الاداء اللغوي في حقل الاعلام وان هناك حاجة ملحة للتصدي بطرق غير تقليدية لهذه المشكلة وهذا أمر ممكن وواجب، كما ان الحاجة تدعو الى انجاز دليل للاعلامي العربي والعمل الجاد على تغيير لغة التعليم.

شارك في الموتمر 27 خبيرا يمثلون سبع دول عربية هي: مصر والكويت والسعودية والأردن والعراق والجزائر وسورية يمثلون الجامعات بها. وشهدت جلسات المؤتمر جدلا واسعا حول مستقبل اللغة العربية وسط التحديات التي تواجه العرب والمسلمين عالميا وامكانية تغيير لغة الحوار حتى تتناسب مع الوضع الحالي. وقد شمل المؤتمر عدة محاور هي أثر الاعلام في اللغة العربية ولغة الاعلام وأجهزة الاعلام والتدريب اللغوي والمستويات اللغوية للاعلام والبنية اللغوية للخطاب الاعلامي التي تم تناولها من خلال 27 بحثا.