خاتم الأحلام

رياض العبيد *

TT

مكثت طويلاً عند السكوت.

في الوقت الذي كانت تنتظرك.

راعية الحقول الجميلة.

عند مفترق دروب الكلام.

وحين أزمعت أن تخرجَ إليها.

في إحدى الليالي المزهرة.

وبيدك حفنة نجوم.

كنت تودُّ أن ترشها على خديها.

قبلاً وندى.

كانت قد ذابت في جمر الانتظار.

غير أن ابتسامتها القروية.

كانت ما تزال مرتسمة على شفتيها.

كفراشة منحوتة في الأزل.

وعندما كنت قد أوشكت.

أن تنهار من شدة الحزن والدهشة عليها.

وتغلق أبواب السماء والرحمة عليك.

جزاءً لما كانت قد أقدمت عليه يداك.

من اسرافٍ واهمال كبير.

فاحت رائحة أنوثتها الطرية فيكَ.

من وراء اللاكلام والأشياء.

* ضباب اللهفة

* هل دلني أو يدلني طائر عابر على ما أريد.

هل مدَّ إليَّ غريب حنينه إلى الوطن.

قشةً أو رأفة.

أصعد بها من هذا الغرق المستبد المستديم.

كأنني لن أعيش بعد اليوم.

في حدوديَّ القصوى.

فمن يحفر لي قبرا.

في جنة الفراشات.

ويزرع قلبي فوقه نسمةً.

ياقوتة خضراء.

لترحل الصحراء عني.

وتحنو عليَّ الجميلات.

هل في الحيَّ بعدُ من عازف.

ينسج أوتاره السحرية.

من قبة الصخرة أو غرناطة المنسية.

ويتلو على الحب أحلى الكلام.

ليموت الموت مرتين.

مرة من الحسرة.

ومرة من عبير الأمل.

* شاعر سوري مقيم في ألمانيا