مثقفون سوريون: فقدنا كاتبا ومناضلا

TT

* روائي المهمشين

* صابر فلحوط*: كان عبد الرحمن منيف أديباً متميزاً في نضاله ووقوفه خلف كلمته، قضى عمره يدافع عن قيم ومبادئ ورسالة آمن بها، وهي الوقوف بصلابة في شارع الكادحين إلى جانب الفقراء والمحرومين في هذه الأمة، فكانت جميع مؤلفاته مطوَّبَة لصالح المهمشين في الوطن وهم الأكثرية من جماهير هذه الأمة.

كانت الكلمة عند عبد الرحمن منيف رصاصة إذا لم تصب مقتلاً فإنها تنبه إلى خطر قادم ، كان إيمانه بالأمة العربية غير محدود لذلك وقف قلمه للنضال من أجل وحدة هذه الأمة ومشروعها القومي الوحدوي النهضوي المنشود.

في يوم وفاته ننحني بقاماتنا وهاماتنا إجلالا لروح الكاتب الكبير، الذي مثل عصر الصحوة والنخوة والانتفاضة في الشارع العربي من أجل كرامة الأمة ومستقبلها.

* رئيس اتحاد الصحافيين السوريين وعضو مجلس الشعب السوري

* أداء روائي وفكري متميز

* علي عقلة عرسان*: كان عبد الرحمن منيف من الروائيين الذين سجلوا بإنتاجهم تفاصيل مهمة في البيئة العربية قد لا يصل إليها سواه لا سيما في مدن الملح، وكان في إنتاجه الروائي متميزاً ولعبت خبرته الطويلة في مجالات إدارية واجتماعية وكذلك تواصله مع الأداء الفكري، دوراً كبيراً في إعطاء إنتاجه أهمية خاصة، وبفقد عبد الرحمن منيف فقدنا كاتباً كبيراً وروائياً أضاف إلى مكتبة الرواية العربية الكثير من النصوص المهمة، مدن الملح، شرق المتوسط، أرض السواد، وغير ذلك من الأعمال المهمة له، وكان لعبد الرحمن منيف حضور جيد في أوساط المثقفين والروائيين والمبدعين والقراء العرب.

* أمين عام اتحاد الكتاب العرب

* كان قبل كل شيء إنسانا

* د. جورج جبور*: عرفت الدكتور عبد الرحمن منيف منذ أواخر الستينات وكان آنذاك خبيراً نفطياً يعمل مع الحكومة السورية وكانت تربطني بعائلته صلات حسنة ناجمة عن زمالتنا في جامعة دمشق في الخمسينات مع شقيقته، وتابعت معه نشاطه في الحقل الاقتصادي ثم في الحقل الإبداعي وكان بالنسبة لي واحداً من الذين أثق بهم وبعلمهم وبصدقهم وبوطنيتهم وبتمسكهم بالقيم العربية والإنسانية، وفي السنوات الأخيرة كانت لنا أحاديث مطولة حول حقوق الإنسان في البلاد العربية، وحول المشاكل الراهنة في السياسة العالمية والمسائل الإنسانية الكبرى التي تشغل العالم. لم يكن عبد الرحمن منيف يسبح في محيط قطري أو قومي بل كان قبل كل شيء إنساناً ذا توجه عالمي متمسكاً بأساسيات حقوق الإنسان وقد وظف موهبته الإبداعية الكبرى في خدمة الأهداف السامية النبيلة التي هي أهداف الإنسان أينما كان، وإذا كان هناك شيء من التشاؤم في رواياته وأعماله الإبداعية الأخرى فقد كان عبد الرحمن منيف في حياته متفائلاً أشد التفاؤل رغم أنه يمكن اعتبار هذا القول تأويلاً تعسفياً لعواطف عبد الرحمن منيف في كل ما قام به كان ثمة ثقة بالإنسان وثقة بقدرة هذا الإنسان على الانتصار.

* عضو مجلس الشعب السوري