الحقيبة الثقافية

احتفاء بـ«أعيان البلاد: عائلة الحسيني، سيرة سياسية» لبابيه

TT

ضمن سلسلة الامسيات الفكرية التي يعدها معهد اميل توما للدراسات الفلسطينية والاسرائيلية في حيفا تحت عنوان «سهرة كتاب»، نظم في نهاية الاسبوع الماضي احتفاء بصدور كتاب الدكتور ايلان بابيه: «اعيان البلاد: عائلة الحسيني، سيرة سياسية»، وقد صدر الكتاب اخيرا باللغة العبرية، وهو اول كتاب يصدر بالعبرية للكاتب حيث ان دور النشر الاسرائيلية امتنعت عن نشر مؤلفاته بسبب مواقفه المناهضة للصهيونية.

افتتح الامسية عضو مجلس ادارة المعهد المحامي مروان مشرقي، فقدم الكتاب كأحد طلائعيي المؤرخين الجدد وكباحث له موقعه الاكاديمي المرموق في العالم والعالم العربي ويثير في المجتمع الاسرائيلي جدلا واسعا بسبب مواقفه التقدمية وابحاثه التي تفضح زيف الرواية الصهيونية.

وتحدث الكاتب ايلان بابيه عن كتابه قائلا «لقد استمر العمل على هذا الكتاب حوالي عشر سنوات، والدوافع التي جعلته يختار سيرة هذه العائلة هي، اولا: رغبته في استعراض الاسرائيليين نشغوا على الرواية الاسرائيلية التي وصفت هذه البلاد بأنها كانت قاحلة الى ان جاء الصهاينة في عام 1882، والعودة الى تاريخ هذه العائلة منذ القرن السابع عشر تؤكد حقيقة انه حيث توجد ارستقراطية هناك حياة ثقافية وحضارية، ولهذه العائلة موقع مهم ليس فقط في الحياة السياسية الفلسطينية بل الثقافية ايضا.

ثانيا: رغبة الكاتب في السير على طريق معلمه البروفيسور البير حوراني الذي كتب كثيرا عن «سياسة الاعيان» وهو محاولة للنظر الى القيادة الفلسطينية قبل الحرب العالمية الاولى كقيادة حكيمة عرفت كيف توجه مجتمعها في الصراع الذي كان قائما حينذاك بين الامبراطورية العثمانية والدول الاستعمارية، ومع ذلك فان الكتاب لا يتجاهل الطابع الاستغلالي والاقطاعي للاعيان.

ثالثا: رغبة الكاتب في التأكيد على ان سياسة الاعيان لم تكن قادرة على مواجهة الصهيونية، وان انشغالها بصراعات داخلية وخلافات مع عائلات اخرى لم يمكنها من رؤيا الاخطار الحقيقية للتغلغل الصهيوني، قليلون من ابناء العائلة ادركوا هذا الخطر مثل عبد القادر الحسيني.

يقع الكتاب في 444 صفحة وقد صدر عن مؤسسة «بياليك» في القدس.