عن امرأة نارية

شعر: غازي القصيبي

TT

من الإعصارِ أنتِ؟ أم النسيمِ؟

وناري أنتِ؟ أم دارُ النعيم؟

مِزاجك لا يقرّ لَه قرارٌ

كبرقٍ لا يقرُّ على الغيومِ

يجرِّعني السعادة حين يبغي

وحين يشاء.. يسقيني همومي

ويمنحني السلام.. وحين يطغى

يقلبني على جُرْحٍ أليمِ

*

فديتك! أيَّ دربٍ قاد خطوي

بلا وَعدٍ... إلى الوجه الوسيمِ؟

وفيم اخترتني... والأرض ملأى

بإعجاب المسافرِ... والمُقيمِ؟

وكيف.. وتمرح الحُلواتُ قُربي..

رأيتُكِ دُرّة العقد النظيم؟

هو القدر الذي لا رأي فيه

فلا ندري البريء من المَلُومِ

*

إذن، يا فتنتي، انهمري شواظاً

على حَطبي... وجمراً في هشيمي

وردّي لي المودَّعَ من شبابي

وصبي لي الثمالة من كرومي

وجوري إن أردتِ.. ولا تبالي

يطيبَ الظلمُ من حَسنٍ ظَلومِ

وثوري.. واغضبي.. واستعبديني

فعَبد الحبِّ أكرمُ من كريمِ

*

خذي هذي الدقائقَ!... فهي تجري

تصيرُ إلى غُبارٍ في النجومِ

وحين أغيب عنكُ.. أعود وحدي

إلى دنيايَ... كالطفلِ اليتيمِ

وتفتقدينني.. ويضجُّ حضنٌ

طواني أمسَ في العشقِ الرؤومِ

*

سنندم.. إذ تفرّقنا الليالي

وهل تأتي الندامةُ.. بالنديم؟!

* أغسطس 2003