فلسطينيو الداخل والإعلام

TT

التقت في مدينة الناصرة نهاية الأسبوع الماضي مجموعة من الاعلاميين العرب في يوم دراسي عقد في فندق العين (هوارد جونسون) دعا اليه ونظمه مركز الجليل للأبحاث الاجتماعية - المشروع العربي للاعلام (معا) ومعهد اميل توما للدراسات الفلسطينية والاسرائيلية، وبالتعاون مع مجلة «قضايا اسرائيلية» والمركز الفلسطيني للدراسات الاسرائيلية في رام الله (مدار) وتحت رعاية مؤسسة فريدريش نويمان، نوقش فيه موضوع التلفزيون العربي في اسرائيل، افتتحه مدير مركز الجليل الدكتور خليل ريناوي ولخصه الكاتب سلمان ناطور مدير معهد اميل توما.

بدأ اليوم الدراسي بمحاضرة الدكتور ريناوي عن اقامة قناة تلفزيونية ناطقة بالعربية في اسرائيل في العام 1968 كان الهدف منها الترويج للسياسة الاسرائيلية في المناطق التي احتلت عام 1967 والعالم العربي، الى أن تحولت الى فضائية دعائية في العام الماضي. ثم قدم الصحافي زهير بهلول مداخلة عن تجربته في القناة العربية الرسمية، مشيراً إلى أن الصحافي العربي في التلفزيون الاسرائيلي يعاني من الرقابة غير المباشرة التي تسيطر على هذا التلفزيون عبر وسطاء يهود أثروا على عملية الانتاج والبث.

وحول اقامة قناة عربية جديدة تجارية أعرب زهير بهلول عن تأييده، معتبراً هذه القناة ان تكون قادرة على الثبات والنجاح بالرغم من أنها ستواجه مشاكل عديدة بينها النقص في التقنيين العرب وعدم تمكنها من نقل تقارير حية من العالم العربي. وقال الصحافي رفيق حلبي، مدير قسم الأخبار سابقا في التلفزيون الاسرائيلي العبري، ان كل الاعلام الاسرائيلي متأثر بالسياسة الاسرائيلية ويعبر عنها، والعرب في اسرائيل هم قضية أمنية بالنسبة للسياسة الاسرائيلية، ولذلك لا يمكن أن يكون هناك تلفزيون عربي رسمي حر.

وكشف حلبي أنه في أحداث أكتوبر منع مدير التلفزيون المراسل شلومي الدار من مقابلة رامز جرايسي وعندما كشف المراسل رياض علي عن أسماء الشهداء فصل كمراسل لشريط الاسبوع باللغة العبرية.

وتحدث الصحافي مصطفى عبد الحليم المدير الأسبق لقسم البرامج العربية في محطة الكوابل «تيفيل» عن تجربته قائلا: انه لم يكن هناك رقابة وتدخل في عمله ولكن واجهته مشكلة النقص في القوى العربية المهنية ومقدمي البرامج، وفي المداخلة التي قدمها الشاعر سالم جبران عضو ادارة سلطة البث سابقا قال: التلفزيون العربي الرسمي استمرار معنوي أيديولوجي وسياسي للحكم العسكري، فالسلطة تقرر لك ما تشاهده وتسمعه وتقرر المصطلحات التي يجب استعمالها، فكل المقاييس صهيونية وفي اطار الاجماع القومي الصهيوني، وأعرب عن عدم تفاؤله من اقامة قناة عربية رسمية تجارية.

وكانت المداخلة الأخيرة للصحافي أديب أبو علوان الذي عمل سنوات طويلة في لندن في اذاعة «بي بي سي» ووسائل اعلام عربية أخرى، وكان من بين الذين أعدوا لمشروع اقامة قناة عربية مستقلة في العام 1998 ولكن حتى الآن تماطل السلطة في اقامة هذه القناة، وتساءل: هل العرب في اسرائيل بحاجة الى تلفزيون وما هو هذا التلفزيون وما هي برامجه؟

وهو يقترح اقامة تلفزيون محلي بعيد عن السياسة ويعالج مشاكل اجتماعية ويقدم برامج ترفيهية وثقافية. وشارك في مناقشة المداخلات معظم المشاركين في الندوة أجمعوا فيها على أن سقف أي تلفزيون عربي رسمي في اسرائيل سيكون محدودا وأن الفضائيات العربية تضع الحواجز أمام العرب الفلسطينيين في اسرائيل بعدم اقامة مكاتب لها وطواقم دائمة تعمل مباشرة مع مكاتبها الرئيسة.

وفي تلخيصه لليوم الدراسي، قال الكاتب سلمان ناطور ان طرح اقامة قناة تلفزيونية عربية مستقلة كجزء من النضال من أجل المساواة يعني قبول الخطاب الاسرائيلي الاعلامي الذي لا يخرج عن الاجماع الصهيوني الليبرالي في أحسن الأحوال، أما اذا كنا نريد التواصل مع العالم العربي كجزء من الأمة العربية فمن الضروري التوجه الى الفضائيات العربية في العالم العربي لاعتبارنا موقعا اعلاميا له خصوصيته وموقعه في الاعلام العربي القومي العام.