شيء ما في سبيله للاحتراق الكامل

مختارات لشعراء أميركيين وكنديين وألمان من قصائد ضد الحرب

TT

أكثر فأكثر تتكتل جبهة الشعراء الأميركيين ضد الحرب المحتملة، أو قل الوشيكة، على العراق. وقد وصل الخوف من أصوات الشعراء و لغة الشعر الى البيت الأبيض عندما تم إلغاء الحفل الشعري السنوي الذي يقام برعاية السيدة الأميركية الأولى، خشية ان يتحول الى تظاهرة شعرية ضد الحرب!

كان من المقترح ان ينظم الحفل تحت شعار: «الشعر وصوت أميركا» بشرط ألا يتعرض إلى الموقف من الحرب، كما أرادته السيدة الأولى، وأراده الشعراء يوما لـ«الشعر ضد الحرب» مكانا «نُسمِع فيه كلمتنا» كما قال بول أوستر، وهو واحد من أكثر الكتاب شهرة، متهما الإعلام الأميركي بأنه يحجب عن القراء أصوات الكتاب والشعراء.

وفي تبرير ذلك قالت الناطقة باسم السيدة بوش إن السيدة الأولى: «تحترم حق الأميركيين في التعبير عن آرائهم، لكنها، أيضا، تؤمن أنه من غير الملائم أن يحوَّل الحدث الأدبي إلى منتدى سياسي».

استنكر الشعراء تدخّل لورا بوش في الشأن الشعري. وتوالت انسحابات مبكرة قبل الاعلان عن إلغاء الحفل. وقد اعتبر لورنس فرلينغيتي، آخر عمالقة «جيل البيتنيكس» أو جيل الرفض، انه «من السذاجة ان يدعى الشعراء إلى البيت الأبيض بينما الحكومة تستعد للحرب»!

ومن جيل الستينات نفسه، استنكرت ريتا دوف موقف السيدة بوش، وأعلنت انسحابها قائلة: «لا أستطيع ان أتصور كيف للسيدة بوش أن تعتقد إن الشعر، في مثل هذه الأيام، يجب ألا يتدخل في السياسة».

سام هامل، الشاعر المعروف، ومؤسس الوكالة الإعلامية «كوبر كانيون» ذات الاحترام الكبير، راسل الشعراء عبر البريد الإلكتروني في أنحاء البلاد، حاثا أياهم على الكتابة (نثرا أو شعرا) ضد الحرب، فاستطاع ان يحصل على أكثر من 1500 مقال للنشر في الصحف والمجلات الأميركية. وجرى توجيه نحو 3500 رسالة مختارة الى لورا بوش تحمل احتجاجا حادا على محاولتها عزل الحفل الشعري عن الموقف من الحرب.

لقد أعادت أجواء الحرب، المحتملة على العراق، روح الالتزام السياسي إلى موقف المبدعين من الأحداث الكبرى، شعراء و كتابا و فنانين.

ان لحظة الستينات المنقضية تنتفض كونيا في بداية القرن الجديد، في فضاء ثورة المعلومات الكاسحة ووسائط الاتصال المتعددة السريعة، حيث أصبحت مجتمعات الأرض مشبوكة في شبكة مجتمع مدني كوني، وصار بالامكان، بسهولة، تشكيل لجنة أممية تنسق التظاهر ضد الحروب والعولمة الرأسمالية على مستوى العالم.

سام هامل مع آخرين طور احتجاج الشعراء الأميركيين الى حركة علمية تحت اسم «شعراء ضد الحرب» أسست لها موقعا في شبكة المعلومات web site:

www.poetsagainstthewar.org

استقبل الموقع، حتى الآن، أكثر من عشر آلاف قصيدة وبيان من شتى أنحاء العالم، وتستعد الحركة لاقامة مهرجان يوم 5 مارس (آذار) المقبل باسم: «اليوم العالمي للشعر ضد الحرب» حيث سيقدم شعراء، من جميع أنحاء العالم، قراءات شعرية ومناقشات شعرية، إلى جانب التظاهر.

** صوت يطلق القنابل

* جوسب ساباتر ( كندا).

هناك شيء ما في الأثير

يشتم منه رائحة ما لا يحصى من موتى

هناك شيء ما في صوته

يطلق صوتا مثل وابل لا ينقطع من القنابل

شيء ما في هذا العالم

يبتز أرواحنا

شيء ما تحت جلدنا

في سبيله إلى الاحتراق بالكامل

** أعلام

* سوكار إرمر ( ألمانيا ).

أعلام، أعلام، أعلام

لا شيء سوى أعلام،

ألوان ساذجة

نظير قوس قزح

ذاك الذي أرقبه

بالمناسبة،

هل رأيت قط

سطح بركة نفط؟

حسنا، ألوان قوس قزح

الألوان نفسها

عوالم متمايزة

محجوبة بأعلام، أعلام، أعلام

لا شيء سوى أعلام، أعلام، أعلام

في سذاجة علم ذي ثلاثة ألوان

يحيلها إلى أنقاض أبيض وأسود

** العرض الحقيقي المفضل للأميركي

* بوب أكرمان (الولايات المتحدة).

الحرب جيدة لرفع معدلات المشاهدين

شبكات التلفزة تريد حربا

المشاهدون مشدودون والسلع تباع

الحرب فاتنة

انها العرض الحقيقي المفضل للأميركيين

شبكات التلفزة تريد حربا

طلبت من الأسواق مزيداً من الشامبو

أولئك الليبراليون المهرجون يتشاورون مع سماسرتهم

فستنتعش حساباتهم البنكية أكثر

إذا ما شرعت شبكات التلفزة في الحرب الـ

شبكات التلفزة تصبح أغنى ويفيض الريع

الحرب مُسكِرة

انها العرض الحقيقي المفضل للأميركيين

** تجوال

* بيتر كوسترمان ( ألمانيا).

أبي تنقّل في أوروبا

من جبهة إلى جبهة

وأطوف أنا العالم

من صديق إلى صديق

وقد يطوف أولادي الكون

ليتفقدوا أبناءهم