كتاب مصريون: خسارة كبيرة للرواية العربية

TT

في القاهرة استقبل كتاب ومثقفون مصريون نبأ رحيل الكاتب الروائي عبد الرحمن منيف بالأسى والحزن، فقال الكاتب ادوار الخراط: ترك الروائي العربي الكبير عبد الرحمن منيف مساحة واسعة كان يملؤها بإبداعاته المتميزة، فقد كانت له بصمته الواضحة في ساحة الرواية العربية المعاصرة، وكان دأبه في تقصي المنطقة الاجتماعية للرواية العربية دأبا ملحوظاً ومهماً، ولا شك ان موسوعته الروائية الكبيرة مدن الملح ستظل علامة من علامات الرواية العربية. كما كان الراحل يتمتع بثقافة واسعة تجلت بشكل خصب في أعماله الروائية وأعطتها عبقا وايقاعا خاصين.

ويقول الكاتب الروائي عبدة جبير: لا بد ان تدين الرواية العربية لعبد الرحمن منيف بمنحى خاص من مناحي الكتابة، ويجب وصفه بكشف السيرة الذاتية للمثقف العربي ورؤيته للواقع المتغير طوال الاربعينات والخمسينات والستينات من القرن الماضي، حيث تميز منيف بالكتابة في هذه الدائرة بحيث يمكن لمؤرخي المستقبل ومن يعودون الى أعماله الروائية ان يكتشفوا جهداً مهماً من جوانب الحياة العربية.

ويقول الروائي ابراهيم عبد المجيد: فوجئت بفقد الكاتب الكبير عبد الرحمن منيف الذي قابلته مرة واحدة حين فاز في مؤتمر الرواية العربية بالقاهرة، وكانت لحظات ممتعة جدا بالنسبة لي، لأنني من قرائه بالأساس، ولقد كنت أقرأ له بشغف منذ روايته «شرق المتوسط» حتى «مدن الملح»، عبد الرحمن منيف كاتب كبير جدا جدا، وله طريقة خاصة في الكتابة يتربع عليها وحده، ومن سماتها تحويل الوثائق الى سرد قصصي ممتع ومبهر كما هو الحال في «سباق المسافات الطويلة»، وتحويل التاريخ الى حضور روحي كبير كما هو الحال في «مدن الملح».

وتقول الكاتبة الروائية بهيجة حسين: موت الروائي الكبير عبد الرحمن منيف خبر حزين آخر يضاف الى الأخبار الحزينة التي نتلقاها في واقعنا العربي يوميا، وكان عبد الرحمن منيف بوجوده بيننا أحد عوامل تحملنا لهذا الواقع الذي يطحن عظامنا ونفوسنا يوميا، فخسارة عبد الرحمن منيف خسارة للأمة العربية وللبشرية، كان جزءا أصيلا من ضمير هذه الأمة، وقد تجلى هذا في الكثير من أعماله على وجه الخصوص «شرق المتوسط» و«مدن الملح» و«النهايات». ان صاحب هذه الإبداعات كان يحفر في تربة ليعرضها للشمس والهواء كاشفا وداعيا لغد أفضل للانسان العربي.

وقد تعلمت من الروائي الكبير الراحل الاخلاص لما يعتقد والاخلاص لرؤاه والانحياز لقيم الحرية والعدل والنبل، كما تعلمت من عبد الرحمن منيف ان الكتابة ليست نزهة، وليست قضاء وقت في مشروع كبير، وانما هي حفر في أعماق الدنيا، هي جهد عظيم لا يستطبع الاقتراب منه إلا القادرون عليه.

وقال الناقد احمد الخميسي: عبد الرحمن منيف نور سيطل علينا من هناك، وسيظل بابداعاته المتميزة أحد أعمدة الرواية والثقافة العربية، ولقد جاء رحيله مفاجئا وغير متوقع.

أحب له «شرق المتوسط» و«النهايات» و«ضوء وراء الاشجار» وأحب جميع أعماله، كان يفضح القمع والتخلف في مجتمعاتنا، وكان مهماً ويمثل حالة خاصة للرواية العربية من ناحية تطورها.

وعلى المستوى الانساني كان منيف دمث الخلق، ورائعا في انسانيته، وكان يتمتع بسمة غريبة جدا حيث كان بعيدا ـ مكانيا لكنه كان حاضرا في وجدان المثقف العربي لأن له أسلوباً قريباً جداً من النفس، ومحبباً الى الروح، ففقدانه خسارة لا تقدر للرواية وللمثقف العربي.