شاعر الحلم والأمل

أربعون أديبا عربيا يجمعون شذرات سليمان العيسى

TT

صدر اخيرا كتاب «سليمان العيسى.. 80 عاما من الحلم والأمل» يتناول سيرة حياة الشاعر السوري الكبير سليمان العيسى. حيث التقت جهود نحو اربعين شاعرا وناقدا من مختلف ارجاء الوطن العربي ليتناولوا سيرة الاديب الكبير ويقدموا قراءات في اعماله، ويسجلوا انطباعاتهم عن مسيرة طويلة بين البحور امتدت نحو ثمانين عاما.

ومثلما عبر سليمان العيسى نفسه في قصيدته التي اهداها للكتاب، فإن الجمع الكبير من الاكاديميين والادباء حاول ان «يلملم» حطام شاعر تناثر في ارجاء العالم العربي في كتاب، فكانت قيمة الكتاب انه احتوى على نكهات مختلفة باختلاف المتناولين لمائدة العيسى وتعدد مذاقاتهم.

وقد قام بعملية التحرير والتقديم الدكتور ابراهيم الجرادي، الشاعر السوري الذي اسهم في تأسيس جماعة «ثورة الحرف»، كما تناول الاشراف العام على الاصدار الشاعر اليمني الدكتور عبد العزيز المقالح، رئيس جامعة صنعاء.

واحتوى الكتاب على مقالات ودراسات تناولت: «سليمان العيسى.. التشبث بالجذور» للأديب الكويتي المعروف عبد العزيز البابطين، «صديقنا ليس هنا.. صديقنا هنا» للناقد السعودي عبد الله الغذامي، «الفن الشعري والطفل عند سليمان العيسى» للباحثة الكويتية الدكتورة كافية رمضان، «سليمان العيسى.. اللهب الشاعر» للكاتب اليمني احمد جابر عفيف، «سليمان العيسى تكريم الجائزة» للباحث الفلسطيني حسام الخطيب، «سليمان العيسى الانسان» للقاص والاديب العراقي الدكتور شاكر خصبك، «الدائرة الدلالية في قصيدة (العيسى) خذي شفتي» للشاعر العراقي الدكتور عبد الاله الصائغ، «ثمانون عاما والبراءة» للدبلوماسي والاديب السوري الدكتور امين اسبر، «حلم سليمان العيسى» للروائي الفلسطيني رشيد ابو شاور، «سليمان العيسى صديق الكفاح» للناقد السوري الدكتور محيي الدين صبحي، «سليمان العيسى شاعر يتجه الى طفولة أبهى» للشاعر العراقي علي جعفر العلاق، «ثمالة أمة» لرياض نعسان الآغا، «أحلام شجرة التوت» لعلي القيم، بالاضافة لعدد آخر من الكتاب بينهم: قمر كيلاني، الدكتورة ملكة ابيض، الدكتور صبري مسلم، الدكتور خليفة الوقيان، الدكتور عبد النبي اصطياف، محمد الشرفي، الدكتور عبد العلي الجسماني، الدكتور محمد صالح الألوسي، الدكتور راتب سكر، الدكتور حاتم الصكر، الدكتور عبد الملك مرتاض، الدكتورة حميدة نعنع، الدكتور عبد الله ابو هيف، حسين درويش، عبد السلام الكبيسي، علوان الجيلاني، نور الدين اللباد، الدكتور خليل احمد خليل، والدكتور معن سليمان العيسى في مقال يتحدث عن ابيه.

مسيرة نضال وكان سليمان العيسى قد ولد في عام 1921 في قرية النعيرية غرب مدينة انطاكية وابتدأ حياته متعلما لاصول القراءة والكتابة وحفظ القرآن ودواوين العرب على يد ابيه الشيخ احمد العيسى، وبسبب تفوقه المبكر فقد تم تسجيله في الصف الرابع الابتدائي مباشرة اول ما انتظم في الدراسة، وقد عاصر في بدايات حياته احداثا سياسية ساهمت في بلورة وصياغة شخصيته وصورته الشعرية، حيث وجد مسقط رأسه ينسلخ عن وطنه الام ليلحق بتركيا، مما دفعه لرفع راية النضال بالعمل السياسي والنقابي والادبي ولما ينهي المرحلة الثانوية بعد، مما أودى به لدخول السجن اكثر من مرة، وقد انغمس في العمل السياسي مبكرا فكان احد مؤسسي حزب البعث.

والعيسى واحد من الذين مزجوا السياسي بالادبي، اما في عمل ايجابي كشعر المواجهات إبان الغزو الفرنسي، والثورة العربية واحداث الخمسينات والاربعينات التي شهدتها سورية، أو التعبير عن السياسي بشكل آخر، حين اتجه بعد نكسة حزيران 1967 لكتابة شعر الاطفال كأحد صور الاحتجاج على وضع الهزيمة التي اجتاحت الامة العربية، ولتدارك انعكاساتها في نفوس الجيل الناشئ. وقد تنقل العيسى في ارجاء الوطن العربي، حتى استقر به المقام في بلد بلقيس «اليمن» الذي احتضنه بدفء يوازي دفء القصيد التي انشدها فوق ترابه.

ماذا تجمعون..؟! وقد احتوى الكتاب على قصيدة اهداها الشاعر سليمان العيسى لاصدقائه الذين حاولوا برأيه «ان يجمعوا حطام شاعر في كتاب» بعنوان «ماذا تجمعون» ومنها: أيها الاخوة ماذا تجمعون؟

من لهاث الوتر المنثور في كل المتاهات شظايا تركت كل الحرائق خلفها.. لهفة عاشق لسراب كان اغلى من مياه الارض، أصفى من بليدات المرايا اغرقتنا في عمى الضوء بليدات المرايا لم اصدقها.. ولم افتن بها يوما وواصلت خطايا..

باحثا في «ربُعي الخالي» عن السر الذي فجرني يوما على هذا الثرى موال عاشق علم العالم كيف الناس شعرا يعشقون؟

كيف يغدو ذروة الدنيا الجنون؟

أيها الاخوة.. ماذا تجمعون؟