عدد ممتاز من مجلة «منتدى الفكر العربي»

TT

صدر العدد الثالث والثمانون بعد المائة من مجلة «منتدى الفكر العربي»، وقد احتوى على موضوعات فكرية جادة ومهمة استهلها الامير الحسن بن طلال بتقديم «رؤية مستقبلية وقراءة للواقع» قال فيها «لا يستطيع المرء ان يفكر بمعزل عن الانفعال الذي يجري في ساحة الشرق الاوسط وتكون اسباب الانفعال ودوافعه اكثر مرارة ان تداخل فيها الشخصي بالوطني والانساني، وكلها متوفرة لدى اي متابع او مهتم او معني مباشرة بجو الاحداث الدامية التي احالت جو الشرق الاوسط برمته من مسرح هادئ هادف إلى مسرح مأساوي. وهنا من الواجب تسجيل محذور في مستهل ما سيقال وهو اننا رغم المرارة والألم اللذين يفرضان نفسيهما على الجميع فان خيار الحرب لا ضرورة له، وانها ليست بديلا قسريا نتيجة صراع القوى، وان خيار السلام بمحتوى يحقق كرامة الانسان ويلتفت إلى الفوارق ويحترم الخصوصيات في الدين وفي الجغرافيا ما زال الخيار الانسب والآمال لا تزال قائمة في ضمائر كل الذين يسعون إلى تخليص البشرية في هذه المنطقة من العالم من عذاباتها وشرور المرحلة السابقة.

واختتم الامير الحسن مقاله بسؤال: «هل لنا من سبيل في جعل العقد الحالي عقد اعادة بناء حقيقي ينبع من قواعد المجتمع الاهلي لكل قطر، ذلك المجتمع الذي اخذت تتبلور ملامحه على التراب الفلسطيني؟

ونشرت المجلة نص البيان الصادر عن الدورة الطارئة المشتركة للمؤتمرين القومي العربي والقومي الاسلامي التي انعقدت في بيروت في الخامس عشر من اكتوبر (تشرين الاول) الماضي استجابة للوقائع التي اطلقتها الانتفاضة الفلسطينية وعززتها المقاومة في لبنان.

وفي باب مقتطفات قدم الناقد الاعلامي جاك شاهين قضية للمناقشة عن الصورة العربية المشوهة في الافلام السينمائية الاميركية وتحديدا فيلم «المصارع» من انتاج شركة افلام «دريم وركس» ومن اخراج ريدلي سكوت. كما نشرت المجلة مقالا مترجما حول مستقبل شركات الانترنت في اوروبا التي تتعرض لهجمة عنيفة تنوي القضاء عليها بما يشبه «القنابل الموجهة». واستعرض المقال اوضاع مئات الشركات الاوروبية التي تواجه احد امرين «اما الفشل او الاستيلاء عليها» كما ان الكيفية التي سترد بها على هذه المواجهة هي التي تحدد مستقبلها التجاري.

وقدمت المجلة عرضا لكتاب الدكتور مهدي الحافظ «اية شراكة بين اوروبا والعرب». والدكتور مهدي الحافظ رئيس الجمعية العربية للبحوث الاقتصادية وكبير المستشارين لدى الامم المتحدة يستعرض في كتابه اعمال ندوة «الشراكة الاقتصادية العربية ـ الاوروبية تجارب وتوقعات».

كما نشرت المجلة مقالا «لأوري افنيري» رئيس حركة السلام في اسرائيل والعضو السابق في الكنيست بعنوان «اثنتا عشرة كذبة اسرائيلية مبتذلة»، حيث يستعرض الكاتب الأكاذيب الاسرائيلية حيال ما يجري في الاراضي والمناطق الفلسطينية ويفندها من مثل قول اسرائيل «باراك وريث رابين»، فيرد الكاتب ان هذا الامر ابعد ما يكون عن الواقع، ففي أشهر قليلة نجح في تدمير ليس فقط جميع انجازات رابين بل انجازات بيغن ايضا، فقد دفن اتفاقيات اوسلو التي اعترض عليها منذ البداية ودمر العلاقات التي اقيمت بعد جهود كثيرة بين اسرائيل وعدد من الدول العربية وخلق الاهتياج بين المواطنين العرب في اسرائيل نفسها. انه من نواح كثيرة اعادنا إلى عام 1948 بل إلى عام 1936.