إصـدارات

TT

* جماليات الرفض في المسرح الكوبي وبذور نشأة المسرح في أميركا اللاتينية

* القاهرة ـ حمدي عابدين: لم يتوقف كتاب جماليات «الرفض في مسرح اميركا اللاتينية» الذي صدر حديثاً عن دار سنابل المصرية عند حدود التأريخ لنشأة المسرح وتطوره في أميركا اللاتينية بل رصدت الدراسة التي يتكون منها الكتاب وتقع في 73 صفحة مدارس المسرح في تلك البقعة الثرية بفنونها من العالم ونظرياته خلال القرون الخمسة الماضية التي اعقبت دخول المسرح الى هناك على يد مجموعة من المبشرين المسيحيين حيث استخدموه خلال عمليات نشر الكاثوليكية بين السكان، وقد تناولت الدراسة انطلاقاً من ذلك المسرح التعليمي والديني والمسرح الترفيهي الذي استوردته الطبقة البرجوازية تقليداً لأجدادهم في اسبانيا الوطن الاستعماري الأم، وقد تنوع الأخير بين الباروك والبوفو وصولاً الى المسرح الجامعي الذي كان نواة للمسرح الحديث بعد ان تبنت عمليات نشره وتطويره الجامعات الناشئة في دول القارة.

وركز مؤلف الكتاب الدكتور طلعت شاهين خلال دراسته على المسرح الكوبي وأنواعه والأزمة التي تعرض لها بعد فترة الستينيات وبروز عدد جديد من الكتاب المسرحيين أمثال ابيلاردو استورينو، وخوسيه ردريجيث بريني ونيكولاس دور، مما أدى الى زيادة العروض المسرحية حتى وصلت في عام 1959 الى 43 عملا مسرحياً وفي عام 1967 الى 281 مسرحية، وقد شهدت فترة الستينيات تطوراً مسرحياً كبيراً لم تشهده من قبل خلال فترة حكم الديكتاتور باتيستا، وقد بلغت اللغة الدرامية في المسرح الكوبي قمتها حسب آراء النقاد في مسرحية «سرقة الخنزير» تأليف أبيلاردو استورينو، و«ليلة القتلة» تأليف خوسيه تريانا.

وقد تحدث د. طلعت شاهين بعد ذلك عن أسباب تراجع المسرح الكوبي بعد فترة الستينيات ودخوله في التكرار والعجز عن التعبير عن المتغيرات والواقع الجديد وهو عجز لم يقدر على تجاوزه حتى أكبر كتاب المسرح في أميركا اللاتينية وهو بيرخيليو بنييرا والذي كتب عام 1966 مسرحيته المعروفة «رعبان قديمان» وقد فسر ذلك النقاد بأنه نكوص عن النبض الثوري، لكن الحقيقة حسب رأي د. طلعت ان منتفعي الثورة الكوبية لعبوا دوراً مهماً في ابعاد الوجوه اللامعة في جميع مجالات الإبداع.

* «التعليم وإشكالية التنمية» يقدم قراءة واقعية لأسباب التخلف الحضاري في الأمة

* جدة ـ «الشرق الأوسط»: ضمن سلسلة «كتاب الأمة» التي تصدرعن مركز البحوث والدراسات بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في قطر صدر أخيراً العدد (98) بعنوان «التعليم .. وإشكالية التنمية» للدكتور حسن بن إبراهيم الهنداوي، ويتضمن مواضيع مثل «المعرفة مفتاح التنمية» و«خصائص التنمية» و«أثر التعليم في التنمية» و«تنمية التعليم سبيل الخلاص من التراجع الحضاري».

وركز المؤلف، على التعليم والمعرفة كأساسي للخروج من إشكالية التخلف التي تعيشها الأمة، حيث يرى أن واقع التعليم وآلياته وسياساته هو إفراز لذهنية الاستبداد، الذي يشكل قمة التخلف وأساسه.. وأن فساد العملية التعليمية هو الذي أورث ذهنية الاستبداد، ويبين أنه مقدمة ونتيجة في الوقت نفسه، ومهما يكن من أمر، فإن المؤسسات المعرفية عامة والسياسة التعليمية الهادئة المبصرة، قادرة على عزل مواقع الاستبداد وأثرها عن ضمير الأمة، كما يبين على أنها قادرة على أن تحول التخلف إلى أداة لإيقاظ الأمة وشحذ فاعليتها، وجمع طاقاتها ودفعها إلى التحاور والنهوض.

والكتاب يمكن أن يشكل لبنة في البناء التنموي، الذي يرتكز إلى المعرفة، كما يعتبر محاولة للانفكاك من واقع التخلف والتحول من عملية الإحساس بإشكالية التخلف إلى محاولة إدراك أبعادها، ودراسة الأسباب المنشئة لها، والدعوة للنظر في كيفية التعامل معها، ووضع البرامج والخطط لمعالجتها، وأيضاً التأكيد على أن التعليم هو سبيل الخروج، وأن عجز التعليم عن العطاء إنما هو لأسباب خارجة عنه، فلا مناص من النظر فيها, خاصة أن معظم المفكرين والباحثين يرون أن إشكالية التنمية تكمن في نظام التعليم وآليات التربية والتنشئة. ويقع الكتاب على 167 صفحة من الحجم المتوسط.