بيت الشعر في المغرب يصدر مختارات شعرية للشاعر الفرنسي دومنيك دو فيلبان

TT

عن منشورات «بيت الشعر في المغرب» وضمن سلسلة جديدة تحمل اسم «ضيوف بيت الشعر في المغرب»، صدر أخيرا الكتاب الأول من هذه السلسلة خاصا بالشاعر الفرنسي دومنيك دو فيلبان وزير الخارجية الفرنسي يحمل عنوان «استعجال الشعر يليه قصائد مختارة».

ويتوزع الكتاب الذي يقع في 112 صفحة من الحجم المتوسط، الى قسمين الأول باللغة العربية والثاني باللغة الفرنسية، وهو يضم محاضرة ألقاها الشاعر دومنيك دو فيلبان أثناء الزيارة الخاصة التي قام بها عام 2000 للمغرب ضمن البرنامج الثقافي الذي خصصه له «بيت الشعر في المغرب» بعنوان «URGENCES DE LA POfSIE » مع ترجمة لها باللغة العربية (استعجال الشعر) قام بها الباحث المغربي عبد العزيز بومسهولي. ويتناول الشاعر في هذه المحاضرة الوضعية الراهنة للشعر وما يجعل منه ضروريا في حياة الانسان ووجوده. كما يضم الكتاب قصائد مختارة من ديوا ن الشاعر المعنون بـ«المراثي المتوحشة» التي ترجمها الشاعر محمد بنيس وهذه القصائد هي: كلام المنفى، حق الابن الأكبر وانفصال.

وفي تقديمه لهذا الكتاب ذكر الشاعر محمد بنيس أنه «عندما نقترب من دومنيك دو فيلبان يدركنا إحساس بأنه ابن الهنا والهناك. في الضفتين معا تنشأ كلماته، طائفة ومهاجرة، تشطح في حضرة المختلف والمتعدد. ابن المكانين ـ الثقافتين، الذي يعيد، بشجاعة، رؤية حاضر الشعر ومستقبله في آن. ومنها تنبثق صرخة حالم باخوة شعرية في رحم الاخوة الانسانية. مسؤولية شاعر ووعد قصيدة. ذلك ما يبقى من الحوار، مسترسلا في النفس، منتصبا، باتجاه العلو، الصفاء. وفي هذا الزمن الذي يعلن عن محق المجهول واللانهائي نلتقي مع دومنيك دو فيلبان، صوتا شعريا يرشدنا الى مقاومة الشعر لما يتعارض مع الأساسي في الشعر والحياة، نارا تضيء، وأخوة بها نستأنف السير على الطريق. في الاتجاهين، الضفتين».

وفيما يلي مقطع من قصيدة «المراثي المتوحشة» لدو فيلبان:

«ولكن أين علم الانسان الشجاع

في بلاد هذه التحولات

هذه الصحارى من الألوان

أين السحرة ينهضون بكلمات متوحشة

عبور طويل في ليل التمائم

حدقات عيون متعبة كأنها شموس ميتة

وخلف العوالم المحصنة

قطعان مجنونة تتابع السفر

من عصا الرعاة،

التائهين الأولين

بحشرجات الأرض التي فيها السكاكين تلمع

حتى تبلغ سر القبور

الذي عند فراش الأجداد دنسوه».