من قصائد كاثلين رين

TT

* رفيق سري

* أيها الرفيق السري،

الذي لم أر وجهه أبداً،

الغائب كل هذه السنوات،

أحزين أنت، مثلي،

لأنّا لم نعد، كما كنا مرة،

نتجول في الحقول البهيجة معاً؟

ترى اتندب الشياطين

الشحنات الأرضية وهي تراها

مشتتة في الضباب المطبق،

والمدن الغامضة،

ضائعة في الطرق الغريبة،

والمنحنيات والمنعطفات المستورة؟

أتعلمت، أيها الرفيق الخفي،

الحكمة الحزينة للارض

من قصة حياتي الطويلة

الأغنية التي سمعتها مرة في أعماقي؟

أم أنك ستعود، عند تخوم حلم،

وتتحدث معي صباحاً ما

ونعزي بعضنا بعضا؟

حدثني مرة أخرى

عن سعادة الروح التي لا تموت

وسأخبرك كيف أننا،

نحن الذين نجول العالم في نسيان رحيم،

نقطع مستوى الأسى العظيم هذا لحظة بعد لحظة..

وشيئاً فشيئاً..

* أنادي باسمك

* أنادي باسمك

لكن كيف سأعرف صوتك إذا أجبتني

بين أصوات الريح والموج

وصيحات طيور البحر؟

أو إذا انبثقت صورة من النوم

حتى لو كانت مشرقة كملاك،

كيف سأعرف في اختلاطات الحلم العميق

أنها تحدثني عنك؟

أم أن شكوكي

تعيق أولئك الرسل الذين خطواتهم

في كل مكان

قادمين ذاهبين دائماً،

العالم فكرة واحدة

يبحث فيها المحب الوحيد عن جواب

ويجيبه الآخر

بألف طريقة

أيتها الغيمة الناصعة

أيتها الغيمة الناصعة

يا جالبة المطر إلى الحقول البعيدة

وإليّ،

أنا التي لن أشرب من شلال الماء ذاك،

ولن أشعر بالضباب الرطب على وجهي.

الذهب الأبيض والوردة،

رؤيا الضوء،

المعنى والجمال الأبديين

ذلك المعنى ليس مطراً،

وذلك الجمال ليس ضباباً،

* عابرة المضيق استدعيك في فكري

* عابرة المضيق

استدعيك في فكري

تنظر من خلال عيني

إلى البحر والسماء.

غيمات خفيفة تتظلل تلك التلال

التي عرفتها مرة

والطرق البحرية، حيث أبحرت،

والطيور البيضاء تتبع قاربك من جزيرة لأخرى،

أما زال هذا العالم يبدو لك جميلا؟

أم أنك، من تلك الحالة الأخرى،

تبصر ظلاماً في ضوئنا

وغيمة من دم تغطي سماواتنا

وترى في الأجنحة المجهدة للنوارس الجائعة

ثقل الموت؟

إذا كان الأمر هكذا

فلن أدعوك أن تعود أيها الحبيب

لتحمل ثانية ثقل الأرض

على دفقة فرحك.

وتحبس فكرتك في جمجمة حية،

وتطبق على رؤياك أعين بشرية.

* حلم

* كيف أتيتُ مساء البارحة

إلى منزل الأموات الكبير هذا؟

منزل الليل الذي تعج غرفه الفارغة بالخوف؟

لماذا أفزعتهم هؤلاء الذين كانوا أحبابي؟

لماذا يدق قلبي من الرعب

خشية أن أرى

وجوهاً ليست بشرية

أشرقت مرة عليّ

بحبها الأليف؟