منذ عشرين ألفية

كريم الأسدي

TT

منذ عشرين ألفية والسماء

غيوم دماء

منذ عشرين ألفية

ـ هي عمرك يا صاحبي ـ

والدنى كربلاء

لا العواصف قد هدأت، لا البروق

لا الطيور التي هاجرت رجعت

تلون اصواتها في خليج الفناء

لا مراكب سومر نحو النجوم

استفاقت على وهج وشروق

وبلل صوت النواخذ(1) فيها مسيل الضياء

وأنت منحت لصبرك أفق المحيطات لا صبرها

وتطمع كي تكتب الحدث الجم ان تقتني حبرها

كيف تروي لهم عن زمانٍ بلا منتهى

وعن شجر نابت في الفضاء

ونخيل يموت ويحيا

يزورك سراً ويروي اليك الأحاديث في لغة الشعراء:

نخيل وماء

نخيل يقص عليك الأقاصيص احسنها في المساء

وبعد المساء

وماء طوى قلبه في فؤاد البهاء

لم تكن كاهناً قادماً من معابد تحت البحار

ولا ساحراً يمزج الضوء والماء

في ساحرات المحار

ولكنك الكلمه

ولغات العناصر في بدئها

ومن سدرة المنتهى نبقها

وغناء العصافير في فيئها

والاعصاير محتدم برقها

وجيوش الحنين الى الحلم والمشتهى

منذ عشرين ألفية غبرت

وأنت تؤنسن هذي الوحوش

تفجر نبع الكلام جداول تبرٍ وماسٍ وماء

فيلمع نجم السماء بفاكهة الأرض

حتى تتوه افتتاناً عيون الطيور

ويلتمع الوهج فوق شفاه النساء:

تموراً وتيناً وماء

نصبت وأنت تؤنسن حشد الضواري

وتجمع ماء ونار

وتمزج اضدادها في اناء

بيد ان الامور الجسام نصيبك

أنى ـ سواك ـ لها من أحد؟!

ايها الشيخ مسترجعاً ـ دائماً ـ في ولد

هكذا... هكذا

من زمان الأبد!

(النواخذ): مفردها نوخذة وتعني ربان السفينة